القاهرة:مُزدلفة دكام
عند هبوطها بمطار القاهرة بدأت تتجول وتتبختر كملكة متوجة كأنها تقول افسحوا المجال انا عدت من جديد لكي أخذ مكاني بين شركات الطيران العالمية والمطارات الدولية، وكان الرُكاب بداخلها يستمعون لموسيقي هادئة للدكتور حافظ عبد الرحمن والانوار منخفضة” ماناسيك والله ذكراك شاغلة بالي بدل أشواق ومحنة ترسل لي مظنه ومن طرف الحبيبة جات أقرب رسائل “.
وشعر الجميع بالحزن العميق وجعلتهم يعيشون في شجون عبرت عن حبهم للسودان والأهل ومهما كانت اللحظات
التي فارقوا فيها وطنهم مجرد سويعات قليلة شعروا
كأنها سنوات ضوئية ويبدو أن طاقم الطائرة أراد إرسال إشارات تؤكد عشق السودانيين العميق لأرض النيلين.
عادت بقوة
هكذا هبطت سودانير بمطار القاهرة وهي تعلن للعالم أن شعار الشمس تشرق من جديد عاد بقوة للخطوط الحوية السودانية الناقل الوطني الرسمي لأرض النيل بعد ما أصابها من أزمة اقتصادية عصفت بها واوشكت على إغلاقها بالكامل إلا أن عزيمة أبنائها الشرفاء وحبهم الكبير للوطن جعلهم يعملون باصرار علي إعادتها لكي تشرق شمس السودان وتطل تدفي بشعارها جليد العالم، وبدأت عملية عودة الشركة بصورة زاهية بعزم وصلابة أبنائها الأوفياء في ظل ظروف اقتصادية صعبة حيث عملوا بأقل الامكانيات وبدأوا في صيانة اسطولها وإعادة التأهيل فخرجت أول عروس للخطوط الجوية السودانية في ثوبها الجديد الزاهي طائرة حنبنيو كخطوة أولى نحو العودة والتي ادهشت ركابها حين صعودهم للطائرة بمطار الخرطوم في طريقهم لجمهورية مصر العربية حيث كانت الطائرة مُعدة ومجهزة بمستوى عال وأكثر ما ادهشهم الدقة في المواعيد والانضباط بجانب الإهتمام والترحيب وتسهيل الإجراءات للركاب و العناية الفائقة التي بذلها الطاقم لتسهيل صعود المرضى للطائرة بالإضافة لشكل الطائرة من الداخل كان مستوي عال من الاناقة والترتيب والذوق السوداني الرفيع الذي ظهر عليها بجانب كرم الضيافة السوداني والذي أكد الجميع أن هذه المعاملة الجميلة لاتوجد في خطوط أخرى والتي تحس أنها من القلب إلي القلب.
ماذا قالت راكبة
الخطوط الجوية السودانية وانت تصاحب طاقمها الذي تميز بسرعة الاستجابة و تلبية احتياجات المسافرين
وعناية فائقة بالمرضي تتأكد انك في رحاب شركة عملاقة، تقول منى إحدى رُكاب الطائرة أنها جاءت الى القاهرة على متن سودانير برفقة قريبها المريض ووجدت عناية فائق منذ أن تم استلامه من عربة الإسعاف بالخرطوم حتي صعوده للطائرة بكل سهولة وتم اجلاسه بمكان مريح بالإضافة الى ان الطائرة جميلة وأنيقة من الداخل.
اولوية قروشنا ندفعها لبلدنا
ويتفق مع منى شخص كان يجلس بالقرب منها أن سودانير عادت بشكل جميل مختلف وخاصة في دقة المواعيد ويرى بان الأموال بدلاً أن تذهب الى شركات أجنبية تدفع لبناء الإقتصاد السوداني وذلك عبر إختيار السفر عبر سودانير وزاد” بدل ندفع قروشنا للاجنبي الاولوية نرفع بلدنا”.
وتتكاتف الجهود لتحسين صورة الناقل الوطني خاصة وان سودانير ظلت تعاني لاعوام كثيرة من المشاكل ويجب علي كل سوداني غيور علي بلده ان يدعمها لكي تسعيد عافيتها وطالب الدولة وجميع النافذين في البلاد أن يجعلوا الناقل الوطني الهم الأول بدعمه من أجل تطويره لكي تعود سودانير بين رصيفاتها من شركات النقل الجوي العالمية بل تفوقهم لتكون الداعم الاول في اقتصاد السودان.