
الخرطوم الحاكم نيوز
في إعتقادي لا تخلو جميعها من تقاطعات ، إن كانت داخلية أو خارجية فيها الحميد ومنها الخبيث ، وبالطبع ستشغل الرجل عن دوره المأمول مرشدا للطريقة الختمية الوسطية ، إذ أصبح واضحا أن الحسن الميرغني بمجرد توقيعه علي وثيقة دستور المحاميين ، جناحا سياسيا آخرا لا يمثل الإتحادي الأصل الذي يترأسه والده مولانا محمد عثمان الميرغني الذي فوض إبنه الآخر جعفر لينوب عنه في الحزب وحسم التفلتات ..!، ولذلك حدث ماحدث بمطار الخرطوم أمس إعتبارا لقومية مولانا مرشدا للطريفة الختمية وبالطبع لا يعني ذلك أن الحسن مطرود أسريا ..!، وتلك حكمة مولانا ،فشتان مابين المسائل السياسة والأسرية أي الإجتماعية منها ، وإن غدا لناظره قريب ..!.
ولكنها بلا شك إنها تبانات تسببت جميعها في تأخير نزول مرشد الطريقة الختمية أرض مطار الخرطوم ومقابلة مستقبليه ، ولذلك ظل مولانا محتميا بوفده داخل الطائرة التي أقلتهم من القاهرة بأمر خاص من قبل الرئيس المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي ، وبالتالي تسببت جميعها في إرباك المشهد والبرتكول وتغيير البرنامج ، ولذلك غادر الوفد أرض المطار من بوابة أخري لتحسبات وتقديرات أمنية ، أدركها وتقبلها الحضور العفوي الجماهيري الكبير الذي جاءوا من كل فج شمل مكونات السودانيين سياسيا وإجتماعيا مثلما إمتلأت بهم ساحات دار أبو جلابية في بحري ..!.
أطلق المحتشدون أينما كانوا هاشتاقين (عاش أبو هاشم .. لا سودان بلا عثمان ..!) ، إنها آمال عراض وعشم لا ينقطع عند السودانيين ، وقد أطلقوها من قبل (الصادق أمل الأمة ..!) عند عودة الأمام (رحمة الله عليه) ، ومع حمدوك الذي حسبوه منقذا لهم (شكرا حمدوك ..!) ، غير أن وصول مولانا البلاد في هذه الظروف وهذا التوقيت بعد (تسع) أعوام قضاها بالقاهرة ، بلا شك لها مؤثرات ومؤشرات ودلالات وحسابات سياسية لا يمكن تجاوزها ، حيث أصبحت البلاد أمام خطر حقيقي بكاملها بسبب التقاطعات الداخلية الداخلية ، والتدخلات الخارجية الإقليمية منها والدولية والتي تتقاطع فيها مصالحها ومنها الحميد وفيها الخبيث ، فأصبحت البلاد تتقلب في مفترق طرق وعلي شرف جرف هار ..!.
جاءت عودة مولانا الميرغني والبلاد تتجاذبها التحالفات يمينا ويسارا أحدثت بعض التعقيدات داخل بيت الختمية ووحدة الإتحاديين التي تجاوزت العشرة تيارات متباينة ، فيما وقع جعفر الميرغني بإسم الإتحادي الأصل علي تحالف مع الحرية والتغيير التوافق الوطني علي تعديلات علي الوثيقة الدستورية 2019 تعديل 2020 ، رغم تمسك الرجل باكرا بدستور 2005 الإنتقالي (دستور نيفاشا) وكان الحزب جزء أساسيا فيه ، فيما وقع الحسن الميرغني بإسم الإتحادي الأصل أيضا علي وثيقة دستور تسييرية نقابة المحاميين اللقيطة حسبما وصفها عضو التسييرية يحيي الحسين ، الذي رد علي مريم المنصورة مؤنبا إياها علي تراجعها مما أدلت به من تصريحات للجزيرة من معلومات ، مؤكدا أن الوثيقة مستوردة ..!، وقال الحسين أن حياءه الفطري يمنعه كشف الأغطية وهتك المستور وفاء لرفقة النضال وزمالة المهنة ..!.
إذا عودة مولانا الميرغني للبلاد في هذا التوقيت لها عدة دلالات ومعطيات ، فعلي صعيد الحزب يعتبر بمثابة عودة الشرعية للإتحادي الأصل بعد أن تفرق دمه بين النشطاء وفقا لتقاطعات مصالحهما ، بينما يعتبر مولانا محمد عثمان الميرغني نفسه رئيس التجمع الديمقراطي الذي كان يضم بين جنباته جل هذه المكونات التي لازالت تعج بها الساحة السياسية من حرية وتغيير (مركزي ، جذري ، بعض التوافق الوطني ، الحلو وغيرها) بينما يحتفظ مولانا بإتفاق خاص وقعه نائبه جعفر مع عبد العزيز الحلو من جهة والحزب الشيوعي من جهة أخري ومكونات جبال النوبة والشرق وغيرها من جهة ثالثة وهو زعيم طائقة الختمية الدينية التي ظلت تنتهج الوسطية ..!.
وليس بعيدا عن ذلك ، إذ يحتفظ مولانا بعلاقات جيدة وود خاص مع مكونات شركاء السلام الذين تفرقوا أنفسهم مابين التوقيع علي وثيقة دستور المحاميين أمثال عرمان والهادي إدريس وحجر ، ومالك عقار الذي أعلن رفضه للوثيقة اللقيطة مؤخرا ، وعلي ذات المنوال يحتفظ الميرغني بعلاقات جيدة مع الدكتور جبريل الذي كان ضمن مستقبليه بالمطار وكذلك علاقات ممتازة مع مناوي ، تماما كما يجد مولانا إحتراما خاصا من قبل العسكريين ..!.
ولذلك جاء أهل السودان جميعهم من مناطق شتي ومكونات مختلفة أملا وعشما في زعيم الختمية لتوحيد الأمة (لا سودان بلا عثمان ..!) ، ولكن ماذا سيفعل عثمان مع متاريس الثوار وتحول إهتماماتهم في ظل علو كعب طرح السودان الجديد ..! فهل سينجح عثمان ويحق لأهل السودان ذلكم العشم والأمل الكبيرين ..؟!.
علي كل جميعها مقومات تجعل من مولانا الميرغني قائدا مؤهلا لأن يقود مبادرة سودانية تجمع كافة المبادرات علي طاولة واحدة للخروج بوثيقة سودانية سودانية تساعد عليها الآليتين الثلاثية والرباعية لأجل التوافق علي رؤية موحدة تحكم الفترة الإنتقالية ، ولذلك دعا مولانا كل القوى السياسية السودانية لتوقيع ميثاق شرف يتواثقوا عليه جميعا للخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم بعيدا عن التدخلات الخارجية السالبة لأجل الوطن حفاظاعلى وحدة وسلامة وسيادة السودان ..!.
الرادار .. الثلاثاء 22 فبراير 2022 .