الاحتفال باليوم العالمي للمعلم … رسالة لمسئؤل فالنُقدّس المُعلِمْ

 

كتب :  محمد ضوالبيت

يظل الخامس من شهر أكتوبر من كل عام يوماً خالداً في ذاكرة كل معلم ومعلمة ‘ الخامس من شهر أكتوبر من كل عام يوماً يُكتب بماء الذهب تقديراً وإجلالاً لكل معلم ومعلمة وإداركاً من دول العالم لِقدر المعلمين والمعلمات خُصّص هذا اليوم للاحتفال بالمعلم ( اليوم العالمي للمعلم ) وهو أمراً رمزياً لا يُغنِي أبداً عن اظهار الاحترام والتوقير البالغين للمعلمين والمعلمات وتقديم الشكر الدائم والمستمر لهم طوال العام لما يبزلوه من جهود جبارة في تبصير الأمة وهدايتها نحو الصواب واخراجها من ظلمات الجهل لنور المعرفة والهداية وبناء عقول الأجيال المستقبلية وامتناناً لدورهم الكبير في تنمية وتطوير المتعلمين ‘ دور كبير يصوم به المعلم في المجتمع فمجرد التفكر والتصور لهذا الدور العظيم ندرك ضخامة وعِظم المسئولية التي تقع على كاهل المعلم فبلاشك إنه أولي الناس بالتبجيل والتقديس والتعظيم والإجلال فبعلمه تُنار الأرض وتصبح القاحلة منها مُخضرة يانعة وقد شهد التاريخ للمعلم بالقداسة والرفعة فهو المستشار والأب الحنون الذي يلجأ إليه الكبير قبل الصغير والكهل قبل الشاب لحل ما أُشكل لهم وهو الذي يروي العقول بالأفكار ويحميها من الجهل والإنحراف لقوله صلّ الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وان الله عز وجل وملائكته وأهل السموات والأرض حتي النمل في جحرها والحيتان في بحرها يصلون على معلم الناس الخير ) صدق الرسول الكريم فيما قال وأنزل اللّه عزوجل قرءاناً يتلي ليوم القيامة ( إقرأ باسم ربك الذي خلق .. خلق الناس من علق .. إقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم ) صدق الله العظيم و للمكانة العالية للمعلم ودوره الكبير في التنشئة شُبّة بالرسول لقول الشاعر أحمد شوقي
قُمْ للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ‘ولما كانت رسالة التعليم في بلادي مرموقة أصبح المعلم مضرباً للمثل في الخُلق والأخلاق والهندام وتتغني به الحسناوات في المحافل العامة والخاصة و يرجع تاريخ اليوم العالمي للمعلم الي الخامس من أكتوبر سنة 1966م حيث عُقد المؤتمر الدولي الخاص بوضع المعلمين في باريس العاصمة الفرنسية من أجل مناقشة القضايا التي تؤثر على أداء المعلمين والتعليم وتم نشر توصية بشأن وضع المعلمين وقّع عليها جميع أعضاء منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة المعروفة اختصاراً باليونسكو ‘ حددت هذه التوصية حقوق المعلمين وواجباتهم والمعايير الدولية للتدريب والتأهيل والأسس الواجب اتباعها في توظيف المعلمين من أجل خلق بيئة تعليمية جيدة ومنذ العام 1994م وبعد اعتماد توصية منظمة العمل الدولية بشأن المعلمين اصبح الاحتفال بيوم المعلم سنوياً في اكثر من مائة دولة وفي العام 1997م تم اعتماد توصية بمعلمي التعليم العالي وهي امتداد للتوصية الأولي التي تمت في العام 1966م .
الاحتفال باليوم العالمي للمعلم تقديراً وتقييماً وتحسيناً للمعلمين حول العالم وإتاحة الفُرص للنظر في القضايا المتعلقة بهم والمساعدة في إعطاء العالم فهماً متقدماً للمعلمين والأدوار التي يطلعون بها في تنمية مجتمعاتهم ومن خلال الاحتفال بالمعلم تطلق اليونسكو ومنظمة التعليم الدولية (Ei)حملات توعوية بقضايا التعليم والمعلمين بالتعاون مع بعض الجهات ذات الصلة وفي مقدمتها الاعلام فعلى سبيل المثال كان ( تمكين المعلمين ) شعار العام 2017م ( والحق في التعليم ) شعار العام 2018م اما العام 2022م فكانت شعاراته ( المعلمون في قلب تعافي التعليم … المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل )
أما على الصعيد العربي فنجد الاحتفال باليوم العالمي للمعلم يصادف الثامن والعشرين من فبراير من كل عام وتحتفل به إحدى عشرة دولة عربية واسلامية ولا يختلف كثيراً عن سابقه ( اليوم العالمي ) في اظهار دور المعلم الريادي وتلمس همومه وقضاياه من أجل النهوض به والمهنة على السواء .
يأتي احتفال هذا العام وبلادي تخطو خطوات عسيرة ومتعسرة نحو الإرتقاء بالمهنة رغم التغيير الذي طرأ عليها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وان ما يُحمد على معلمي بلادي انهم كانوا نواة التغيير الذي حدث رحِم الله المُعّلم ( أحمد الخير ) وأدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء فهم بذلك حققوا الهدف الثاني من شعار هذا العام أما الهدف الأول من الشعار فيحتاج لجهود من كل الأطراف ذات الصلة بالعملية التعليمية ( دولة ومجتمع ) خاصة بعد ظهور نتائج المرحلة الثانوية ومن قبلها المرحلة الإبتدائية سابقاً وما صاحبهما من أحداث ‘ ولعل بعض المقترحات والآراء التي ظللنا نسمعها بين الفِينة والأخري ويرددها القائمين على أمر التعليم في اصلاح العملية التعليمية ببلادي ليست وحدها كفيلة بتحقيق شعار اليوم العالمي للمعلم فاذاً لابد من تفكير جمعي ومنطقي وذات بُعد استراتيجي بعيد المدي ( تفكير خارج الصندوق ) والنظر بعين ثاقبة لإصلاح أمر التعليم والمعلم معاً .
…. رسالة لمسئؤل ….
ياتي الاحتفال باليوم العالمي للمعلم هذا العام والبلاد تمُر بظروف اقتصادية قاسية والمعلم يُكابد المشاق بين العمل والمنزل ( العنصر النسائي من المعلمين ) وأداء المهنة للطلاب بمختلف مستوياتهم وهنا أعني معلمي مدارس الأشخاص ذوي الإعاقة ليت القائمين على أمر التعليم بولاية الخرطوم ووزارةالتنمية الإجتماعية بها النظر لهذه الفئة والوقوف بجانبها حتي تطلع بالدور المناط بها على أكمل وجه لماذا يتم ترديد مقولة يا حليل التعليم زمان ؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى