أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (التسوية السياسية) … الشارع بس ..!

الغرب عندهم سياسة مستخدمة في بريطانيا وأمريكا خاصة لقياس الرأي العام تعتمد علي تسريب المعلومات تعرف بالقريب فاين (grape vine) وهو مصدر سري لتسريب المعلومات لقياس توجهات الرأي العام الداخلي عندهم وهم يهتمون بذلك شديد جدا تحت تأثير مجموعات الضغط (اللوبي)، وبالتالي لا تهمهم الإنسانية وحقوق الإنسان والديمقراطية والشفافية والمدنية وغيرها من المصطلحات الرنانة التي مسكونا إياها (عميان مسكوه عكاز ..) ، بقدر ما يهمهم الرأي الداخلي وما يتفق مع مصالح بلادهم ،ولذلك قال الرئيس الأمريكي بايدن أمس (إسرائيل دي إذا ما كانت موجودة لأوجدناها للحياة ..!) ..!
وبالتالي في تقديري جاءت قياسا عليها تعدد الوصفات في التسوية السودانية المرتقبة (ثنائية أو شاملة) وكذلك تشعب مصادرها ، والتباين فيما بينها غالبا ما يكون تم تسريبها بصورة مقصودة هكذا لشئ في نفس يعقوب ..!، ولكنها بأي حال جاءت علي ذات النهج الغربي (قريب فاين) ومن المتوقع أن تقود شربكة خيوط الشارع ..!.
علي كل جهات كثيرة تباينت حولها ولكنها إتفقت إنها تم تسليمها للسيد الحاكم فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الإنتقال في السودان (يونيتامس) لتسويقها أو قل لتوصيل التعليمات للجهات المقصودة بصورة إقصائية (خيار وفقوس) وبالطبع بعلم المطبخ (الآليتين الثلاثية والرباعية) ، فإن كانت كذلك من الواضح أن المجتمع الدولي إستخدم فيها (سياسة العصا والجزرة) وبالتالي تمت من خلالها صفقات ولكن من باع ومن إشتري ..؟!، علي العموم ستدفع هذه التسوية الناس دفعا للخروج إلي الشارع ..!.
في تقديري إن كانت هذه التسوية صحيحة من الواضح أن البرهان وحميدتي لم يحسبانها جيدا داخل الجيش قبل الشارع فهل يعقل أن يساوما بالبلد بحالها بسلامة رقبتهم ..؟!، ولماذا أصلا دعم المجتمع الدولي الثورة لإسقاط البشير وعملت ما عملت كما إعترفت رايس بذلك ..!، فاليذهب كل مجرم في حق الشعب للمحاسبة بالقانون ..!، ونسأل الله ألا يقودنا ذلك لدوامة الحال ولذات المربع الشرير دائرة الإنقلابات العسكرية ..!.
بلا شك فقد تعقدت حسابات الشارع ، إذ ظل البعض يرفض أي تسوية سياسية بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير (قحت) المركزي وقد فشلت قحت في دعوتها (الضربة القاضية) 25 إكتوبر ، فشلت دون إثبات وجودها حيث هتف الشارع ضدها وضد التسوية مع العسكر ، وبالتالي اعتقد الرسالة وصلت لفولكر مباشرة حصاد لما كان ينتظره من مليونية 25 إكتوبر .
وليس ذلك فحسب بل تباينت الرؤي واختلفت وجهات النظر وسط الشارع ، حيث خرجت بعض لجان المقاومة في مليونية جديدة أمس الخميس وهتفت ضد التسوية وضد قحت وضد العسكر وكشفت عن وثيقة جديدة مطروحة للجان المقاومة الأخرى وعن خريطة لعدة مليونيات ، بينما كشفت مبادرة نداء السودان عن دعوتها لمليونية غدا السبت ضد التسوية الثنائية وضد التدخل الدولي في القرار الوطني للبلاد وربما تدعو بصورة جادة لطرد فولكر وبالطبع ليست هنالك خطوط حمراء بعد هذا الحكاية أصبحت حنك ..! كبر حلقومك وهز الشارع وقوي عضلاتك تبش ..!.
فإن كانت هذه التسوية السياسية المأمولة كما نقلتها أو تم تسريبها ل(اليوم التالي) إعتمادا على دستور المحاميين المثير للجدل يدعو لرئيس وزراء مدني ورأس دولة (رئيس مجلس سيادي) مدني أيضا تختارهم قوي الحرية والتغيير (قحت) المركزي بالإضافة للقوى الموقعة على الإعلان السياسي ، وقوى الثورة ما قبل 11 أبريل 2019 مع إجراء بعض التعديلات عليه فإن ذلك سيحدث جدلا طويلا ، ولكن لا أدري هل ستشمل المشاورات الجبهة الثورية والتي كانت ضمن كتلة نداء السودان وقد دفعت قياداتها بمقترح ميثاق الحرية والتغيير (قحت) أم لا ..؟!.
كيف تمنح التسوية قوات الدعم السريع الإستقلالية الكاملة عن القوات المسلحة وتبعيتها لرأس الدولة ولها قانون صادق عليه برلمان منتخب وقد تم تأسيسها أصلا تحت إمرة القوات المسلحة فنيا وهنالك ترتيبات أمنية لمكونات الجبهة الثورية والحركات الأخرى التي وقعت علي إتفاق سلام جوبا بمساراته الفاعلة والخاملة وقوات تماذج وغيرها ،فماذا موقفها في ذلك ، وقالها بعضهم صراحة نحن قصاد الدعم السريع تسريح بتسريح ، دمج بدمج ..!، وهنالك الحلو وعبد الواحد وتلفون كوكو وعبد الله جنا والدكتور الريح وآخرين كثر عملوا خلف دور في الساحة لذات الأسباب ، وإلا كان هنالك إتفاق (تحت الطاولة) وفيها عمليات بيع وشراء وعصا وحزرة فهذا شيئا آخرا..!.
غير أن المصادر كشفت شيئا مهما أن (المسودة المسربة) تم التوافق عليها فيما بين الجنرال عبد الفتاح البرهان ، القائد العام للجيش رئيس المجلس السيادي ونائبه الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع من المكون العسكري وهنا مربط الفرس ..!، ومن جانب (قحت) بابكر فيصل والواثق البرير وطه عثمان وإنضم إليهم خالد عمر يوسف لاحقا يعني (4) طويلة إنشقت إلي (2) طوية (الامة والمؤتمر السوداني) .
وقالت ينتظر أن يتم عرضها على أطراف العملية السياسية (قحت) المركزى وحركات الكفاح المسلح الموقعة على سلام جوبا ولكنها تجاوزت إسماعيل خميس جلاب وطمبور وآخرين ..!، ولكن ربما جميعهم مجرد مشاورات لتكبير الكوم (كمبارس ..!) وتشمل آخرين من شتات المكونات السياسية يمينا ويسارا بالإضافة إلي بعض مكونات إتفاقيات السلام السابقة في العهد السابق (السيسى) مع تمثيل لشرق السودان لاحقا ، بالطبع هناك كثر من القوي السياسية والمكونات لم تشملها عملية التسوية وتصبح جميعها رصيدا للشارع ..!.
بينما كشفت مصادر عن لاءات جديدة للبرهان ظل يكررها الرجل الذي أصبح وحيد زمانه وفريد عصره ، مقصيا الجميع بما فيهم رفاقه بمجلس السيادة ، قال لا مساس بتركيبة المنظومة الأمنية والقوانين التي تحكم العلاقات بينها ، لا سلطة للمدنيين على الجيش إلا عبر الانتخابات ، لا يحق لأي كتلة سياسية منفردة إختيار رئيس الوزراء ولا تشكيل الحكومة إلا عبر توافق وطني بين كل الكتل السياسية الرئيسية، دستور المحامين ليس أساسا بل يعتبر مجرد طرح من عدة أطروحات أخر ..!.
إذا الحكاية دي طويلة وفيها نفس طويل من الجرجرة والتلكع للإتفاق على رئيس وزراء ووزراء ورئيس مجلس سيادة من المدنيين وربما نجد حفترا جديدا بالسودان ، وبالطبع لا يستطيع أحد المساومة بحقوق الشهداء الذي ذهبوا ضحايا لأجندات وتوجهات ومكاسب سياسية ..!.
وبالطبع من الصعب جدا حدوث إتفاق شامل ولكن ليس لنا من حل إلا التوافق لتكوين حكومة مهام (مدنية – عسكرية) فيها حكومة ومعارضة وربما معارضة (يمينا ويسارا) المهم تجهز للإنتخابات ، وبكل تأكيد فإن تسريب المعلومات بهذه الحيثيات وتلكم الكيفية سيقود لدخول لاعبين جدد للشارع ..!.
الرادار .. الجمعة 28 إكتوبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى