أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (مواكب الكرامة) .. الرسالة وصلت ..!.

الخرطوم الحاكم نيوز
في تقديري أن مواكب الكرامة التي إنطلقت أمس السبت كانت نموذجا ودرسا بليغا للقحاتة ولجان المقاومة ، وضعت الجميع أمام تحدي وطني، مواكب سلمية مسؤولة لم تشهد أي عمليات تتريس للشوارع أو حرق لساتك أو تخريب أو تعدي علي الحقوق والممتلكات العامة والخاصة أو منع شخص من أداء عمله أو تجارته أو التحرش به ..!.
خرجت سلمية لأجل رسائل محددة بتصديق من السلطات بزمن محدد وخط سير محدد ومنطقة تجمع محددة تتحمل الجهة التي دعت لها كل ما يترتب عليها من تبعات ، ولذلك لم تلجأ السلطات لإغلاق الجسور أو قطع الإنترنت فالرسالة بلا شك وصلت وإستلموها ..!.
إنطلقت مواكب الكرامة بالخرطوم والنيل الأبيض وكسلا وغيرها بدعوة من نداء السودان شاركت فيها البعض من مكونات التيار الوطني العريض رغم تباين طرقهم وإختلافات مناهجهم .
ولكنها بلا شك وضعت أيضا (لاءات ورسائل) مهمة في بريد المجلس السيادي والحرية والتغيير (قحت) المركزي والقوي السياسية وفولكر بيرتس رئيس بعثة (يونيتامس) ، والمجتمع الدولي والإقليمي ..!.
تمثلت اللاءات (الثلاثة) ، لا للتسوية الثنائية وقالت إنها ستسقط أي تسوية ثنائية وستتم مقاومتها، لا لمسودة دستور نقابة المحامين القحاتة العلماني المستورد من الخارج ، وهتفت ضده إسلامية مية المية .
هتفت مواكب الكرامة التي إنطلقت قوية سلمية ومنظمة ومرتب لها بعناية حتي لا تخرج عن أهدافها ، هتفت لا للتدخل الأجنبي في شأن البلاد الداخلي، وطالبت السفارات بإحترام الشعب السوداني ، وبل هتفت بخروج فولكر من البلاد وتحرير سيادتها وقرارها ..!.
من الواضح أن صبر التيار الوطني العريض قد نفذ حيال مماحكات الساحة السياسية السودانية والتي سطت علي مقاليد السلطة في البلاد (أربعة) سنوات (سمبلة وهمبتة وسلبطة) ، ولم تزدهم وإلا مزيدا من الغلو والتطرف والإقصاء من فشل لفشل وليس هنالك ضوء منظور في آخر النفق ..!.
وبالتالي من الطبيعي أن تؤكد المخاطبات الأهداف والرسائل التي من أجلها إنطلقت المواكب ضد من نصبوا أنفسهم أوصياء علي البلاد وشعبها ، حيث قال فرعونهم الذي أخذته العزة بالإثم (نحن وحدنا فقط من نتظاهر .. هذا ممنوع وغير مسموح لهم ..!) .
فالأوضاع تنذر بكارثة وربما تعود بنا لذات الدائرة الشريرة دوامة الإنقلابات، وبالتالي لابد من حلول وطنية عاجلة يتوافق عليها الجميع ولا تتم تلك إلا عقب تحرير القرار الوطني والسياسي وبناء علاقات خارجية متوازية دون التدخل في قرارنا الوطني .
ولكن من الواضح أن مواكب الكرامة هذه أربكت حسابات المرجفين الذين في قلوب مرض من عملاء الخارج وربائب السفارات وأسيادهم من أصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح ..!، وبالتالي تحركت الرمال من تحت أقدامهم ، فيما نشط دجاجهم الدولاري ، نقدا لاذعا وتقليلا من شأن هذه المواكب التي ماكانت إلا حصة أولي ، فتكالبوا عليها سبا وشتما من كل فج لمزيد من العلف والتعليف الفولكري ..!.
غير أن المواكب مضت إلي سبيلها بشارع الستين وعلي مقربة من مقر البعثة الأممية (يونيتامس) ، ويبدو أن التيار الوطني العريض هذا قد يمم وجه شطر الشارع في مواكب الكرامة السلمية وما عاد يهمهم ما يصفونهم به (إنقلابيين ، كيزان ، تجمع الموز وغيرها من عبارات السخرية وأساليب الكراهية والعنصرية ..) .
وبل فيهم من قال أن هذه المواكب مدفوعة الأجر ، رغم أن معظمهم لبوا النداء نصرة للدين والوطن، المهم الرسالة وصلت رغم التهديدات الباكرة بإعتراضها ومحاولات البعض بكل الطرق إلغاءها أو إفشالها ..!.
إلا أن هؤلاء القحاتة وعملاء السفارات جن جنونهم حيال نجاح مواكب الكرامة بهذه الطريقة السلمية ولذلك أرادوا إخراجها عن سلميتها ووطنيتها وأهدافها ، فاعترضوا مسار بعض المشاركين عقب نهاية الموكب فحرقوا أمامها إطارات السيارات متحرشين بهم ومنددين رفضا لموكب الكرامة ، وكانوا يترصودنهم ، إلا أن الشرطة كانت جاهزة وعند الموعد فتعاملت مع الطرفين بالحسم بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ففرقتهم وحالت دون وقوع الفتنة ..!.
علي كل فإن مواكب الكرامة هذه أصبحت نموذجا سلميا ومدنيا ووطنيا ، وبالطبع ستتوالي حشودها علي مستوي البلاد ومن الواضح أن كل الخيارات أصبحت مفتوحة أمام التيار الوطني العريض بأجهزته وطرقه المختلفة وأدواته الفاعلة المعروفة وغير المعروفة المجربة وغير المجربة ، وللجميع الحق في هذا الوطن وإن الشعب هو صاحب السلطة وصاحب الحق وصاحب التفويض ، واعتقد الجيش مطالب بالمحافظة علي هذا الحق لإنتخابات حرة وديمقراطية .
ولكن من الواضح أن صبر التيار الإسلامي العريض أيضا قد نفذ ، وأن عهد الإنكسار والذل والخنوع واﻹنتظار قد إنتهي ، لاسيما وأن الذين لبوا النداء مجرد نموذجا واختبارا ، ولكن بكل تأكيد فإن التحرش بمواكب الكرامة إتجاه خطير جدا في التصعيد والتصعيد المضاد وسلوك مرفض ولا ينم عن منهج ديمقراطي ولا منهج مطلوب لحكومة مدنية ، وبالتالي لابد للسلطات من حسم هذه التوجهات غير الأخلاقية والتي تحمل في أحشائها الإقصاء .
علي كل ألا يختبر هؤلاء صبر وحلم وزهد التيار الإسلامي العريض الذي ترك لهم الجمل بما حمل (أربعة) سنوات فوصلت البلاد لما وصلت إليه من حال هكذا لا يسر ، فلا تستفزونهم حتي يخرج هذا المارد عن قمقمه وإنكم تعلمونهم جيدا وأن هذا الطريق ليس مفروشا بالورود ..!.
الرادار .. الأحد 30 إكتوبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى