صوت الحق – الصديق النعيم موسى – ضعف سيادة الدولة في ملف اللاجئين !

siddig2227@gmail.com

بعث لي صديقٌ عزيز رسالة صادقة نابعة من قلبه الذي يُحب وطنه ، يقول في مَعرضَ حديثه مُعقباً على مقالي الأسبق بطرد مدير البرامج بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من السودان. قائلاً : ( أخي صديق النعيم لقد أجزت ياهذا بتشخيصك للداء ووصفك بالدواء ، فياترى مَن يَسمع ليُصدّق أو مَن يُصَدقَ ليسمع حتى يفوق من سُباته ولربما هذا الصمت الذي تشوبه المكابرة ، والتجاهل ، والتغافل تتحقق فيه بعض المصالح الشخصية الضئيلة على حساب المهمومين المحرومين المحزونين الذين تتهادى بهم أمواج اليأس تارة وتتلاعب بهم مرآة ءآل الأمل تارة أُخرى لتستحيل أحلامهم الي سراب . ليس من الفخر ان تقول أنا سوداني طالما أصبحت خِصال السودانيون الطيبة السامقة عن الدنيئات من عرض الحياة قصص في بعض الأسطر من روايات التأريخ الذي كان مشكوكاً في صحة أحداثه ووقائعة التي تبدو وكأنها لا تمت بصلة عما كان يتناقله الصحبة والأجداد . ما علمت أبداً وما كنت أتخيل يوماً ان المصلحة الشخصية يمكن أن تكون على حساب مصلحة الوطن والمواطن . بالطبع أنَّ الولاء والبراء للمنظمات الصهيونية الرأسمالية الليبرالية التي تستميل وتبتز الدول المانحة من دول الخليج ودول العالم عبر شعاراتها المزعومة في قضايا دعم اللجوء واللاجئين والقضايا الإنسانية الأُخرى هي جريمة أجدر يستدعي عليها السيف والنطع ، عِلماً بأنَّ هذه المنظمات تمثل أسوأ صور الرأسمالية الطيفيلة التي تتاجر بقوت وإحتياجات اللاجئين والنازخين والمجتمعات المستضيفة للاجئين لتتكبد الدولة المستضيفة الخسائر الفادحة في نظامها الأمني والخدمي والإقتصادي والزراعي بتضرر الغطاء النباتي بالقطع الجائر وإزالة الغابات ليس هذا فحسب بل تدفق اللاجئين عند غياب رعايتهم وتلبية إحتياجاتهم العاجلة يؤدي إلى تدهور الأنظمة الصحية وتردي دور الرعاية يزيد من تفشي الأمراض والولاء بالدولة كل لم يوضع له إعتبار ولم يخطر حتى على بالهم وإن كانوا على إدراك تام بهذه المخاطر والأضرار لا يكترثون طالما هم يمضون لتحقيق أرباح طائلة من هذا الملف الذي يجهلة الكثير بل للأسف يجهله حتى الذين هم قائمين على رأسه او المنوط بهم مراعات حقوق اللاجئين وحقوق المجتمعات المُستضيفة في هذا الوطن المنكوب الجريح ، ولذا أنَّ المندوب غير السامي يتلاعب بمصالح الدولة وكانها لا تزال واحدة من إحدى مستعمراتهم الغابرة ، وبالفعل أنَّ السودان لا يزال تحت وطأة الإنتداب الذي تفرضة منظمات وعصبة الأمم المتحدة اللوبية ، ومن المؤسف جداً أنَّ الذين يشايعونهم ويناصرونهم لا يجدون إلاّ أقل القليل من فتاتهم فضلاً على ذلك نجدهم يزعمون بأنهم ينتمون الي تراب هذا الوطن المنكوب ( السودان ) ، عن أي وطنية يتحدثون وهم بالأحرى كانوا يساومون على مصالحهم الشخصية ويضعونها فوق مصلحة الوطن ومصلحة الجميع ، نعم كما قال سومرقل جاكسون أن هذا الشعب لا يجتمع على رأي واحد فألمصلحة الشخصية عندهم أهم من المصلحة القومية فإنهم يختلفون على أبسط المسائل العرضية حتماً لا يستطيعون الإستفادة من هذه المواد الذاخرة في هذه الدولة و أخشى أنَّ خروجنا سيكون وبالاً عليهم . لايزال هذا السوء و هذا المُكر والحسد هو قيض من فيض يتوارثة الاجيال والاحفاد . ما ستحمله الايام أشد بكثير مما طوت عليه الليالي الدهور ، والله المستعان .
صوت أخير
الشُكر الجزيل صديقي العزيز على هذه الرسالة الصادقة ، التي تُثبت غيرتك على وطنك المكلوم ، وطنك الذي يبكي وينوح ؛ وطنك الغني ( الفقير ) . و يؤسفني أن الدولة الحالية لا تفهم خطورة المعسكرات المفتوحة بولاية الخرطوم ولا تفهم ولا تعي الكارثة المُقبلة . بسبب غياب السُلطة الفعلية أصبحت الدولة غير موجودة على هذا الملف الأمني وهذا الفشل دفع ثمنه مواطنو المناطق المُستضيفة وليس هناك أسوأ من حادثة معسكر القناعه بولاية النيل الأبيض وحادثة خور الورل في العام 2017 وحادثة الكدرو قبل أشهر ، ضعفت البلاد وما زالت تنهار لصمتها عن تجاوزات ممثل المفوّض السامي ومدير البرامج وعدد من الموظفين الدوليين فلا توجد سياده ولا توجد غِيرة وطنيه . فهل يستطيع هؤلاء الموظّفون أن يعبثوا كما يشاءون في دولة غير السودان ؟ وجدوا ضالتهم في بلادنا ؛ وخفّضوا الغذاء لأقل من النصف و واصلوا في تجفيف الميزانيات وتعدى الأمر أكبر من ذلك أصبحوا يُنفّذون مباشرةً وهو أمر يُخالف القانون الذي قامت عليه المفوضية . غابت الدولة وأفل نجمها بسبب ضعف الأداء وصمت الكثيرين عن التحدث لا أدري هل خوفاً على مصالحهم ؟ أم جُبناً ؟ يصمتون وتُنتَهك السيادة ولا يستطيعون إيقاف هذا التمدد وأتساءل مِثل غيري لماذا هم صامتون ؟ معتمدية اللاجئين يا صديقي أنجبت خيرة الموظفين الذين سطّروا تأريخاً ناصعاً في مجال اللجوء حافظوا على سيادة البلاد و وقفوا سداً منيعاً للتغوّل وإنتهاك السيادة . هذا الضعف الإداري يا صديقي نتاج طبيعي لغياب المسؤولية الوطنية . وغرور المفوّض ومن شايعهم ما هو إلاّ لضمان غياب المحاسبة وسيستمرون في ذلك لأنهم واثقون من عدم المُساءلة و واثقون في فِعل كل شئ . هذا كتابي يا صديقي لن تقوم للبلاد قائمة ما لم يستفيق الجميع . وكما أعرفك وأعرف شجاعتك ها أنت صَدحت بكلمة وقول الحق في زمنٍ كثر في التطبيل والنفاق والكذب .
ختاماً : الكلمة أمانة وأمانة عظيمة أمام الله ، سأظل أقولها بلا خوفٍ أو جُبنٍ إلى أن ألقى الله تعالى .
ثمانية أعوام منذ أن كتبت أول مقالٍ لي في هذا الملف الكبير لقناعاتي الكاملة بتقصير الدولة فيه وهذا التقصير لا يخفى على أحد إلاّ مُكابر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى