محمد المعتصم حاكم يكتب : (21) اكتوبر الذكري المنسية

ثورة شعب اعزل اسقط حكما عسكريا عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني وبصورة حضارية ادهشت كل العالم وأصبحت تلك الثورة حدثا دوليا فريدا من نوعه يدرس حتي الان في الأكاديميات العسكرية الأوربية في حين اننا أهملنا ذلك الحدث الكبير تماما وحتي لم نتحدث عنه لأحفادنا وابنائنا الذين لا يدرون عنه شيئا حتي اليوم ولان نظام الإنقاذ كان يتفادي الحديث عن تلك الثورة المجيدة خوفا من تكرارها وحفاظا علي حكمه تحوطا من اعادة تجربة إسقاط حكم عبودمرة اخري عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني الذي تم بصورة حضارية لم تتجاوز التظاهرات السلمية وبدون ادني دمار او اقتتال او سفك دماء وحرائق وإغلاق للطرق والكباري كما ان كل القوي السياسية في ذلك الزمان كانت تقدم الوطن علي انتمائها الحزبي وليس كما يحدث الان حيث الحزب له الأولوية قبل الوطن واما في ذلك الزمان كانت كل القوي السياسية متفقة ومتحالفة بدون ادني صراعات او إقصاء لاحد مما جعل الفريق ابراهيم عبود يتنازل عن الحكم طائعا مختارا ليتم تشكيل حكومة مدنية انتقالية من جبهة الهيئات التي هي كانت النقابات والاتحادات وذلك لمدة عام واحد بعده اجريت انتخابات الجمعية التأسيسية ولقد كانت ثورة اكتوبر المجيدة هي الثورة النموذجية بعد ان انحازت لها القوات المسلحة في تلاحم فريد ما بين الشعب وجيشه الوطني بدون صراعات او خلافات وبدون فولكر والآليات الثلاثية والرباعية او حتي وثائق دستورية او غيرها حيث عاد الجيش لثكناته بعد الانتخابات معززا مكرما والمعروف ان كل الشعب السوداني قد صدح وتغني بكل تلك الأناشيد الاكتوبرية الرائعة والأناشيد الوطنية التي تمجد ثورة اكتوبر حتي الان فما صدح فنان لغير اكتوبر وما ابدع شاعر الا لأكتوبر وللأسف الشديد لا يدري جيل الشباب اليوم اَي شي عن تلك الثورة الخالدة ولقد اخطانا في حق اجيال عديدة في عدم الحديث لهم عن تلك الثورة الخالدة وكان من الممكن القيام بتدريسها في المدارس الابتدائية وحتي الثانوية كما كان من الممكن تدريس مواثيق الأمم المتحدة في الجامعات ولو فعلنا ذلك لما كان هناك انقلاب عسكري بعد حكم الفريق عبود ولكانت الديموقراطية مستدامة حي يومنا هذا
تمر علينا اليوم الذكري الثامنة والأربعون لثورة اكتوبر المجيدة ونحن في أسوا الأحوال السياسية والاقتصادية وفاشلون حتي في وحدة الصف الوطني وما زالت مجموعات الحرية والتغيير تتطلع للحكم الانتقالي منفردة وما زال السيد فولكر واليته الثلاثية يعبث بمستقبل بلادنا ونحن صامتون برغم تقارب وجهات النظر بين كل مبادرات الوفاق الوطني التي تحتاج وفورا لمائدة مستديرة يشارك فيها الجميع الا من ابي وبإشراف من مجلس السيادة لتكوين الحكومة الانتقالية المدنية من عناصر مستقلة بعيدا عن المحاصصة الحزبية وإلا فان بلادنا ستصبح حقل تجارب للقوي الخارجية التي تتربص بنا فالشعب ما عاد يستطيع الانتظار اكثر من الذي مضي وكذلك القوات المسلحة التي نفذ صبرها وبما اننا اليوم نحتفي بذكري ثورة اكتوبر المجيدة فلنوحد كلمتنا ونتعاون بقلب مفتوح وتتجرد من الدونية فقط من اجل سوداننا الحبيب أرضا وشعبا
القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى