محمدين محمد اسحق يكتب : القراي والمسكوت عنه وأشياء اخري يجب ان تقال (1) !!

في شهر الاحتفاء بتاريخ الإنسان الأسود نكتب:-

يعتبر (اكتوبر) من كل عام لدي المجموعات ذات الأصول الأفريقية في المملكة المتحدة هو شهر الاحتفال بتاريخ الجنس الاسود، فيما يعتبر فبراير هو شهر للاحتفال به في الولايات المتحدة الأمريكية وبنفس المسمي من مجموعات الافرو أمريكان..

ولكن ما شأن د. عمر القراي هنا؟

حسنأ ! من المسكوت عنه في تاريخ السودان، والذي كتب علي يد نخبة وصفوة محددة من مواطنيه ليكون آلية من آليات الاستعمار الفكري الداخلي واحدي أدوات غسيل العقول علي الناشئة.. وأخطر ما في هذا التاريخ انه ساهم بشكل خطير في خلق أزمة السودان الحالية. اذ استخدم بكل ذكاء وخبث في عملية تغبيش هوية البلد الحقيقية علي حساب صنع هوية زائفة تقوم علي الاستعلاء والوصاية والاسترقاق والإقصاء.

التاريخ السوداني الذي كان يدرس المدارس بدخول العرب الي السودان وذلك زمن عاصرناه، وقيل لنا انه قبل ذلك كان يبدأ بدخول الناس الي السودان في تأكيد علي ان السودان يبدأ من هنا أو هناك. علي كل هو بالتالي وبسبب الصفوة والنخبة المركزية بات احد الأسباب الرئيسية في اننا حتي الآن لم نضع أسس صحيحة تصلح لبناء دولة قومية بالشكل الذي يمكن ان تري كل القوميات نفسها فيه!

التاريخ الذي يُمجّد تاجر الرقيق الزبير باشا ويجعله بطلاً قومياً لا يمكن ان يصنع وحدة وشعوراُ قومياً في هذا البلد. ولذا استقل جنوبه عن شماله ليس بسبب ان (الكيزان) أرادوا وخططوا لذلك، ولكن لأن بذور الانفصام القومي مبذورة من قبل ذلك بعقود.

التاريخ الزائف الذي وضعته الصفوة المركزية كْتب ليخدم ورثة الاستعمار الانجليزي- المصري ومفاهيمهم الخاصة عن هوياتهم التي يؤمنون بها حقاً كان ذلك ام باطلاً. منتوج ذلك كان (الفِصام النكِد) داخل الدولة السودانية.

هو تاريخ لم يقدم صورة حقيقية للسودان وممالكه القديمة، وكان منحازاً لهوية واحدة وفئات محددة من الشعوب السودانية التي لا زالت تسيطر بامتيازاتها التاريخية التي ورثتها عن الاستعمار الانجليزي- المصري علي ماضي وحاضر السودان وتري انه يمكنها ان تحكم المستقبل ايضاً بتغيير الأوجه والأقنعة والايدولوجيات أو باللا- هوية وهي هنا تعني إخفاء كل الهويات السودانية الاخري. وهذا في حد ذاته يمثل نوعاً من التذاكي واستغفال الغير ويشبه في جوهره اتفاق موسي الأشعري وعمرو ابن العاص حينما اتفقا حلاً للصراع بين علي كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان علي خلعهما معاً. ونهض موسي الأشعري ليخلع سيفه ويقول أنني اخلع عليّأ كما اخلع سيفي هذا. ووقف عمرو بن العاص ليمسك بسيفه ويقول أنني اثبت معاوية كما اثبت سيفي هذا!

اللا- هوية تعني ابقاء السودان بما رسخ في الاذهان ومورس في الواقع بوضعيته تلك دون تغيير واذا حدث فليكن تغييراً في الأوجه والخلفيات التنظيمية والفكرية!
[١٩/‏١٠ ٦:٠٧ ص] ‏‪+44 7493 361365‬‏: في شهر الاحتفاء بتاريخ الإنسان الأسود نكتب:-

(٣) القراي والمسكوت عنه وأشياء اخري يجب ان تقال!!

مرة اخري د. عمر القراي لا يزال يخوض معاركه الدنكشوتية ضد د. جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية اذ هو وكثير من النخب الايدولوجية المركزية لا يرون فيه الا إسلامياً متمرداً لصالح المؤتمر الشعبي! فلهذا فلا مكان له في الحكومة الانتقالية وان وجد فيجب ان يكون علي الهامش. يجب ان ينتهي بإنتهاء الفترة الانتقالية التي يري القراي انها يجب ان تكون خمس سنوات. هذا ليس تحليلي فقط بل هي آخر تصريحاته بالأمس حين طالب بإبعاد د. جبريل ومناوي من مواقعهما في الحكومة المقبلة.

وهذه المرة اضاف القائد مني اركو مناوي رغم انه ليس باسلامي لكنه اضافه لأنه من الشخصيات المتمردة وبقوة علي المركز وله رؤيته الخاصة التي لا تتزعزع حول المركز وتسلطه. وهو هنا يمثل تهديداً للنخب المركزية التي تريد أن ترث مقاليد السلطة في البلاد بعد ذهاب حكم المؤتمر الوطني.

وهنا مناوي مثله ومثل د. جبريل تماماً وفقاً لمفاهيم القراي. وقد طالب القراي بإبعاد مريم الصادق عن الخارجية. علّ قائل يقول هنا :- ها قد علمنا عن د. جبريل ومناوي ما علمنا؟ فما شأن الصفوية الاخري د. مريم الصادق؟. آهّاّ كما يقولها الفرنجة!
الأمر ببساطة تحليل الفكي (محمدين ود الدٍكّا) هو صراع الصفوة المركزية داخل دهاليز وزارة الخارجية. فالمعلوم ان الفئة التي يتبع لها القراي تمكنت تحت سمع وبصر الاسلاميين داخل هذه الوزارة النخبوية بإمتياز. والواقع هنا انه بمجيء د. مريم الصادق كوزيرة للخارجية حدث نوع من الصراع وتضارب في المصالح بين الجديد الساعي الي التمكين الثوري مع المتمكن في زمن التمكين الاسلامي الحقيقي. وفي هذا لا ناقة ولا جمل للهامش فيما دار وسيدور من صراع! ولا عزاء كذلك!
نحن هنا بإيرادنا لكل هذا وذاك نود في شهر الاحتفاء بتاريخ السود هذا ان نعري ذلك التاريخ المُسلّط والمُتسلِط علي واقعنا واذهاننا استعلاءاً واسترقاقاً واستغفالاً من قبل نخبة مركزية محدودة تسعي الي السلطة والتحكم فينا وادلجتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وفق رؤاها وايدولوجياتها تماماً مثل تعمل وتسعي جماعات التفوق الابيض في الغرب. وفي هذا الجرد والاستحضار التاريخي نعري في نفس الوقت ورثة الاستعمار الابيض. ونكشف كذلك عقلياتهم الذاتية الضيقة التي لا تري الوطن الا وطناً لهم. ولا الشعب الا شعبهم. ولا
يرون في سعة وبسطة وتعدد هذه البلاد الا موطيء أقدامهم!
وهذا ما لن يحدث فثورة الوعي بالحقوق والعدالة والمساواة هي عملية تراكمية مستمرة لم تبدأ بثورة دارفور في الألفية الجديدة. بل هي ثورة بدأت قبل ذلك بكثير واتخذت اشكالاً عدة مدنية وعسكرية. وستستمر طالما ظلت مفاهيم الاستعلاء والتهميش والإقصاء هي التي تقود هذه البلاد. تلك هي طبيعة الاشياء وكما يقول الافريكاني (روبرت نيستا مارلي) في اغنية الحرب:-
ما لم تنتهي وتتلاشي تلك الفلسفة التي تتمسك بأن هناك عرقاً اسمي وآخر أدني.. فستظل الحروب مستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى