الدبلوماسية علم وفن وقد تكون أقرب الي علم النفس من العلوم الاخري لما لها من إمكانية غرس الشعور بالمحبة والغوص في وجدان الشعوب.
وان كان يحق لنا المعارضة في شؤون البلدان الاخري لقدت اكبر معارضة ضد الخارجية المصرية التي اتخذت قرار بنقل القنصل المصري بالخرطوم احمد عدلي إمام والذي يرتب حقائب المغادرة من شارع الجمهورية بوسط الخرطوم الي بلده الثاني القاهرة.
واحمد عدلي يعتبر دبلوماسي من الطراز الفريد الذي مكث سنوات عدة بالسودان قدم خلالها ابهي الصور عن الشقيقة مصر.. قدم خبراته وانسانيته وعدله ويستحق وسام الإنجاز والاعجاز لما قدمه من جهود في تقوية العلاقة بين الخرطوم والقاهرة في مختلف المجالات.
وظل ذلك الدبلوماسي الشاب يقوم بجهود كبيرة داخل القنصلية المصرية بالخرطوم وتوسعت علاقاته بكل فئات المجتمع السوداني بمختلف تكويناته السياسية والفنية والثقافية والاعلامية وغيرها.
وزرع احمد عدلي إمام حبا في نفوس السودانيين وما قامت به الإدارة الأهلية الليلة البارحة والتي احتشدت بمنزل صديق ودعة بالملازمين لتكريمه خير شاهد على الحب الذي يتمتع به عدلي والتواصل الذي رسمه بين مكونات المجتمع فهو يستحق ذلك ويستحق ان نقول له في حضرت جلالك يطيب المقام.
وعدلي الذي سيغادر بعد ساعات من الان ترك خلفه ارثا وتاريخا وتحديا أمام خلفه تامر منير الذي ليس أمامه خيار غير المضي في ذات الطريق الذي سلكه احمد عدلي.
والشاهد ان العلاقات الشعبية بين السودان ومصر شهدت تطورا كبيرا وتقدما عظيما مما انعكس إيجابآ وخير دليل ما يجده ملايين السودانيين في القاهرة من احترام وتقدير واعتزاز من قبل اشقائهم المصريين وكذلك ارتفاع التبادل التجاري وشراكات استراتيجية في عدة مجالات.
ونأمل ان يحقق احمد عدلي في منصبه الجديد بوزارة الخارجية المصرية ما حققه هنا في الخرطوم وحتما سيكون خير سفير وخير سند لكل سوداني مقيم في مصر ولكل مصري مقيم في السودان او ينوي الحضور الي الخرطوم.