ابراهيم عربي يكتب :(منظمة أبو كرشولا) … دعوة للسلام والتنمية ووحدة البلاد ..!

بالأمس لبينا دعوة محمد الجيلي رئيس منظمة أبو كرشولا للسلام والتنمية لمناسبة إجتماعية بداره في أم بده علي شرف عودة والي جنوب كردفان موسي جبر من روسيا مستشفيا حضرته قيادات كردفانية مدنية وعسكرية سياسية وتتفيذية وأهلية ومنظمات مجتمع مدني ونفر من أهل الصحافة والإعلام رجالا ونساء تقدمهم رئيس حزب الأمة القومي اللواء معاش فضل الله برمة ومفوض شؤون المغتربين مكين حامد تيراب ، جاءت وجميعها تؤكد علي أهمية السلام والتنمية ووحدة البلاد رفضا لعلو سقف القبلية والجهوية وتفشي خطاب الكراهية والعنصرية .
جاءت دعوة محمد جيلي مكان تقدير من قبل الجميع لما ظل يبذله الرجل من أجل جمع وحدة الصف لا سيما وأنها جمعت هذا الطيف الكبير الواسع من الولاية والمركز وما كانوا ليلتقوا لولا هذه الدعوة الكريمة لا سيما عقب أحداث لقاوة المؤسفة والتي تدل كافة تفاصيلها إنها ضحية لصراع بين الحركة الشعبية (الحلو) والدعم السريع والتي تعود للأحداث في طروجي والأبيض تطورت لنزعة عنصرية تخندقت بموجبها مكونات لقاوة (النوبة والداجو وغيرهم) بينما تخندقت قبيلة المسيرية في الطرف الآخر .
ولكنها ليست جديدة ، إذ بسبب لقاوة (الياوك) تم تذويب ولاية غرب كردفان في توأمتها جنوب كردفان بموجب إتفاق وثيقة السلام بنيفاشا 2005 ولذلك جاءت مسيرة عموم النوبة بالخرطوم والتي وصلت القصر وسلمت عضو مجلس السيادة الطاهر حجر مذكرة تطالب بإقالة والي غرب كردفان المكلف وإبعاد قوات الدعم السريع من منطقة لقاوة ونشر قوات من الجيش بدلا عنها وتقديم العون الإنساني للمتضررين وتكوين لجنة تحقيق مركزية محايدة للتحقيق حول الأحداث .
في إعتقادي أن أسباب إنهيار التعايش السلمي بين مكونات لقاوة بعد (11) عاما من إندلاع الحرب في جنوب كردفان تؤكد ان هنالك أجندة جديدة قد دخلت وتتطلب المعالجة العاجلة ، لا سيما وأن الإستقرار في السودان بذاته مرتبط بالإستقرار في جنوب كردفان ، منبع ثورات التحرر الوطني في البلاد ، ولا زالت تعيش حربا منذ أكثر من (38) عاما خمدت قليلا لتشتعل بصورة مؤسفة طالت جل محلياتهأ إلا قليلا وتمددت لتشمل أكثر من 40% من مساحة الولاية في مناطقها المختلفة في فترة اللاسلم واللاحرب ولا تخلو بعض محلياتها من الأحداث المؤسفة اليومية والتي تطورت بذاتها لمشاكل قبلية طالت معظم محلياتها المختلفة .
في الواقع إنني أشفق علي كل من يتقلد حكم جنوب كردفان ، لما فيها من تباينات ومفارقات، واعتقد من ينجح في المهمة مؤهل لأن يتقلد حكم السودان بطوله وعرضه ، فقالها الوالي موسي جبر إنها ولاية عصية علي الحكم ..!، شاكيا أن حاله أصبح كالذي يمشي في حقل ضريسة ، تنزرف رجلاه دما بصورة مؤلمة وهو يحاول التغلب عليها فيما يتخيله البعض إنه يتبختر (يمشي الهوينة كما يمشي الوجي الوحل ..) .
وبلا شك كانت دعوة محمد الجيلي مهمة وفرصة طيبة للوالي موسي الذي بدا زاهدا عن الحكم قائلا (إنها مسؤولية وأمانة فكانت حملا ثقيلا .. عيني إتملأت تب بسبب المشاكل في جنوب كردفان) ، ولذلك كانت فرصة لم يتركها حبر لتمر هكذا دون وضع مشاكل الولاية وتقاطعات أهلها وهمومه أمام الجميع فقال أن حاله أصبح يقاتل وحيدا لإطفاء الحرائق المشتعلة في حاضرتها كادقلي وعاصمتها الإقتصادية أبو جبيهة وكالودي وهبيلا وغيرها لأجل إستتباب الأمن مما يكلف خزينة الولاية مبالغ كبيرة جدا كانت كفيلة بأن تذهب للتنمية والخدمات .
وليس بعيدا عن ذلك أكد الوالي جبر أنهم في الولاية توصلوا لمصطلح مشترك (عربنوب) لإنها النبرة العنصرية وبموجبها ساد العرف لدي آلية التصالحات في كادقلي أن أهلها (عرب تنوبوا ونوبة تعربوا) ، وبينما كان الوالي (ممحونا) كما قال الشاعر الصادق الذي تسلل من بين الحضور ويبدو إنه من ظرفاء المدينة ليضفي علي تلكم التنشنة والكلمات الجادة بقصيدة وطنية كانت محل إشادة من قبل الحضور كسرت حاجر الرسميات ولذلك تأتي أهمية الثقافة والشعر والغناء في مثل هذه المناسبات .
في المقابل قال اللواء فضل الله برمة ،إنه حزين لما يجري في الوطن عامة وكردفان بصورة خاصة ومنطقة لقاوة بصورة أكثر خصوصية ولكنه سعيد بالروح الطيبة التي سادت في هذه الجلسة مما جعلتهم جميعا يتنفسون برئة واحدة داعيا الجميع لأجل السلام والبناء والتنمية .
علي كل أجمع الحضور أن مشاكل الولاية بسبب الحرب والتي تمددت بموجبها الحركة الشعبية (الحلو) وإنتشار عصابات النهب المسلح وإنتشار الشائعات وبروز عمليات المناصرة القبلية وإنتشار السلاح وتفشي المخدرات ، وقال الوالي جبر جميعها معوقات أصبحت بموجبها معظم جرائم الولاية مقيدة ضد مجهول (طرف ثالث) ، ولذلك أمن الحضور علي ضرورة السلام وتسوية القضية السياسية مع الحركة الشعبية (الحلو) .
الرادار … الأحد 13 نوفمبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى