الحرب على القبلية وخطاب الكراهية : ( مابندور عصبية القبيلة)

 

 

تقرير : الحاكم نيوز

 

الوباء :

 

خلال زمن طويل كانت الأمم والشعوب تعاني بشدة من خطاب الكراهية والانتماء القبلي والارتهان لخيارات القبيلة دون النظر الى الوطن الواحد الذي يجمع كل الناس ويؤحد الوان الطيف المختلفة حول القضايا التي تهم الوطن وفي السودان كان التكريس للقبيلة وتقديسها خصماً على الوطن بشكل كبير للغاية بل كانت واحدة من مشاكل الوطن الذي ظل في حالة سكون تام اشبه بالموت السريري رغم محاولات الطبقات المتعلمة والمستنيرة لكبح هذا الوباء الذي استشري في مفاصل الوطن وكان سببا مباشر في ما نحن عليه الآن من تفرقة جعلتنا في مؤخرة الأمم في كل المجألات.
و مقارنة بفترات مختلفة من عمر الوطن طوال التاريخ المعاصر إلى ما قبل الاستقلال وبعده كانت اللحمة الوطنية اكثر تماسكا مما نحن فيه اليوم وكان الوطن بخير حيث لم تكن ذات الوتيرة المنتشرة الان على حال تلك الأيام لكن خلال السنوات الأخيرة كان هناك خطاب مسموع يكرث للقبلية ويوجج خطاب الكراهية مع انتشار وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح العالم كله يستفيد منها في عمليات البناء والنهضة والتطور وفي ذات الوقت أصبحنا نحن نستخدمها في إطار هزيمة الثوابت الوطنية ونشر خطاب الكراهية والعنف اللفظي وتخوين الآخر وبذر بذور الفرقة والشتات والدعوة للعنف والتخريب وضرب النسيج الاجتماعي…

ابواق الكراهية :

من الواضح للناس أن هناك حملة ممنهجة لتاجيج خطاب الكراهية والتحريض على الآخر وعقد المقارنات القبلية لأهداف خفية لا يعلمها احد الا الان……… وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في السودان في إدارة حرب خفية بين بعض المكونات الإجتماعية ومحاولة إظهار أن الآخر افضل وان هناك مشكلات تاريخية بين بعض القبائل في السودان بغرض الفتنة ومن ثم فان ذات الخطاب كان حاضرا في استشراء خطاب الكراهية وتخوين الآخر واستخدام الألفاظ التي يعاقب عليها القانون في استغلال سئي لوسائل التواصل الاجتماعي وعدم وجود ردع كافي لهؤلاء الناس الذين يديرون هذه المعارك بخفاء تام ومن ثم فانها انطلقت بذات الوتيرة لتصنيف قيادات الدولة وفق المناطق والقبائل بغرض ضرب الوطن في تماسكه السياسي والاجتماعي بمعنى أن العمل على الأرض يسير على قدم وساق وحقق أهدافه الخبيثة بنشر خطاب الكراهية بشكل احترافي حيث أصبحت هناك فئات عديدة من الناس تتعامل بشكل حقيقي حول هذه الموضوعات وتساعد في نشرها وإضافة اسأليب تطويرية لها سوي كان بقصد او بدون قصد لكنها قد حققت الشي الكثير وفي ذات الوقت اضرت بالوطن وبنيته الاجتماعية التي تصدعت بسبب هذه الفئة الضالة الهدامة التي تدير عملا ممنهج وتقوم بقيادة البقية للعمل في ذات الإطار حيث كانت هذه الصراعات هنا وهناك نتاج لممارسات أشخاص قلوبهم ليست على الوطن بل لديهم رغبة حقيقية في تمزيق وحدة السودانيين وضربها بقوة من خلال هذا الوتر الحساس.

 

كارثة :

 

اخر تقليعات صناعة خطاب الكراهية محاولة تصنيف مسئولي الدولة بحسب المناطق لإيصال رسائل سالبة وللاضرار بالأمن القومي السوداني فهذه أخطر مرحلة يمكن الوصول إليها لان هذا الأمر مضر للغاية وتعمل خلايا خفية في وسائل التواصل الاجتماعي على التأكيد على رسائل سالبة في هذا الاتجاه انه اتجاه يسير في منحدر خطر للغاية يبين مزج خطاب الكراهية مع التأكيد على حضور القبيلة في كل محافل الدولة لإيصال الرسائل الضارة والتي لن تفيد الوطن في شي بل تخصم منه وتقودنا إلى حرب اهلية لن يكون هناك ناجي منها ولذلك لابد من الانتباه إلى خطورة هذا الطريق وضرورة العمل بكل جهد لمحاربة خطاب الكراهية ومحاولات زرع الفتنة بين المكونات الإجتماعية بشكل قوي ومؤثر….

 

 

الترياق :

 

للمحافظة على رتق النسيج الاجتماعي والتأكيد على مبدأ التعايش السلمي بين كافة أهل السودان لابد من العمل بكل قوة لكبح خطاب الكراهية ومناهضته في كل مكان في المدرسة والمسجد والسوق واماكن العمل ووسائل التواصل الاجتماعي برفض الفئات التي تعمل على نشر خطاب الكراهية والدعوة للعنصرية بعزلها اجتماعيا ومحاسبتها قانونيا بكل قوة فهذه الوسائل مع الدعوة بقوة من قبل الطبقات المتعلمة يمكنها أن تحجم هذا الوباء الفتاك وتكون بمثابة الترياق اللازم لقتل هذه الفتنة التي يمكن أن تقضي على البلاد ومازال هناك امل كبير في اننا يمكننا التصدي لهذا الأمر من خلال تفعيل الأدوار المجتمعية وإطلاق مراكز البحوث والجامعات والائمة والدعاة للدعوة بين الناس بنبذ القبلية والعنصرية وتخوين الآخر والتأكيد على مبادي الإسلام في تحريم مثل هذه الأشياء التي تقضي على وحدة الجماعة وتزهق الأرواح وعلى الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي إدراك ( انك لست طعم يمكنه أن يقضي على أهله وأهل بلدك ) بل عليك أن تتحلى بالوعي التام وادراك الأشياء التي تلحق ضرر بالوطن والجماعة وان نسعى جميعاً لمحاربة ونبذ خطاب الكراهية ليسير الوطن معافى ويلحق بالأمم من حولنا التي قفزت حول هذه المفاهيم وتجاوزتها من خلال الانتماء للوطن وكفى…

 

 

 

النهاية،،،،،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى