أخر الأخبار

وفاة النور صالح حميدة آخر القناديل المضيئة في ذاكرة الأدب الكردفاني ..والادباء يعددون مآثره

متابعة : محمد أحمد الدويخ

الراحل عايش جيل العباسي و الأمي وحدباي وود القرشي والهادي ادم ..وأسس رابطة أصدقاء الكلمة الثقافية..

غيب الموت الباحث والاديب النور صالح حميدة (90) عاما احد أبرز أدباء كردفان وركائزها الفكرية وذلك صباح اليوم الجمعة 4 / 11 / 2022.م بمستشفى الضمان الاجتماعي بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان بعد صراع مع المرض وشيع في موكب مهيب بمقابر دليل وله من الأبناء عادل وطارق وصالح وحميدة وحاتم وشقيق واحد هو الراحل الفاتح صالح حميدة.

ويعد الراحل النور صالح حميدة أحد أبرز الأدباء والباحثين الذين اعتمدوا في توثيقهم المعرفي التاريخي على (ما سمع ورأي) بجانب كونه آخر الذين جايلوا حداة الثقافة والادب من الرعيل الاول من جيل الشعراء محمد سعيد العباسي والهادي ادم ومحمد علي عبدالله الأمي..سيد عبدالعزيز ..قاسم عثمان بريمة ..حميدة ابو عشر وحدباي وآخرين .

رابطة أصدقاء الكلمة..
مرآة الابداع والمبدعين :

في مطلع السبعينات كان اقليم كردفان بمثابة الواحة المعرفية للرواد وقادة التنوير من الشعراء والمبدعين والباحثين ابرزهم رائد الشعر التقليد بالسودان مولانا محمد سعيد العباسي والشاعر المجيد الهادي آدم مدير مدرسة الأبيض الثانوية بنين حينها والشاعر الاستاذ الناصر قريب الله مدير مدرسة النهضة المصرية بالأبيض فكان من الطبيعى الاعلان عن كيان أدبي ومعرفي يضم تلك القامات الأدبية الكبيرة وقد كان بالفعل تأسيس رابطة أصدقاء الكلمة عام 1974.م وكان من أبرز مؤسسيها الأديب الراحل النور صالح حميدة بجانب عدد من الشعراء والادباء والباحثين منهم :
الشاعر قاسم عثمان بريمة ..الباخث محمد عثمان الحلاج ..الروائي والقاص ابراهيم عبدالعزيز مؤلف روايتي (دوامة الماضي) و (لا تؤرقي صمت) التي رمز بها إلى ثورة أكتوبر المجيدة ..الشاعر دفع الله السماني..الاستاذ صالح أبكر معلم الانجليزية الابرز حينها ..بشير الطاهر..عبدالعزيز أحمد عبدالعزيز ..فؤاد حمزة تبن ..إدريس التني..عبدالله موسى ..المعلم عبدالرحمن صالح استاذ التريخ بمدرسة خور طقت العريقة والشاعر الذي تغنى له الفنان محمد أحمد عوض بأغنية (توبا يا أحباب ..انا لوغشيت داركم) ..الشاعر طه ديدان..حامد التوم العركي ..وحسن عبدالرحمن صالح الذي ظل يستضيف أعضاء الرابطة بمكتبة قبالة نادي الخريجين بالأبيض إلى وقت قريب من تقلص نشاطها قبل ثلاثة أعوام ..كما شهد تأسيس الرابطة في السبعينات عدد من كبار الشعراء الموظفين الذين تقلدوا مواقع وظيفية رفيعة منهم مولانا الشاعر محمد سعيد العباسي ..والشاعر الهادي ادم الذي تغنت كوكب الشرق ام كلثوم برائعته (أغدا ألقاك)..كما شهد الراحل النور صالح حميدة وعايش جيل الشعراء الرواد منهم : سيد عبدالعزيز ..محمد عبدالله الأمي.. حميدة ابو عشر ..محمد عوض الكريم القرشي الذي كانت تربطه به صداقة قوية وصلات ثقافية وجغرافية وسكن ويقول الشاعر ناصر عثمان بريمة :
إن الراحل النور صالح حميدة يعد بمثابة الذاكرة المتقدة من الأدباء والباحثين.في كردفان فهو يتحدث فيما سمع ورأى وله مساهمات أدبية وتوثيق مهم باذاعة كردفان عبر برنامجه الاذاعي الابرز (ادب البادية).
فيما يقول عنه الباحث محمد عثمان الحلاج :
أن الراحل النور صالح حميدة تشرب المعرفة من معين والده القاضي مولانا صالح حميدة رئيس بلدية الأبيض فهو من رموز مدينة الأبيض وحي القبة وكانت داره بمثابة المنزلة للمبدعين .وأضاف الحلاج أن الراحل النور صالح حميده كانت يتميز بحلو المعشر مع كافة شرائح المجتمع بل حتى مع أبنائه مبينا ان له شقيق واحد هو الراحل الفاتح صالح حميدة وتربطهم علاقة جزور ممتدة بمنطقة حفير مشو بالولاية الشمالية غير انه افتي عمره في خدمة الأدب والمهنة حيث عمل الراحل موظف فني بمصلحة النقل الميكانيكي مما جعله يتنقل في العديد من الأقاليم والمدن وله ذكريات وأشعار عن تلك الأماكن.

حي القبة..قداسة المكان وروح الفكر والادب والتاريخ :

تنهّد الباحث محمد عثمان الحلاج عميقا قبل الأداء بشهادته عن الراحل الكبير النور صالح حميدة وكأنه تذكّر عظيما كاد أن يُنسى او جادت له تلك اللحظة بالفرصة ليقول ما سقط عن ذاكرة تاريخ حي القبة ذلك الحي الأعرق بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان ..يقول الحلاج في شهادته ل(سودان برس) :
إن الشارع الذي ولد فيه الأديب والباحث النور صالح حميدة في الثلاثينات بحي القبة يعد لوحده كتابا مهما لمن اراد ان يقرأ التاريخ ويتفحص الشواهد ..انه شارع العظماء الذين صنعوا التاريخ ووضعوا له علامة بارزة في كل المجالات المعرفية والانسانية في الدين والادب والسياسة والقانون والفكر هو الشارع الذي ضم الهلال والصليب (المسجد والكنيسة) ..فقد ضم شارع ( الإمام المهدي) وهو اسمه على امتداد حي القبة (حيث من ذلك الشارع تحرك الامام المهدي إلى معسكر كابا ثم تحرير شيكان) ضم ذلك الشارع لوحده بحي القبة رموزا لن يتجاوزها التاريخ منهم على سبيل المثال :
الزعيم اسماعيل الازهري ..محمد المكي ابراهيم ..عبدالرحمن شيبون ..مصباح ساندلوبا محافظ بنك السودان الأسبق ..المناضل عبدالحفيظ عبدالله أحد رموز الحركة الوطنية ضد المستعمر ..الدكتور طبيب والعازف محمد ادم أدهم مؤلف معزوفات الادهميات بالاذاعة السودانية..وصاحب العيادة الابرز بشارع الحرية بالخرطوم (الجمعة والاثنين مجانا) ..الفريق ركن الفاتح بشارة حاكم اقليم كردفان والاديب المعروف ..الدكتور ابو حسن أبو استشاري النساء والتوليد الابرز ..ابو مكي ابو مدير عام الشرطة السودانية الأسبق..التوم حسن ابو وكيل وزارة الثروة الحيوانية بالسودان ..آل فاضل نادر منهم السيد رال نادرة مؤسس الملكية الفكرية في العالم وأحد أبرز مرشحي الانتخابات الامريكية في الثمانينات وكاد أن يفوز ..رجل الأعمال الابرز محجوب عبدالله ابو حواء الذي كتب عنه الشيخ البرعي رائعته قصيدة (الصديق الوفي)..النقابي الابرز ياسين كونج..وزير شئون الرئاسة بمجلس الوزراء أحمد بابكر عيسى ..مصطفى سليمان مصطفى ممثل الحزب الاتحادي الوطني بالبرلمان ..فاكهة المجالس المحب للأدب والادباء باهي نور والصديق الشخصي للشاعر محمد عوض الكريم القرشي شاعر كردفان الابرز وآخرين.

القبة ..ثقل تنوء المدينة عن حمله :

في إحدى مخطوطاته الصحفية قبل تسع سنوات كتب الصحفي عثمان الاسباط مقالا رصينا عن الرموز التاريخية بحي القبة وقداسة المكان وذلك تحت عنوان اشبه بالنثر الشاعري يقول :
(حي القبة ..ثقل تنوء المدينة بحمله وتفتخر) أوجز فيه ملامح السودان التي يضمها ذلك الحي العريق في كافة المجالات خاصة المبدعين والفنانين ومنهم بالطبع شاعر الاكتوبريات الفذ محمد المكي ابراهيم ..الفنان خليل اسماعيل ..الموسيقار الدكتور جمعة جابر مؤسس فرقة فنون كردفان الموسيقية ..الموسيقار الماحي اسماعيل ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى