ابراهيم عربي يكتب : (شمال كردفان) … وباء مجهول ..!.

شخص واقف يصلي أو يشاهد كورة فجأة ينهار علي الأرض ويدخل في حالة مجهولة تصحبها إرتفاع في درجة الحرارة، إستفراغ، صداع وبعضها مصحوبة بحالة من التشنجات لم تستثني أحدا كبارا وصغارا ، رجالا ونساء والكل يشكو والكل يتألم ولا حول ولا قوة لهم إلا بالله ..!، إنها حالات مرضية مخيفة ومزعجة بشمال كردفان والأبيض وأم روابة خاصة ..!،
طوابير من المرضي في ظروف إنسانية سيئة بكافة المؤسسات العلاجية بمدن ومحليات الولاية المختلفة ..!، بينما يبذل الأطباء والكوادر الطبية جهودا خارقة في ظل إنخفاض في الدم الأبيض ، فقدان الشهية ،عطش ، سخانة وإلتهاب في البول ، آلام حادة بالمفاصل ، ويقول المواطنون أن علاجات الملاريا غير ذات جدوي ويمكن أن تهدئ فقط قبل أن تعاود ذات الحالة إرتفاعها من جديد ..!، بلاشك إنها حالات مزعجة تتجاوز إمكانيات الولاية وتؤكد أن شمال كردفان ولاية موبوءة ..!.
في الواقع كلما إتصلت علي شخص بالولاية بما فيهم قيادات بالحكومة وآخرين منسوبين لوزارة الصحة أو التأمين الصحي ومواطنين وإلا جميعهم يشكو الإصابة بهذا المرض المجهول ..!، وبالتالي نضم صوتنا إلي صوت العقيد حقوقي (م) عادل دهب وزميلنا خالد بخيت ونناشد ونستغيث ونطالب ونرجو ونتوسل ونتعشم عشان أهلنا ونصرخ (وا معتصماااااه) شمال كردفان موبوءة ..!.
ولكن ما حقيقة هذا المرض المجهول هل ملاريا أم كنكشة ، أم مرض آخر أم ماذا هناك أفيدونا يكرمكم الله ..!، يقولون إنها حالات إشتباة لحمي الضنك وتم إرسال عينات الي المعمل القومي (استاك) للتأكد منها ولكن النتيجة لم تصل حتي الآن حسب إفادة مختصين ..!.
هل يسمع مجلس السيادة وهل تسمع وزارة الصحة الإتحادية هذه الاستغاثة من هذا الوباء ..؟! وهل تسمع وزارة الصحة والرعاية الإجتماعية بشمال كردفان مناجاتنا ونداءاتنا وهي المسؤولة عن سلامة المجتمع ، لاسيما وأن مدير الوزارة الدكتور الأنصاري لازال يتواجد بالخرطوم وربما يبحث عن معينات لحل مشاكل وزارته التي تعاني مشاكل مركبة ..؟!، وهل نجد إستجابة من الصندوق القومي للتأمين الصحي شريك الصحة ..؟!، وهل نجد أذن صاغية من صندوق الخدمات الطبية والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية ..؟!.
ولكن لماذا لا يتم تحويل الحملة القومية للتطعيم بلقاحات كورونا والتي كان مأمول لها أن تنطلق جولتها التاسعة اليوم السبت 22 إكتوبر ، تم تأجيلها لوقت لاحق ، لماذا لا تحول هذه الحملة للكشف هذا الوباء المجهول المشتبه بإنه ملاريا ..!، التي إنتشرت وأصبحت ذات أولوية تشكو منها كافة ولايات ومحليات البلاد المختلفة ، بالطبع لا يقلل ذلك من أهمية حملة تطعيم كورونا والتي نشكر عليها برنامج التحصين الموحد وإدارة تعزيز الصحة خاصة وأن نسبة التطعيم في شمال كردفان لا تتجاوز حتي الآن 13% بالولاية ..!.
علي أي حال ربما ليست شمال كردفان وحدها التي تنتشر فيها هذه الحالات المجهولة التي يتعاملون معها إنها ملاريا ،ولكن ربما هي الأعلي نسبة إصابة ، وبالطبع تحتاج لحملة قومية قوية تساند الولاية التي تعيش ظروفا صعبة للغاية ، فإن كانت ملاريا فإنتتشارها بهذا الشكل الذي عم الولاية ريفا وحضر وبوادي مقلق جدا وربما يقود لعدة مضاعفات وربما يقود بذاته لتفشي أمراض أخري في هذه المرحلة الصعبة التي يحتاجها المزارع لحصاد زرعته وغيرها من مهام أكل عيشه .
الأخطر من ذلك كله فإن كثير من أعراض الأمراض تتشابه مع بعضها البعض ، فلا أدري إن كانت هذه الحالات ملاريا أم لا ولكن في ظل تدني الثقافة الغذائية وإنعدام أو تدني نسبة الوقاية وتدني الثقافة العلاجية أيضا وضعف الإمكانيات المادية يعني إمكانية تطور مرض الملاريا لمرحلة خطرة من الإضطرابات وأهلنا يقولون (الملاريا طلعت في رأسو ..!) .
علي كل فالتأمين الصحي بالولاية يقع عليه عبئا كبيرا مثلما يقع علي الصحة ونناشد الدكتور الصافي وعبره نناشد الدكتور بشير الماحي وأركان سلمه الذين تشهد مؤسساتهم العلاجية الخاصة جميعها تدافعا ليست داخل مدينة الأبيض وأم روابة لوحدهما تسابقا غير مسبوق لفحص الملاريا بنسبة خيالية يصعب رصدها وفي مشاهد مختلفة تحكي عن خطورة الموقف ..!، بل ذات الموقف في كافة محليات شمال كردفان ، بالمستشفيات العامة والعيادات الخاصة للأطباء ، تدافع تجاوز إمكانية إحتمال الأطباء الذين ظلوا يبذلون جهودا كبيرة في ظل ظروف وإمكانيات صعبة للغاية .
الأنكي والأمر أن الملاريا ليست جديدة بل حالة روتينية متكررة وطبيعية تأتي عقب كل فصل موسم أمطار وإقتراب دخول فصل الشتاء ، حيث تنتشر حشرة الباعوض وتتزايد مع تراكم المياه الآسنة ، فأين الجميع من كل ذلك ..؟!، وبهذه المناسبة نحي الشباب في بعض الأحياء الدوحة وحي المطار بالأبيض خاصة وآخرين وقد شاهدناهم في حملات رش ومكان إشادة من قبل سعادتو أحمد علي إسحق مدير المرور بالولاية .
في تقديري أن مكافحة نواقل الملاريا سواء بإزالة الحشائش وردم البرك والمستنقعات والرش بالمبيدات والمكافحة داخل المنازل جميعها مهمة جدا علاوة علي إستخدام الناموسيات ، ومحاولات الوقاية وعزل المرضي لمنع إنتقال المرض منهم للأصحاء .
ولذلك ندعو لتنشيط المكونات الشبابية من الروابط والمنظمات بالولاية وتفعيلها بالريف والبادية والحضر وبالطبع الولاية تحتاج لمثل هذه الجهود بمساعدة المنظمات الوطنية والدولية والإقليمية لوأد الملاريا التي نراها عادت وإكتسبت مناعة بعد أن قاربت علي الإنقراض (زيرو ملاريا) ..!.
الرادار … الجمعة 21 إكتوبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى