ظللنا نسمع عن كثير من المشروعات التي تمولها جهات خارجية وتخصص لها ملايين من الدولارات من أجل توفير سبل كسب العيش للمواطن في المجتمعات المستفيدة من هذه المشروعات.
بعض المشروعات حققت اهدافها وظلت شامخة حتي الآن تأتي أكلها نتيجة لحرص الإدارة الوطنية وعفتها في تحقيق المكاسب للمجتمع المستفيد وبعض من تلك المشاريع صارت مشروعات وهمية حصادها تقارير ورقية لم يشعر المجتمع الذي تم تحديده بوجودها او انها عبارة عن مشروعات لحظية.
ومن بين هذه المشروعات التي خصصت لها ميزانيات ضخمة في السودان برنامج الموارد الطبيعيه وسبل كسب العيش إيفاد حيث تبلغ ميزانيه المشروع : 77.7 مليون يورو ومدة تنفيذه ست سنوات ويهدف الي زيادة الأمن الغذائي ، زياده الدخل ، وقدرة الرعاه
وصغار المزارعين الذين يشاركون في الحوكمة المشتركة لإدارة الموارد الطبيعية وتطوير الأعمال التجارية في المناطق المستهدفة.
ويتمثل الهدف الإنمائي لـلبرنامج في زيادة الإنتاج من أجل الوصول الآمن إلى موارد طبيعية مستدامة من أجل المستخدمين المعرضين للخطر وتحسين استدامة سبل العيش ذات الصلة بـالموارد الطبيعية من خلال توسيع نطاق الموارد الطبيعية القائم على المجتمع بجانب ممارسات الحوكمة والإدارة والتقنيات ونماذج الأعمال.
فمن المنظور العملي ان يركز البرنامج العملاق هذا على استعادة النظام البيئي ، ومرونة الزراعة
عبر النظم والمجتمعات لتأثيرات تغير المناخ وحصول المجموعات المستهدفة على الخدمات الزراعية الأساسية. بل هو أيضا يتماشى مع الهدف الاستراتيجي من خلال تشجيع التنويع في أنظمة سبل عيش أصحاب الحيازات الصغيرة ، وتعزيز وبناء قدرات المؤسسات المجتمعية والمنتجين والنساء والشباب وتعزيز وصول الفئات المستهدفة إلى الخدمات المالية الريفية.
ويهدف المشروع الي الوصول الي النتائج المتوقعة من البرنامج وهي
حوالي 84000 أسرة ستتبنى تقنيات مستدامة بيئيًا ومقاومة للمناخ في
200000 هكتار من الأراضي الخاضعة لإدارة مقاومة المناخ. ومنع قطع 40.000 شجرة وتوفير 0.6 مليون يورو عن طريق استخدام مواقد الغاز بمقدار 10000 أسرة وتمديد توافر المياه للمجتمعات بنسبة 4 إلى 6 شهرًا في السنة خلال موسم الجفاف من خلال بناء وإعادة تأهيل وإدارة 242 نقاط المياه وغيرها من هياكل حصاد المياه ، جنبًا إلى جنب مع إدارة المراعي لتجنب الغطاء النباتي والأراضي التدهور حول الهياكل المائية.
هذه بعض النقاط المهمة التي وددت الإشارة إليها في هذا المقال والتي اذا تم تنفيذها في المجتمعات المستهدفة في تسع ولايات لأصبح السودان واحدا من الدول التي يشار إليها بالبنان في مجال الحفاظ على البيئة والتعامل مع المتغيرات المناخية ولكن السودان الان يعيش في حالة تدهور بيئي مريع كما ذكر الفريق البرهان في خطابه في قمه المناخ في شرم الشيخ علي ان السودان تأثر كثيرا بالتغيرات المناخيه الأمر الذي يضع المدير القطري لمشروعات إيفاد في السودان أمام مسؤولية تاريخية واخلاقية لمراجعة أداء كل مشروعات ايفاد وبالاخص مشروع الموارد الطبيعيه بالرغم من بداياته ولكن بدأ متعسرا لمعطيات يعلمها الكثير من المسؤولين والعاملين علي امر ايفاد وذلك ومرارا وتكرارا علي المدير القطري تقييم ما تم تنفيذه على أرض الواقع ابراءا لذمته وتحقيقا للعدالة المجتمعية وتحقيقا لأهداف المشروع.
على المدير القطري للبرنامج مراجعة المنصرفات التي تمت على التنفيذ وقياس الأثر الذي احدثته تلك المشروعات على المجتمعات المستفيدة ومراجعة الموظفين الذين يعملون في تنفيذ المشروع ومدي نزاهتهم وامانتهم في التنفيذ ليس اعتمادا على التقارير وإنما الوقوف بنفسه على المشروعات التي نفذت والتي لم تنفذ والعقبات التي تواجه التنفيذ وفيما صرفت الميزانية المخصصة للمشروعات في المجتمعات.
أن الأمانة تقتضي على المدير القطري لهذا المشروعات عدم الاعتماد على التقارير التي يرفعها الموظفين فقط بل على قياس الأثر والمتابعة بنفسه باعتبار أن الأموال التي تمت المصادقة عليها أمانة في رقبته وان استفادة المجتمع مسؤوليته.
أن التجارب في مثل هذه البرامج تؤكد ان نسبة كبيرة من الموازنة تصرف اداريا من خلال بنود وهمية وميزانيات هلامية ما لم يكن هناك ظبط وربط ومحاسبة ومتابعة وملاحقة وزيارة تفقدية فإن كل الميزانيات تضيع في مهب الريح ويخرج المجتمع في نهاية مدة المشروع خاوي الوفاض والتجارب في مثل هذه المشروعات والبرامج كثيرة.
اعتقد ان الرسالة وصلت الي بريد المدير القطري والجهات الحكومية المشرفة على هذا المشروع للقيام بواجبهم الأخلاقي والمهني والإنساني تحقيقا للعدالة المجتمعية وابراءا للذمة وقطعا لطريق الفساد…
تساؤولات
دور ايفاد كبير وعظيم ولكن استمراريه المشاريع تحدي كبير
ولابد من متابعه ومراقبه مشروعات ايفاد من قبل الامن الاقتصادي ووزارة الماليه والزراعه والمجتمعات.
ومناشده لوزراة الزراعة وحكومات الولايات بضرورة الاهتمام بالمشاريع الممولة لايفاد ومتابعته لانها الجهة الوحيدة الكبيرة التي تدعم الزراعة في السودان منذ 1978 ومراقبة كيفية تنفيذ المشروعات بمشاركة المجتمعات المحلية لضمان تحقيق اهدافها واستدامتها عبر بناء مؤسسات قاعدية.
شمال كردفان وبعض ولايات المشروع تشهد حرائق في القري والمرعي اين ذهبت ميزانية هذا المشروع لفتح شبكات خطوط النار العام الماضي ؟