أخر الأخبار

عمار العركي يكتب : حبر ودماء عند توقيع الهدنة الأثيوبية

الخرطوم الحاكم نيوز

لم يمض على توقيع اتفاق الهدنة بين الفرقاء الأثيوبيين في جنوب افريقيا 24 ساعة ، الا وتجدد القتال – الذى لم يتوقف بالاساس- قبل بدء التفاوض مما جعلنا نعده ضمن مؤشرات توقع الفشل العديدة التى اوردناه خلال لقائنا ببرنامج اتجاهات الحدث الإذاعى بإذاعة صوت بلادى ، التى واكبت الحدث صبيحة التوقيع فى معية السفير المخضرم على يوسف والاستاذ الصحفى والمحلل السياسى وليد العوض ، الذين ذهبا فى ذات اتجاه ، واضافا على ذلك بتقديم قراءة تحليلة للتأثيرات السالبة المتوقعة للأزمة الأثيوبية على على واقع السودان “المأزوم” أساسا.
اثناء بث الحلقة حول التوقيع كانت طائرات الدرون – لربما ارترية – تحصد الأرواح والمدنيين في مدينة (ماي جو) وضواحيها بحسب الصور والمشاهد التى بثها (تلفزيون صوت وياني) ، وسريعا ما اختلطت دماء المدنيين بحبر التوقيع الذى لم يجف

تناولنا فى الحلقة هشاشة الاتفاق ، الذى لم يجئ برغبة الطرفين بقدر ما جاء برغبة وضغوط المبعوث الأمريكى ، الذى ولحظة انهيار التفاوض فى اليوم المحدد لختامه فى الاحد 29 اكتوبر ، عمل على التمديد ملوحا بالعقوبات الأمريكية للطرفين ومهددا بإثارة الإنتهاكات والجرائم الضد الإنسانية التي تسببوا فيها.

قلنا فى الحلقة ، طالما حلفاء الحكومة الأثيوبية (ارتريا والامهرة) ضد التفاوض والحوار الذى تم إبعادهم عنه ويتبنيان نهج العنف والقتال في الحل ، لن يقبلوا بأي شكل من أشكال الهدنة.
ايضا أوضحنا بأن المبعوث الامريكي ينظر للصراع من زاوية خاصة بتنافسه مع نظيره المبعوث الصيني (شيويه بينغ) الذي نجح فى سبح البساط من تحت قدم الامريكى،(مايك هامر) بعد شهور بسيطة من قدومه للمنطقة كأول مبعوث صينى لها ،وتمكنه من انجاخ اقامة (مؤتمر سلام الصين للقرن والافريقي) والسعى في حل الازمات والصراعات داخل دول الاقليم ، من بينها الصراع الأثيوبى ، ونجح فى اختطاف الملف بمساعدة دولة مقر المؤتمر (أثيوبيا).

فبالتالى كان كان لابد للمبعوث الأمريكى مايك هامر الضغط على الأطراف من “التوقيع” بأى شكل ، وباى “صيغة” لقطع الطريق امام الصين من جهة ، ولإيجاد بند جديد لمعاقبة الطرفين حال اختراق التوقيع يضاف لقائمة العقوبات.التى خضع لها الموقعون.

لا اأعتقد ان تمر حادثة القصف هذه مروراً عادياٌ كما السابق ، فبالرغم من عدم توقف العنف والقتال قبل الخوض فى العملية التفاوضية بجنوب افريقيا ، ولكن تجدده من جانب الحكومة الأثيوبية – ولا استبعد ضلوع حليفتها فى القصف ارتريا – بعد التفاوض والتوقيع ، يضع الحكومة الأثيوبية كطرف موقع على الهدنة امام ازمة جديدة في المستقبل فى مواجهة الوساطة والمبعوث الأمريكى من جهة ، وامام حليفتها المشاكسة والمتسببة في كل ذلك ” ارتريا” .

عموما ، ثمة أسئلة محورية تظل قائمة ، هل يتمكن افورقى من تنفيذ مخططه وأطماعه القديمة المتجددة في أثيوبيا ؟ أم يتمكن إبى احمد من ترويض وتحييد الرجل واقناعه بالحوار والتفاوض السلمى كحل ؟ واي كانت المآلات ، فهل بمقدور السودان مجابهة الإفرازات والتداعيات والمخاطر المتوقعة ؟
شخصياٌ، و فى ظل المعطيات الراهنة المحيطة بالمشهد السودانى والأثيوبى على السواء، ، لا أعتقد ، وغير متفائل. فقط ، أسالوا معى الله السلامة وحقن الدماء والحفظ من شر التدخلات الأجنبية فى لسودان وجارته أثيوبيا ،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى