ابراهيم عربي يكتب : (التسوية السياسية) … غمدت لبدت ..!

الخرطوم : الحاكم نيوز

في إعتقادي أن العسكريين والحرية والتغيير (قحت) المركزي الإثنين معا يجيدون سياسة اللعب علي الحبلين ..! ، وقد غدروا بشريكهم الثالث التوافق الوطني أحد جناحي (شركاء السلام) الذين إنقسموا علي أنفسهم باكرا بعد أن إستعصت عليهم عملية (بلع الأمواس ..!) ، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يصدق أي منهم ، لا سيما وأن هنالك تجربة سابقة تشاكسية مريرة أضاعت علي البلاد (أربعة) سنوات (سمبلة) وبالتالي لا أراها إلا بمثابة لعبة (غمدت لبدت..!) .
ولذلك لازالت المراوغات وذات صراع الأجندات وتقاطعات المصالح تراوح مكانها بين العسكريين والقحاتة تحت تأثير عصا وجزرة الآليتين الثلاثية والرباعية ، قالت (قحت) إنها إتفقت في إجتماعها أمس بناء علي إتفاق مسبق لها مع العسكريين وفقل لدستور تسييرية المحاميين (اللقيط) من الخارج بشهادة عضو اللجنة يحيي الحسين ، إتفقت على سلطة مدنية كاملة على كافة مستويات الحكومة الإنتقالية المقبلة وإنشاء جيش وطني موحد و دمج كل المليشيات فيه وتعديل إتفاق سلام جوبا دون أن يكون لشركاء السلام الآخرين رأي فيه ، وقالت قحت أن إتفاقها مع العسكريين يؤكد وجود فرصة مواتية لإتفاق إطاري مع الجيش، ويمكن إنطلاق مرحلة ثانية من المحادثات تتناول العدالة الإنتقالية ..!.
غير أن مصادر عسكرية قالت إنه لا يوجد إتفاق مع الحرية والتغيير (قحت) المركزي ، بل إنها مجرد تفاهمات وهناك قضايا عالقة ..!، فيما أكدت مصادر عسكرية ذات صلة بالملف ذلك وقالت ل(الرادار) إنها مجرد أحاديث ونسة في جلسات غير رسمية ذي ونسة بيت البكاء ..!، حيث يأتي نشطاء (قحت) للعسكريين لشرب الشاي والقهوة والونسة والوعود وتقديم التنازلات ويدعون أنهم إتفقوا مع العسكريين ..!.
في إعتقادي أن الرئيس البرهان أثبت إنه عسكري ماهر يجيد المناورات داخل أرض الخصم ..!، فقد إستدرج القحاتة لحتفهم فتنازلوا عن لاءتهم الثلاثة وعن إسقاط الإنقلاب وبل عن و صف العسكريين بالإنقلابيين مثلما جاء في بيانهم حيث وصفوهم (المكون العسكري) وربما الأحباء ، وبالتالي إستطاع الجنرال البرهان رغم التدخلات المتعددة والضغوط الخارجية والداخلية عليه إحداث توازن ، فالآن أصبحت الساحة السياسية حبلي بالمفاجآت ، فقد كشفت تسريبات أن الجيش دفع بتعديلات مثلما دفع الدعم السريع بأخري وجميعها فككت عضم وثيقة المحاميين لتركيبة جديدة أفقدتها محتواها تماما ..!.
وليس بعيدا عن ذلك فقد دفع نداء السودان الذي أثبت إنه شارعا آخرا ، دفع بالأمس بدستور 2005 وفقا لإتفاق نيفاشا كمقترح لدستور للمرحلة الإنتقالية وقد شاركت بموجبه معظم مكونات الساحة السياسية في الحكومة تحت رعاية المجتمع الدولي ، ودافع نداء السودان بشدة عن ذلك وقال إنه مقترح مرن جدا قابل للحذف والتعديل ليستوعب رؤية أهل السودان كافة علي أن تكون الكلمة النهائية والفيصل للشعب .
بينما شكل ظهور مولانا محمد عثمان الميرغني في بيان في هذا التوقيت ، مفوضا فيه نجله جعفر لحسم التفلتات داخل الحزب رافضا للتدخلات الأجنبية ، وذلك يعني رفض مولانا لخطوة نجله الحسن الذي وقع مع القحاتة علي إتفاق بناء علي دستور المحاميين ، وبلا شك يكون مولانا قد أربك حسابات القحاتة أيضا وأصاب التسوية السياسية التي تمضي تحت كرباج الخارج في ذاتها في مقتل ..!.
فيما وقع في ذات الإطار جعفر الميرغني مع تحالف التوافق الوطني علي إتفاق الترتيبات الدستورية دفعوا بموجبها بالوثيقة الدستورية 2019 تعديل 2020 لحكم الفترة الإنتقالية ، وهنالك مقترح آخر لتحالف التغيير الجذري ومقترح أيضا لبعض لجان المقاومة ، وبالتالي يتوقع أن تشهد الساحة السياسية السودانية حراكا ساخنا بين مؤيدي التسوية والرافضين لها .
علي كل لا يوجد شيكا علي بياض هذه المرة ، ولا يستطيع أن يدعي أي من هذه المكونات إنه يمتلك الشارع منفردا أو تفويضا من الشعب وإلا صندوق الإنتخابات ، وبالتالي أعتقد علي الآلية الآلية الرباعية إحترام خيارات الشعب وعلي الثلاثية أن تجمع الأطراف المختلفة معا علي مائدة مستديرة للتوافق فيما بينهم للخروج بمبادرة واحدة يتفق عليها الجميع دستورا للمرحلة الإنتقالية علي أن تتفرغ الأحزاب لتسوية خلافاتها الداخلية وبناء تكويناتها المهلهلة .
الرادار .. الخميس 17 نوفمبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى