مفارقات – شاكر رابح – في ذكرى ثورة ديسمبر

في ظل ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة وعقب مرور اربعة اعوام علي اندلاعها في ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م وهي مناسبة وطنية عظيمة ،حرينا بنا الوقف عندها والتامل فيما صاحبها من زخم وتحركات واحتجاجات شعبية ودعم خارجي من هنا وهنا ومقابلة تلك الثورة بكثير من العنف والتنكيل من قبل ألاجهزة الرسمية الى ان قيض الله لها ابن من ابناء السودان البارين القائد حميدتي الذي اشعل الحماسة والهب الجماهير ، بتصريحاته الداعمة للثورة والثوار وبعيدا عن السؤال التقليدي هل حققت الثورة اهدافها ومراميها؟ والذي سوف نجيب عليه في مساحة اخري.
فان احياء ذكرى الثورة في الواقع هي وقفة جليلة المغزى لتحفظها ذاكرة الاجيال القادمة، بالضرورة هنا ان نذكر الموقف التاريخي للفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة لدى مخاطبته لقوات الدعم السريع في منطقة طيبة في ٢٤ من ديسمبر الذي كان بمثابة انطلاق صافرة بداية العد التنازلي لزوال حكم الانقاذ و قد حمل ذلك الخطاب مضامين ومؤشرات ايجابية ومهمة لتطرقه بشفافية للازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة وتبيان مدي انسداد الافق امام إيجاد مخرج وحلول للازمة السياسية ، رسائل حميدتي التي دعت الحكومة لاجراء معالجات سريعة في ملفات كثيرة مرتبطة بنظام الحكم ومحاربة الفساد وارساء دعائم دولة القانون والحكم المدني وكان قد وجه قواته ( بعدم التدخل وإظهار العنف تجاه التظاهرات السلمية الحضارية المحمية بالقانون) والتي كانت بمثابة دعم وضوءا اخضرا للقوى السياسية التي تقف خلف التغيير ورسالة مطمئنه وايجابية للثوار، وبهذا الموقف يكن السودانيين الوطنيين لحميدتي مكانه خاصة وظلت هذه المكانه راسخه بل زادت خلال الأعوام التي مضت رغم الشد والجذب والخلافات التي تنشب بين الفينة والاخرى بين المكون العسكري والمدني ،وانحياز حميدتي للثورة شكل مفخرة لها وعربون لنجاحها مما جعلها ترتقي متفردة في سلميتها ومشروعيتها نحو التغيير الجذري للنظام والتمكين للثوار لاقامة دولة القانون والمبادئ الديمقراطية، وانحياز القائد المبكر للثورة هي تضحية تفادى فيها مالات مجهولة العواقب .
وفي اطار تحقيق التغيير التدريجي المأمول قد تابعنا في الأسبوع الماضي المساعي المبذولة من القائد في اطار توقيع الإعلان السياسي الإطاري من أجل تحقيق التوافق الوطني بين اهل السودان ،التوقيع علي الاتفاق يعد استجابة للمطالب التي رفعها الشارع والرغبات الملحة للقوى السياسية التي نادت بانهاء اجراءات ٢٥ اكتوبر قبل الماضي وهذا يعد تطور غير مسبوق في اطار التسوية السياسية الشاملة ، وهنا نجدد التحية والتقدير للقائد الذي سعي بخطى ثابته نحو تحقيق امال الجماهير ومازال مناصرا للشعب في كافة قضاياهو السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
واري أنه في ظل الظروف والتعقيدات السياسية الراهنة نأمل أن توحد كل القوى السياسية جهودها من أجل تحقيق الوفاق الوطني والسلام المستدام واستقرار البلاد واستكمال عملية التحول المدني الديمقراطي.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى