بُعْدٌ .. و .. مسَافَة – مصطفى ابوالعزائم – نكررها ألف مرّة … (!)

في الحادي عشر من أبريل في العام 2019 م ، تغير نظام الحكم في السودان وغابت نجومه لتقبع إما في السجون وإما في المهاجر وإما في البيوت ، وظهرت نجوم جديدة ملأت سماء الساحة السياسية ، وبرزت اصوات عنيفة واقلام أشد عنفاً تنتقد أداء وسلوك نظام الحكم الذي تمت الاطاحة به ، ولعبت الوسائط الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في هذه المواجهات ، ونجحت في صناعة رأي سالب تماماً في أداء النظام الذي أطاحت به ثورة الشباب ، وإستغل أعداء النظام السابق الأشد خصومة من غيرهم هذه الظروف والمتغيرات والوسائل في إطلاق شتائم بلا حدود ضد النظام المطاح به ، بينما أصبح الخصوم الأقل عداوة من الشامتين على القيادات التي تمت الاطاحة بها ، وعلى غيرهم من المدافعين عن النظام السابق سواء كان ذلك في المجتمعات أم في الإعلام .
من ضمن الشامتين في النظام الذي اطيح به ، بعض من كانوا حلفاء له حتى صافرة النهاية ، إذ يرون أن مشاركتهم إنما كانت مشاركة صورية ، وإن وجودهم كان ديكورياً لتجميل صورة النظام ، وقد كنت من الشاهدين على آخر لقاء تم بين الرئيس السابق عمر البشير ، وبين القوى السياسية داخل القصر الجمهوري قبيل إنهيار النظام بأيام قليلة ، ومعي عدد من الزملاء رؤساء التحرير والكتاب ، وتابعنا ماجرى داخل ذلك الاجتماع آملين أن تكون هناك نتائج تخرج بلادنا من أزمتها السياسية ، لكن الإجتماع لم يخرج بجديد رغم جرأة كثير من القيادات في نقد النظام وطريقة معالجته للأزمة ، لكن المدهش أن بعض الذين لم يفتح الله عليهم بكلمة ، أو بعض الذين تحدثوا ممالئين للخطوات التي سار عليها النظام في معالجة الأزمة ، نراهم اليوم من الشامتين ، بل أن بعضهم أخذ في توجيه إنتقادات عنيفة ضد النظام ورأسه المخلوع ، بل إن منهم من طالب بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية .
نعود الى الشاتمين مرة أخرى لنجد أن بعضهم توجه بنقده وشتائمه الى مكونات التحول الجديد ، فأخذوا يهاجمون قيادات الجيش ويهاجمون قوات الدعم السريع ، وبعض السياسيين الذين لم يميلوا نحو مجاراة التطرف والهياج .
الفئة الثالثة هي أهل النظام السابق نفسه ، خاصةً أولئك الذين ينتسبون إلى حزب المؤتمر الوطني ، فقد ظلوا صامتين رغم محاولات الإستفزاز المستمرة لهم من قبل الشاتمين والشامتين ، والتي وصلت إلى حد حل حزب المؤتمر الوطني نفسه ، ونرى مثلما يرى كثيرون إن هذه الاستفزازات لن تكون في صالح الدولة الجديدة ولا في صالح النظام الثوري لأن صبر هؤلاء سينفد مع الاستفزازات المستمرة ، وصمتهم سيتحول الى صرخات قوية في مواجهة الخصوم الألداء ، وفي مواجهة الحلفاء السابقين .. نقول للجميع : (اعقلوا) ونكررها ألف مرة .

Email : sagraljidyan@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى