السر ابراهيم يكتب : الاتفاقي الاطاري حميدتي يتفرد

وقع اليوم بالخرطوم اتفاقاً اطارياً بين قوى الثورة والمكون العسكري وتضمن الاتفاق قضايا كثيرة ابرزها تشكيل سلطة مدنية لقيادة الفترة الانتقالية والتي نص الاتفاق على ان تكون مدتها عامان تبدآ من تعيين رئيس الوزراء .
هذا الاتفاق لا يمكن رفضه من اي قوى سياسية عاقلة لانه يؤسس لسلطة مدنية وينتصر لخيارات الثورة وهو المطلب الذي ظلت تخرج المواكب لتحقيقه وقد حققته قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ومن معها من قوى سياسية دون مواقف متصلبة وغير عاقلة .
ما لفتني في هذا الاحتفال الكلمة التي ألقاها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو والتي اكد فيها موقفاً حازماً وواضحا بدعم السلطة الانتقالية بل وحماية التحول الديمقراطي كالتزام شخصي ومؤسسي وهذا يعني بوضوح ان قوات الدعم السريع وقيادتها هي الحامي للسلطة المدنية وللتحول الديمقراطي بوضوح لا يقبل الشك وهذا الموقف يتطلب من القوى السياسية وقوى الثورة عامة ان تعمل على تمتين العلاقة بينها وبين حليف قوي يمتلك من القوة ما يستطيع به التاسيس لوطن ديمقراطي في ظل وجود قوة عسكرية اخرى تسيطر عليها قوى لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالثورة وشعاراتها.
ايضا ما لفتني في خطاب حميدتي اهتمامه بقضايا النازحين وهي قضية حتى حركات الكفاح المسلح لا تتحدث عنها وقد عبر نائب رئيس مجلس السيادة عنها بوضوح يجعلها في اولويات السلطة المدنية القادمة .
واكثر نقطة تجعل من خطاب نائب رئيس مجلس السيادة متفرداً هو اعتذاره عن عنف الدولة تجاه المجتمعات وهو اعتذار لم يسبقه عليه مسؤول في الدولة السودانية فقد تعودنا على التهرب من المسؤولية بالرغم من ارتكاب الدولة على مر تاريخها لعنف تاذى منه مجتمعنا السوداني وقاد لتمزق وانفصال جزء عزيز من بلادنا وان نايب رئيس مجلس السادة وقائد الدعم السريع باعتذاره هذا أسس لممارسة سياسية جديدة وتفرد بموقف لم يسبقه عليه احد من المسؤولين في الدولة على مر تاريخها.
النقطة الفارقة في خطاب نائب رئيس مجلس السيادة هي الرسائل التي وجهها للشباب وللمجتمع الدولي وللنساء في بلادنا وهي رسائل بحاجة للتأمل فيها واستيعابها والتعامل معها للتأسيس لوطن ديمقراطي ولمرحلة جديدة تتجاوز فيها بلادنا مرارات الماضي والانطلاق لبناء وطننا على اسس جديدة وانني ارى ان حميدتي شخصية يمكن الاعتماد عليها في الانتصار لقيم الثورة وهو يقود قوة عسكرية غير مؤدلجة يمكن الاعتماد عليها في حماية الانتقال وحماية الديمقراطية وجميعنا نعلم ان القوات المسلحة مسيسة وتتحكم في جميع مفاصلها عناصر النظام البائد وتحتاج لتفكيك وغربلة واعادة بناء لتكون مؤسسة قومية وداعمة لخيارات الشعب في الحرية والسلام والعدالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى