عبدالله مسار يكتب : فولكر اتمقلب

بسم الله الرحمن الرحيم

فولكر رئيس البعثة الاممية في السودان جاء الي السودان علي راس البعثة الاممية التي جاءت خلسة بخطاب السيدالدكتورحمدوك رئيس وزراء الفترة الانتقالية السابق الذي طلب فيه هذه البعثة دون علم الشعب السوداني وفق البند السادس قيل لتساعد في عملية الانتقال الي المرحلة الديمقراطية عبر التجهيز لانتخابات شعبية مباشرة ولكن ترك هذا التفويض
و نصب نفسه رئيسا للسودان وبدا خطوات خارج تفويضه وذهب. يتمطي في السودان لينفذ مشروعه الشخصي ومعه بعض دول الغرب وبعض دول عربية وهو يسعي لتشليع السودان كما حدث في العراق وسوريا ولذلك تبني عملا ظاهره ايجاد حل للمشكل السوداني والمساعدة في تحول البلاد الي المدنية والديمقراطية
ولكن باطنه اجندات اخري
ورغم ان الوساطة تتكون من الثلاثية ولكن واضح دور فولكر المحوري في قيادتها. وخاصة وانه يجد دعما من الرباعية
وظل فولكر منحازا لبعض القوي السياسية دون ان يكون علي مسافة واحدة من كل اللاعبيين في المشهد السياسي وحصر نفسه في نطاق ضيق عقد له المشهد وجعله يتحرك في حيز ضيق وهو الحرية والتغيير المجلس المركزي وابعد الكل بما في ذلك الثوار من لجان مقاومة واحزاب سياسية وخاصة احزاب اليسار وقوي مجتمع مدني وطرق صوفيه وادارة اهلية حتي حاول اهل الشرق ولم عندهم القبول له
اتبع فولكر منهجا اقصائيا وقسم القوي السياسية الي درجات بعضهم صاحب حق شرعي في الثورة والبعض الاخر مردوف والبعض تمومة جرتق وهذا التصنيف لم يجعل الحل شاملا ولذلك قل الموقعين علي الاتفاق الاطاري وخف وزنهم وقل حجمهم وكبرت معارضتهم بل حتي الحرية والتغيير المركزي التي كان فولكر يملئ بهم يده خزلوه حيث خرج البعث والناصري وانشق التجمع الاتحادي والجمهوري ثم جاء باجسام ليس لها تكييف قانوني لا نقابات ولا اتحادات وغير مسجلة في الاجهزة الرسمية وغير معروفة وكذلك جاء ببعض احزاب انشقت عن اصلها او خالفته بل بعضهم مجمد نشاطه ولذلك خرج حفل التوقيع هزيلا وباهتا وصار الموقعين اقلية وكبر حجم المعارضين حيث خرج اغلب اليمين وكل اليسار وكافة الطرق الصوفية والادارة الاهلية وصار الاتفاق الاطاري مسخا ومشوها دون سند مما جعل فولكر يتلفت يمني ويسري وصار الامر كذبه كبيرة واصطف اهل السودان جميعا ضده في منظومة قوية ومتماسكة مما شكك العساكر الذين وقعوا علي الاتفاق الاطاري ورؤوا انه عقد المشكل بدل حله وفتح الباب لمعارضة كبيرة له وصار فولكر اكثر الخاسرين لانه يود ان يمرر مشروعه وسط زخم كبير وتاييد شعبي كاسح ولكن صار مشروعه مشروعا ميتا وكسيحا وحتي زملاءه في الثلاثية يضحكون ويسخرون منه بل واضح ان الشارع سيزيد في مظاهراته والذين كانوا مع فولكر من القوي السياسية ذات الارتباطات الخارجية يضحكون منه
اذن فولكر اتمقلب وقبض الريح ودفق ماءه علي السراب. وتاجر تجارة خاسره. وباع كاسد وفاسد البضاعة
وبدل ان يكسب ود اهل السودان كسب عداءهم
وجعل البعثة التي هي اصلا مكروه من الشعب السوداني جعلها اكثر كرها
ومات مشروع فولكر الاستعماري وسيولد قريبا مشروعا سودانيا وطنيا خالص وسيجد المشروع الوطني تاييد اهل السودان بما في ذلك العساكر وحتي المتحمسين منهم لهذه التسوية الشائنه
ان خسارة فولكر كبيرة لانه لم ينجح مشروعه ولا مشروع اهل السودان
ولذلك في تقديري ان فولكر اتمقلب حيث اعتمد علي مجموعة لا سند لها شعبيا ودفع اهل السودان ليجتمعوا في المشروع الوطني ومعاداة المشروع الخارجي الاجنبي والدول المساندة له وكذلك فشل سفراء الرباعية الذين استعدوا الشعب السوداني ولم يتحقق غرضهم. وفتحوا باب كبير ليتعاون اهل السودان مع دول اخري علي طرفي نقيض من مجموعة الرباعية واعطوا العساكر فرصة ليقولوا وافقنا لكم علي التسوية ولكن لم تجد القبول من الشعب السوداني وزاد موقف الرفض لهذا المشروع. الاقصائي وزاد ضغط الشارع السوداني
عليه اعتقد ان فولكر دخل في ازمة صعب الخروج منه وقد تعجل برحيله
انه الشعب السوداني المعلم
تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى