خميس جلاب : الاتفاق الإطاري هو تكريس للتهميش والإقصاء

ـ نرفض الاتفاق الاطاري لأننا لم نشارك في اعداد الاتفاقية ولم تتم دعوتنا للتشاور
ـ أطراف العملية السلمية أنفسهم من قاموا بتفضيل بعضهم على بعض

ـ استحقاقات السلام استأثرت بها مجموعة معينة من الحركات
ـ لا توجد أموال معينة نستلمها من الحكومة
ـ نحن اقصينا من الاتفاقية ومن السلطة
ـ سندخل في مرحلة ايجاد مخرج للوضع السياسي الراهن في السودان

شدد القيادي بالجبهة الثورية رئيس الحركة الشعبية شمال، خميس جلاب، تمسكهم برفض الاتفاق الاطاري، وابان ان الاتفاق الاطاري هو تكريس للتهميش والاقصاء وعودة للسودان القديم، وجزم بان المجموعة الموقعة على الاتفاق الاطاري “مجموعة المجلس المركزي”هي مجموعة لاتقبل الآخر، واعطوا انفسهم الحق في المسؤولية على البلاد.
وقال خميس في حوار أجرته معه (الحراك)، ان الجبهة الثورية واطراف السلام الموقعين على اتفاق سلام جوبا يتمسكون بعدم مراجعة الاتفاقية او تجميدها او التعديل ببنودها، وجزم بأن ذلك الأمر مرفوض لدى الجميع، وعلل على ذلك بأن الاتفاقية خاطبت جذور الازمة السودانية، واردف أن الذين يتحدثون عن مراجعة الاتفاق هم لا يريدون هذه الاتفاقية ولايريدون التغيير.
حوار ــــ ايمان الحسين
*الساحة السياسية والمشهد السياسي مليئ بالتطوارت خاصة بعد التوقيع على الاتفاق الاطاري في 5 ديسمبر بين المكون العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير ماهو موقفكم من ذلك الاتفاق؟
الاتفاق الاطاري هو تكريس للتهميش والاقصاء وهو عودة للسودان القديم لأن المجموعة الموقعة على الاطاري “مجموعة المجلس المركزي” لا تقبل الآخر ويصنفون الشعب السوداني، واعطوا انفسهم الحق في المسؤولية للبلاد.
*هل يمكن أن يقود الاتفاق الاطاري الى حل للأزمة السياسية في البلاد التي بدأت في 25 اكتوبر بانقلاب البرهان؟
لا يمكن أن يحل الازمة، ولكن يمكننا أن نؤكد أن الاتفاق الاطاري قاد الى تعقيد في المشهد السياسي وتعقيد القضية، رغم ان المجتمع الدولي وبعض من الدول التي كانت تقف وراءهم وتدعمهم ،لكن الخطاب الأخير للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن السودان ذكر أن الحل لابد بأن يكون شاملا ولابد من اشراك كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الحل.
*انتم كما تفضلت ترفضون الاتفاق الاطاري جملة وتفصيلا ماهي اسباب الرفض للاتفاق؟
نحن نرفض الاتفاق لاننا لم نشارك في اعداد الاتفاقية ولم يتم دعوتنا الى التشاور فيها ،نحن نرى ان الاتفاق ونعتبره مشروع المجموعات الموقعة عليه ولكن هنالك مبادرات اخرى وهنالك اعلان دستوري سياسي لمجموعات اخرى، بالتالي فإنه من الأسلم أن يتم دمج هذه المبادرات وبما فيها الإعلان السياسي لنقابة المحامين، وأن تجلس لجنة من الفرقاء حول طاولة مستديرة ليتم التوصل الى حل من داخل المبادرات نفسها.
*غالبية اطراف السلام الموقعون على اتفاقية جوبا انحازت الى الكتلة الديمقراطية، هل انتم ستكونون جزءاً من الكتله الديمقراطية في الفترة القادمة؟
حسمنا هذا الأمر في الايام الماضية ونحن الآن جزء من الكتلة الديمقراطية، ومشروع الكتلة الديمقراطية، وشاركنا في تكوين الكتلة الديمقراطية، بل ونحن ندعو المجموعات الاخرى الى الجلوس لان نجد مخرجا للمشكلة السودانية عبر الكتلة الديمقراطية.
*ماهي رؤية الجبهة الثورية لحل الازمة في البلاد؟
رؤيتنا بالجبهة الثورية اننا نرى بضرورة ان المجموعات والاطراف لابد ان تجلس مع بعض، وكل مجموعة او كتلة تأتي بمبادرتها ومشروعها في حل الازمة، وان الحل لابد ان يكون سوداني سوداني “وان تكون لجنة وطنية او آلية وطنية لتجمع بين المبادرات وتنقحها وتخرج منها بمبادرة واحدة، وان يتفق الشعب السوداني حولها، ونحن مع ضرورة المشاركة واشراك كل المجموعات السياسية والشعب السوداني في الحوار والمشاركة في السلطة عدا “المؤتمر الوطني المحلول” وبالرغم من حله الا ان لديهم “العشم في العودة لحكم السودان .
*هنالك حديث عن توحيد الجبهة الثورية ،ويقولون ان هنالك مبادرة من قادة داخل الجبهة الثورية لتوحيد الجبهة الثورية للعودة مرة اخرى كالسابق “كجبهة واحدة” ماهي صحة تلك الانباء ؟
هذه الجزئية تعتبر واحدة من اهدافنا ،وهي توحيد الجبهة الثورية ،وفي فعالية سابقة للجبهة دعينا رفاقنا من اجل توحيدها ولكن،الاطراف الاخرى هي ترفض ذلك ،وهم غير معترفين بنا كجبهة ثورية ناهيك عن جلوسهم معنا ،ولكن الآن كما يقال إن الكرة بملعبهم ،ونحن سنبدأ في التواصل معهم حتى نصل الى رؤية مشتركة فيما يختص بمبادئ واهداف الجبهة الثورية ،بقصد ان نعمل في مقبل الايام على توحيد الجبهة الثورية .
*هل اتفاق سلام جوبا اعطى افضلية لبعض الحركات دون الاخرى ؟
اتفاقية جوبا لم تقم من اجل افراد او حركات لان اتفاق جوبا لسلام السودان من اجل كل السودانيين ،لكن اطراف العملية السلمية هم انفسهم من قاموا بتفضيل بعضهم على بعض ،وهم من عملوا على تهميش رفاقهم المهمشين مثلهم ،وهذه مسألة تعتبر غريبة ،فنحن في الجبهة الثورية نقول ان هنالك “مهمشاً يهمش المهمش “فبالتالي ان هذا الأمر قاد الى تشويه الاتفاقية نفسها وتصرف بعض الرفاق ساعد الجهات التي لاتريد تنفيذ اتفاقية السلام من اجل عدم تنفيذ هذه الاتفاقية ،افتكر ان اتفاقية السلام اعطت الحقوق لكل الشعب السوداني .
*الى أين وصلت الترتيبات الأمنية ..خاصة وان هنالك حديثاً عن تخريج دفعه من 3 آلاف جندي للمشاركة في حماية أهل الاقليم ؟
تحدثت مع اشخاص من دارفور باجتماع للجبهة الثورية ،ان الاتفاقية لم تنفذ وان قواتهم لم تكن جزءاً من الترتيبات الأمنية الدائرة في دارفور ،اما النيل الأزرق و جنوب كردفان ،ماحصل هو حقيقة تجنيد للقوات.
*فيما يخص النازحين واللاجئين …مراقبون يقولون ان اتفاقية سلام جوبا فاقمت الاوضاع داخل معسكرات النازحين واللاجئين ؟
الاتفاقية جاءت من اجل السلام لذلك لايمكن ان تفاقم الاوضاع او تؤدي الى حرب .
*لماذا لم يتحقق ماجاء في بنوده كعودة النازحين الى قراهم ؟
لان الاتفاقية لم تنفذ ،ومثلا في هذه الاتفاقية ،هنالك بروتوكول وفقرات تتحدث عن ضرورة عودة النازحين واللاجئين الى مناطقهم الاصلية وتهيئة المناخ والاوضاع لهؤلاء النازحين حتى يستطيعوا ن يرجعوا من اجل تنمية هذه المناطق ،لكن هذا لم ينفذ .
*هنالك اصوات ترى بضرورة مراجعة اتفاق سلام جوبا ..مارأيكم بذلك ؟
نحن نرفض رفضا باتا مراجعة الاتفاقية او تجميدها و التعديل فيها ،هي مسألة مرفوضة لدى الجميع لان الاتفاقية خاطبت جذور الازمة السودانية ،ولدى الاتفاقية حقوق ومكاسب اتت بها لجميع الشعب السوداني ،نحن نتحدث عن مراجعة تنفيذ السلام لانه فعلا حدثت مؤامرة على عملية التنفيذ وللاسف الشديد ان هذا الأمر حصل من الموقعين انفسهم على الاتفاقية ،وهذا الأمر يذكرنا بمسألة نقض العهود او الحكومات السابقة التي كانت تعمل على نقض العهود ،لذلك ان اي اتفاق وقع من اجل وقف الحرب لم ينفذ ،وذلك منذ توقيع استقلال البلاد هنالك حروب مستمرة بالدولة السودانية ،وهذه الاتفاقية “اتفاقية جوبا لسلام السودان” خاطبت الازمة بكل شجاعة وكل وضوح وقوة ،ان الاتفاقية تعتبر هي اول اتفاق في السودان يحدث بهذه الكيفية ،والاهم من ذلك هو أن الشعب السوداني رحب بهذه الاتفاقية وكان لديهم امل كبير في ان الاتفاقية توقف الحروب في السودان وهذه الاتفاقية تعمل على المساواة بين الاشخاص وتبحث عن العدل والحرية والسلام للشعب السوداني .
*كيف تنظرون الى الذين يطالبون بمراجعة الاتفاقية ؟هل هي اصوات تستهدف الكيانات او الشخصيات والحركات والاحزاب الموقعة على الاتفاقية ؟
الذين يتحدثون عن مراجعة الاتفاق هم لايريدون لهذه الاتفاقية أن تتم وهم لايريدون التغيير في السودان ،يريدون ان يظلوا ويبقوا في نفس السياسات القديمة ،انصحهم بأن لاينتقدوا الاتفاقية،وان كانوا حريصين على مصلحة البلاد والشعب السوداني كانوا يتحدثوا عن ضرورة تنفيذ الاتفاق ،وكان لابد لهم ان يتحدثوا عن ضرورة تكملة السلام في السودان وذلك بالحوار والتفاوض مع المجموعات المسلحة التي لم توقع بعد على الاتفاقية.
*هل لديكم تواصل مع المجموعات غير الموقعة على اتفاق السلام سواءان أكان عبد الواحد محمد نور او عبد العزيز الحلو ؟
نحن كجبهة ثورية واطراف موقعة على السلام على تواصل دائم مع هذه المجموعات ،فالحركة الشعبية تحت قيادة عبدالعزيز الحلو ،هي نفس الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار ،لديها نفس الرؤية ونفس الأهداف ونفس المبادئ ،بالتالي لدينا تواصل مستمر معهم ونخاطبهم من وقت الى آخر بضرورة استكمال عملية السلام في السودان ،وبضرورة توقيعهم على الاتفاق ،والشعب السوداني ملّ الحرب ويريد اتفاق سلام شامل .لكن المشكلة التي تواجهنا ان اتفاق السلام الذي وقعناه لم يرْ النور في التنفيذ الى الآن ،وهذا الأمر غير مشجع بالنسبة للمجموعات التي لم توقع على الاتفاقية بالالتحاق بها ،لان حديثهم معنا الآن “هم عملوا ليكم شنو؟ “بعد توفيقهم لاوضاعكم يمكننا ان نوقع” . حتى القوات المسلحة السودانية لم تنفذ عملية دمج لقوات الجيش الشعبي في القوات المسلحة السودانية ، ولكن تم تجنيدهم عن طريق اورنيك 5 ألف وهو اورنيك التجنيد في الجيش السوداني ،فبالتالي ان التجنيد تم بهذا الاورنيك بعد جلبهم الى معسكرات التدريب ،والصحيح ان يتم دمجهم باورنيك مخصص لعملية الدمج الشعبي في القوات السودانية ،بروتوكول الترتيبات الامنية لم ينفذ حتى في دارفور نفسها بالطريقة المفروضة ،وماحدث في دارفور هو عبارة عن قوات مشتركة لوقف الصراعات ولكنهم لم يتحدثوا عن الدمج .
*هل استلمتم استحقاقات سلام جوبا كاملة ؟
استحقاقات السلام استأثرت بها مجموعة معينة من الحركات حتى اننا نسمع ان هنالك مبالغ مالية دولارية تم تسليمها لبعض الحركات ،ولكن تنظيماتهم نفسها لاتعرف شيئا عن تلك المبالغ الى أين ذهبت او من الذي استلمها !!
*هل تستلمون مبالغ من خزينة الدولة من اجل عمليات التسيير وغيرها ؟
لاتوجد اموال معينة نستلمها من الحكومة ،نحن اقصينا من الاتفاقية ومن السلطة ،حركات الجبهة الثورية تتبع سياسة التمويل الذاتي ،وتمول من عضويتها التي تسهم في التسيير ،واؤكد اننا لانسلتم اي مبالغ سواء أكانت من مالية السودان او من سفارات اجنبية اخرى .
*اي اضافة اخرى ..
الصراعات في دارفور او في غرب وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق البلاد ،هذه الصراعات اسبابها وجذورها تعود للمركز الذي عمل بسياسة “فرق تسد”،دعوتي وندائي للادارات الاهلية من اجل استخدام الحكمة والجلوس من اجل حلحة تلك الصراعات والنزاعات ،وهنالك بعض الادارات الاهلية تم تسييسها فبالتالي اصبحت غير قادرة على معالجة القضايا ،بل وذهب الأمر الى ابعد من ذلك واصبحت الادارات الاهلية تشجع عمليات النهب والصراعات التي تدور في هذا الأمر .
لدينا في الجبهة الثورية مبادرات من اجل الاصلاح.
*بعد انعقاد مؤتمركم الدستوري الاسبوع الماضي ماهي الخطوة القادمة ؟
اول خطوة سنقودها هي هيكلة الجبهة الثورية ثم بعد ذلك سندخل في عملية اخرى وهي ايجاد مخرج للوضع السياسي الراهن في السودان ،وسنشارك في الحوار الدائر في السودان ،وسنعمل على مساعدة لجان المقاومة والكنداكات على تنظيم انفسهم من اجل قيادة زمام التغيير في السودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى