عبدالله مسار يكتب : ازمة القرار الوطني (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

السودان دولة قامت فيها حضارات كثيرة وتعرضت للاستعمار اكثر من مرة عبر غزو خارجي واكثر الذين غزو السودان في العصر الحديث الاتراك والمصريون والانجليز ضمن موجة الاستعمار الغربي من اوروبا لافريقيا وامريكا الجنوبية واسيا وكان اكثر الاستعمار وجودا هو الاستعمار الانجليزي وهذا الاستعمار اسس السودان علي انه دولة عصبها القبايل ورجال الطرق الصوفية وبعض بيوتات وجعل النظام الاداري (الادارة الاهلية ) هو المسيطر حتي في النظام القضائي في درجاته السفلي و في المؤسسات القضائية قائم علي اساس الحكم العشائري وكذلك جعل هنالك سطوة لرجال الطرق الصوفية وسطوة مالية لبعض الاسر التي والت الاستعمار وكان النظام الاداري الحديث موجود فقط في مناطق الحضر والمدن الكبري وهو يخدم المثقفاتية والنخب التي تعلمت وخاصة خريجي وكلية غوردون في حين ان اهل السودان في الريف والرحل كانوا خارج هذه التوليفة التي جمعت بين المستعمر وهولاء المثقفاتية وهذه النخب التي صارت زمرة الموظفين وكبار رجال المال ومعهم بعض الاعيان وجزء من رجال الدين الذي يعيشون في بلاط الحكم اي كان لونه وشكله ووسط هذه الزمر خرجت فئة من الوطنيين قاومت الاستعمار وقادت النضال في حين ان كثير من الموظفين والنخب والمثقفاتية وبعض الاعيان. والتجار وجزء من رجال الدين كانوا يوالون المستعمر ويساندونه علي اساس المنفعة المتبادلة وكانوا ممن حقنوا بقيم واساليب الاستعمار حتي ظن بعضهم انهم صاروا من مجتمع المستعمر الذي جاء به من منطقة الاصل وهي بريطانيا فانطبق عليهم قول عامة السودانيون (التركي ولا الموتورك) وكون هولاء بطانة الحاكم وهذه الفئة سيطرت علي المال والجاة والوظيفة العامة وسيطرت علي مراكز القرار وجعلت من بقية اهل السودان شغيلة وسايلة واتباع ومريدين وخاصة رجال الدين الذين كان لهم شاو في بعض نضال اجداد وصار مجتمع السودان مستعمر في القمة وبعض معاونين له من موظفين وبعض من نخب ومثقفاتية ورجال دين ذوي حظوة وسطوة وكذلك بعض من تجار وهولاء كانوا علية القوم باقي اهل السودان هم الشعب وهذا الوضع جعل السودان فئتين فئة قريبة من المستعمر. ومستفيدة من كل السلطة وفئة اخري هي عامة الشعب وهولاء هم يتلقون اوامر المستعمر من الفئة الثانية
ومن داخل الفئة الاولي برزت مجموعة من الوطنيين قادوا النضال وخاصة العسكريون من الرعيل الاول وايضا ممن تعلموا في الخارج وخاصة الذين درسوا في مصر وكذلك بعض من المشايخ الطرق الصوفية الذين لم يتالجوا وجزء من الشعراء والفنانيين
هذا الوضع هو الذي شكل الفترة قبل الاستقلال
وهذا الوضع جعل القرار الوطني مرهونا للخارج وظل الخارج هو الذي يشكل التكوينات السياسية ولذلك صار القرار الوطني ضعيفا او معدوما وظل الخارج هو المسيطر علي السودان افرادا. وتنظيمات
وننظر في ذلك في المقال الثاني
تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى