بسم الله الرحمن الرحيم
أربعة سنين عاشها الشعب السوداني في توهان وضياع وحروب وموت ودماء وغلاء أصعب وأمرّ سنين عاشها الشعب السوداني سنين حكم قحت وقديما” قيل الإسم بتوارث سيدا واسم قحت هو مختصر لقوى الحرية والتغيير،خرج شباب السودان وشيوخه في 19سبتمبر 2019 م ينشد التغيير إلى الأفضل والتطلع إلى حياة كريمة وتلبي طموحاته أسوة بالدول المتقدمة ولكن سرعان ما اختطفت الثورة ثُلة الحرية والتغيير وعلى رأسها أحزاب يسارية ضحلة وسدنة سياسية لها أيدلوجية تجاوزها الزمن حتى في منبع فكرتها،وأيضا” تدخلت أيدي مخابراتية محلية واقليمية لتنفيذ اجندتها وتحقيق مصالحها عبر هذه الثورة،وبعد تقاطع هذه الأجندة وفشلت في تحقيق مصالحها واجندتها،قفذت إلى الخطة (ب) وهي لشد الأطراف وصناعة الفوضى الخلاقة لعدم استقرار السودان واستخدموا في ذلك قيادات وكوادر الأحزاب السياسية لتابعد الشُقة بينها وعدم القبول بالآخر والتراضي على برنامج وطني يخرج البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية،ولمزيد من التشرزم وحالة التوهان استخدمت تلك المخابرات سلاح خطاب الكراهية والعنصرية لأنه هو السلاح الفتاك الذي يضرب النسيج الإجتماعي المتماسك منذ مئات السنين،ولتحقيق ذلك تم افتعال أزمة الشرق بين المكونات النوبية وقبائل البيجا وأزمة جنوب دارفور في كرينك وعدد من مناطق دارفور وأزمة كردفان بين حمر والمسيرية والمسيرية والنوبة وإحداث النيل الأزرق الدامية التي راح ضحيتها نفر كريم من أبناء الوطن مستحدمين في ذلك الحركة الشعبية شمال جناح الحلو،كل هذه الأزمات والصراعات لو تعمقت في تحليلها عزيزي القارئي تجد مطبخ صناعتها واحد وخيوط تخطيطها عند خلية واحدة تعمل على إفشال الثورة السودانية وعدم استقرار البلد ونفس هذه الخلية والشخصيات هي من صنعت بعض قيادات قحت لقيادة لقيادة ثورة ديسمبر،السودان الآن يمر بمرحلة حساسة ودقيقة للغاية وتكاد تعصف بوحدة وسلامة وأمن الوطن اذا لم يتدارك ذلك أبناء الوطن الخُلص الذين لا إرتباط لهم بأجندة خارجية ولا أهم أداة في أيدي المخابرات العالمية ولا هم ينفذون أجندة مدراء مخابرات سودانيين سابقين يريدون أن يحكموا السودان بعقلية أمنية ومخابراتية
السودان الآن يحتاج إلى مبادرة وطنية صادقة بعيدة من كل هذه الأجندات وجندها الوحيد هو الوطن،تعمل هذه المبادرة مع قيادة المنظومة الأمنية لجمع لُحمة أبناء الشعب السوداني دون إقصاء لأحد من أجل بناء قاعدة وطنية عريضة تتجاوز كل المضبات والمنعرجات والتكلات الحزبية والقبلية والجهوية والاستفادة من تجارب الدول التي تجاوزت الأزمات و الصراعات التي كادت تعصف بوحدتها ووجودها وخرجت من تلك الأزمات قوية ومتماسكة ونهصت نحوا التطور والنماء
والتاريخ لا يرحم وعلى الجميع التحلي بروح الوطنية والقومية لإخراج البلاد عنق الزجاجة والوحل الذي يعيش فيه الآن وإلا سوف لا تجدون وطن لتختلفوا فيه وبعدها حيث لا ينفع الندم وأقول للجميع أرضا” سلاح صفى وأسترح الحصة وطن.
الأبيض الأربعاء 9نوفمبر 2022م