أخر الأخبار

صوت الحق – الصديق النعيم موسى – جدري القرود الخطر القادم بمعسكرات اللاجئين !

siddig2227@gmail.com

تناولت الصحف والمواقع الإخبارية الصادرة خبر مُحزن ومخيف ومن الضرورة التوقف عنده حيث يُمثّل تهديداً واضحاً للأمن القومي السوداني ومن قبل تحدثت عن إنتشار الأمراض المُعدية الفتاكة كأ ( الأيدز – الكبد الوبائي – السُل ) وخطورتهما على اللاجئين والمجتمعات المُستضيفة . أمس أعلنت وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية بولاية القضارف عن تسجيل 3 إصابات بمرض جدري القرود بمعسكر أم راكوبة لإسكان اللاجئين الإثيوبيين ، كما أعلنت تلقيها بلاغات ب 60 حالة إشتباه بمعسكر الطنيدبة بالإضافة إلى حالتي إشتباه بمعسكر أم راكوبة . وقال مدير إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الاوبئة بالوزارة أنور عثمان بانقا في تصريح صحفي إنه عقد إجتماعاً طارئاً مع المنظمات العاملة والجهات ذات الصلة لمناقشة الإستعدادت وخطة الإستجابة تم من خلالها التطرق لعزل وعلاج المصابين لمنع إنتشار المرض ، بجانب وضع خُطة متكاملة لتدخلات تعزيز الصحة للمساهمة في الوقاية من المرض . وأشار إلي أن المرض ينتقل عن طريق الرزاز والملامسة ، ويسبب حمي وآلام في الظهر والغدد اللمفاوية داعياً للتبليغ الفوري لأقرب مرفق صحي في حالة ظهور أعراض منعاً لانتشار المرض .
هذا الخبر له أبعاده الخطيرة على ولاية القضارف التي تستضيف أعداد كبيرة جداً من اللاجئين في معسكري أم راكوبه والطنيدبه وإنتشار الأمراض الخطيرة المُعدية ليست وليدة اللحظه ومن قبل إنتشر الكبد الوبائي والإيدز والسُل .
من غرائب الأمور في السودان أضحى مواطني الولايات المُستضيفة للاجئين بدل أن يتم دعمهم لما يقومون به من دور عظيم في إستقبال اللاجئين لكنهم أصبحوا مُهددين بالأمراض الفتّاكه سريعة الإنتشار وهذه الأمراض في زيادة مستمرة ، والسؤال المحوري ما هي الحلول الناجعة لإيقاف الأمراض الخطيره ؟ وأين دور معتمدية اللاجئين و وزارة الصحة بولاية القضارف ؟ يقيني التام كلما سمعت تكوين لجنة تحقيق تأكدت أنَّ الأمر في طريقه للنسيان وما تكونت لجنة في بلادي على جميع المستويات إلاّ وقتلت القضايا ( إلاّ ما رحم الله ) وليس ببعيد لجنة نبيل أديب ، هناك تقصير واضح جداً كوضوح الشمس في معسكرات اللاجئين وبحكم اللجوء وتنقل الإنسان من دولته وصولاً للدولة المُضيفة هناك أمراض تنتقل معهم يحتاجون للفحوصات الكاملة منذ دخولهم عبر مراكز الإستقبال حتى ترحيلهم للمعسكرات الدائمة ولكن ( مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ) لا يهمها اللاجئ ولا سلامته أو صحته بل وسلامة المجتمعات المُضيفة فعند المعابر والمراكز يجب إنشاء مراكز صحية حديثة مُهيأة بكامل المُعدات والاجهزة الطبية تحسُباً لتلك الأمراض المُعدية ولكن كل ذلك غير موجود وتدخل المنظمات الصحية بعد دخولهم كما حدث في حمداييت والمدينة ( 8 ) وهذا واجب لأهل تلك المناطق التي فتحت دارها للاجئين .
دائماً ما أسأل نفسي لماذا لم تُقدّم الخدمات الصحية المناسبة للاجئين ؟ وهل اللاجئين ذات أهمية لمفوضية الأمم المتحدة ؟ إن كان ذلك فلماذا لم تتوفر الصحة الوقائية ونستصحب معنا المثل السوداني الشهير ( الوقاية خير من العلاج ) لو كانت هناك مراكز صحية في مناطق الإستقبال لما وجدنا أمثال هذه الأمراض وهي حق كفيل لأهل تلك المناطق فلابدَّ من دعم صحي للمجتمع وعبر هذه الزاوية أتمنى من المسؤولين في الولايات الحدودية أن يعوا حديثي أعلاه ويضعوا في الإعتبار أنَّ أمثال هذه الأمراض من مهددات الأمن القومي والتي تحدثنا فيها بمقالنا الأخير وهذه المُهددات لها ما لها على صعيد المجتمعات واللاجئين وإنتشار العدوى والأوبئة يؤثّر على الأمن الصحي ونحن نُعاني من ضعف الخدمات الصحية في عاصمتنا دعك من الولايات والمناطق الحدودية ( يُعَد الأمن الصحي مصطلحًا أو إطاراً لقضايا الصحة العامة التي تتضمن حماية السُكان على الصعيد الوطني من التهديدات الصحية الخارجية كما في الجوائح . هُناك أربعة أنواع للأمن تؤخذ بعين الاعتبار في هذا السياق : الأمن البيولوجي وأمن الصحة العالمية والأمن البشري والأمن القومي . لذلك بات من الضروري إدخال الأوبئة ضمن سياسات الأمن الوطني للدول ولم يعُد مفهوم الأمن الوطني يقتصر على المسائل العسكرية فقط بل أصبح منذ نهاية الحرب الباردة مفهوم شامل متعدد الأبعاد يتضمن أبعاداً سياسية وإقتصادية وثقافية وإجتماعية وتكنولوجية وصحية. كما لم يُعد مفهوم الأمن يقتصر على الدول فقط بل بات أكثر إرتباطاً بأمن الأفراد والبشر أو ما يطلق عليه الأمن الإنساني خاصة بعد أن ظهرت تحديات جديدة تمثل تهديداً للأمن الوطني كالأمراض المتفشية والفيروسات والأوبئة العابرة للحدود ( وما يحدث في معسكرات اللاجئين مثالاً حياً ) وبات لزاماً معها أن يتم إدراجها ضمن سياسات الأمن الوطني للدول لما يترتب عليها من تداعيات إقتصادية وسياسية وإجتماعية وأمنية .
صوت أخير :
هذه الأمراض لن تكون الأخيره في ظِل التردي الواضح للخدمات الصحية بمعسكرات اللاجئين ما لم تكن هناك إجراءات عاجلة من حكومة الولاية ومكتب إسكان اللاجئين القضارف والأخير هو المسؤول مباشرةً عن ذلك التردي .
نتناول غداً بمشيئة الله حديث مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن الكارثة التي تواجه اللاجئين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى