أخر الأخبار

صوت الحق – الصديق النعيم موسى – شباب مُعتمديّةُ اللاجئين والإنسانية المتفردة !

siddig2227@gmail.com

عندما أعلن معتمد اللاجئين الراحل عبد الله سليمان الطوارئ في نوفمبر الماضي لمجابهة التدفق الجديد تحركت مجموعاتٍ مقدرةٍ من موظفي معتمدية اللاجئين في ظروف إستثنائية وأوضاع إقتصادية قاسية تشهدها البلاد فمنذ إندلاع الحرب في الجارة إثيوبيا بإقليم التيغراي تدفقت أعداد كثيرة من اللاجئين الإثيوبيين للسودان فهبّت السُلطات المحلية والمجتمع لإكرام من إستجاروا بهم فكانت معتمدية اللاجئين حاضرة برغم الإمكانيات والميزانيات الضعيفة موظفون في مقتبل عمرهم يفترشون الأرض مسجلين للاجئين وآخرين في قسم الحماية وإدارة المعسكرات ومراكز الإنتظار . أعلنت معتمدية اللاجئين الطوارئ آنذاك وتم تكوين لجان فألتحية للذين يُساهرون الليالي في الطُرقات من أجل الإنسانية وهذا نهج عمل اللجوء فألشكر لسائقي معتمدية اللاجئين ولشبابها الدؤوب فألكمال لله وحده مثّلتم وقدمتم كل ما لديكم في ظروف قاهرة فأللجوء يحتاج لأموالٍ ضخمةٍ وفي المقابل لا توجد ميزانيات كافية للاجئين الذين يُشاركون المواطنين في مأكلهم ومشربهم ودَلالة على حديثي هذا ما قاله المفوض السامي لشئون اللاجئين فيليبو غراندي : حيث أوضح بأنه ( ما حصل من تدفقات للاجئين الإثيوبيين الآن لو حصل في دوله غنيه لإنهارت تلك الدوله ) إعتراف المفوض يؤكد عِظم المهمة التي تقع على السودان فبلادنا تنهار من سنوات طويلة والمفوضية السامية تُقدم ميزانيات ضعيفة جداً فحدث التدفق الكبير فماذا قدمت الأمم المتحدة ببعثاتها المختلفة ؟ غير تخفيض الميزانيات والغذاء للنصف فما بالك بالسودان رغم إمكانياته الضعيفه والشحيحه إستطاع بمروءته أن يستقبل هؤلاء اللاجئين ويستضيفهم قبل وصول أي معينات من المجتمع أو المنظمات التطوعيه الأجنبية ) وشهدوا على ذلك الكرم الذي كان سِمة ظاهرة في الإدارة الأهلية والسلطات المحليه والمواطنون عامة في شرق السودان حيث قاموا بإطعام اللاجئين ومساعدتهم بالمياه وضروريات الحياة قبل وصول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات التطوعية الأجنبية والوطنية . فمعتمدية هي الرصيف الحكومي للمفوضية السامية لشئون ومنذ تكوينها لأكثر من خمسة عقود شهدت خلالها الفترات السابقة تدفقات اللاجئين الإرتريين والإثيوبيين سجّل الجيل الذهبي للمعتمدية بقيادة الراحل حسن محمد عثمان أمثلة ما زالت راسخة .
في فترة الطوارئ وعند دخولك لمعسكر الهشابه ( القريه 8 ) مثّل موظفي معتمدية اللاجئين برغم إنتشار الأمراض الخطيره يتوسطون اللاجئين بكل ما هو متاح بدءً بالتسجيل ثم تقديم الحماية وهذه من إختصاصات المعتمدية الجهة الحكومية التي تتحمل فوق طاقتها في ظل أوضاع بالغة التعقيد مع الشريك الأممي المفوضية السامية لشئون اللاجئين ففتحت حكومة السودان أبوابها وتم تصديق الأراضي مشكورة على ذلك فألسؤال الذي يطرح نفسه ما هو دور المفوضية السامية لشئون اللاجئين ؟ مؤتمر واشنطن يدعو لدعم الدولة المستضيفة للاجئين والتكاتف معها حيث كتب السودان تأريخ ناصع في إستضافة اللاجئين منذ العام 1965م عندما لجأ خمسة ألآف زائيري ومنذ ذلك الوقت تدعم الدولة اللجوء فتم إنشاء معتمدية اللاجئين للإهتمام بقضايا اللجوء وفتحت البلاد أراضيها لكل لاجئ وما يقدمه السودان للجوء واللاجئين بقيادة المعتمدية في مجال الحريات معدوماً في كثير من الدول . من المتعارف دولياً لابدّ أن تستفيد الدولة من اللجوء فما يُقدّم للاجئين من خدمات في المقابل يجد المجتمع المستضيف نفس الخدمات وهي أؤلويات ومُسلّمات ما بين الشركاء المعتمدية والمفوضية و دونكم ما فعلته تُركيا في قضايا اللجوء ونجحت في فرض هيبتها وتنفيذ سياساتها . وأتمنى من الدولة أن تحذوا النهج التركي فلا كلمة تعلوا فوق القانون .
صوت أخير :
شباب معتمدية اللاجئين شُعلة من النشاط والحيوية وحب الوطن والغيرة على البلاد برغم التقصير الكبير من المانحين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرغم ضعف الدولة المنهارة التي تسامحت وصمتت عن التمويل إلاّ أنهم ظلّوا في خدمة اللاجئين بلا مَنٍ أو أذى وهي رسالة إنسانية صادقة توارثوها منذ نصف قرن من الزمان .
سأتطرق بإذن الله عن المنظمات العاملة في هذا الشأن ونفتح الباب واسعاً أمام الإتفاقيات .
ختاماً : يجب إيقاف البرنامج العالمي للاجئين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى