أخر الأخبار

محمد إدريس يكتب : ثلاثة أيام في البطانة ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

ثلاثة أيام قضيناها بعيدا عن ضوضاء الخرطوم في سهول ووديان خضراء،بعيدا عن (ترهات فولكر) وخزعبلات الآليةالرباعية
،كانت تغوص بنا سيارات الدفع الرباعي التي أقلت وفدنا مابين اصقاع البطانة المترامية من الصباغ وقيلي وودبشارة،اغني مناطق البلاد في الإنتاج الزراعي والحيواني والمعادن،تغوص بنا في وحل المعاناة حيث لااسفلت ولاكهرباء ولاماء ولاحتي امصال للذين تقتلهم الثعابين والعقارب،إذ لم تكن شعارات ولافتات صندوق تنمية البطانة إلا وعدا كذوبا يدحضه الواقع الماثل،
فأين ذهبت الأموال المخصصة من رئاسة الجمهورية لتنمية البطانة لعشرات السنوات!

تتاخم البطانة اربع ولايات هي الخرطوم ونهرالنيل والجزيرة وكسلا لكنها تتبع للقضارف حيث تمتد السهول الزراعية والرعوية كالبساط الأخضر…وهو الأمر الذي مكنها من أن تحوذ إهتمام متزايد من وزير الثروة الحيوانية حافظ إبراهيم الذي يزورها للمرة الثانية خلال عام واحد،يفتتح مخيم لتطعيم القطيع وتعويض الملاك علي حادثة النفوق ،
رصد ومعالجة تجاوزات التعدين في مسارات الرعي وتطوير المحجر البيطري ووقف التعديات علي القطاع الرعوي،يترجل من سيارته ليسال عن المسارات وتوفر مياه الشرب للقطيع فهذا ليس مستغربا عن (وزير أبالي )نشأ في بيئة تربي الإبل وتعرف دقائق التفاصيل في الثروة الحيوانية.

خلال الأيام الثلاث شهدت البطانة حركة واسعة ليس فقط تجاه الإهتمام بالثروة الحيوانية فحسب ..
إنما حركت زيارة وزير الثروة الحيوانية ووالي القضارف البرك الراكدة تجاه قضايا التعليم،وبما ان التعدين والرعي هما من الأسباب الرئيسية للتسرب الدراسي،فان إنشاء المدارس كمباني لايخدم غرض إذا لم تنهض نفرة مجتمعية للتعليم،وخطة حكومية للحد من الفقر بحيث تصبح الأسرة غير محتاجة الي إرسال أبناءها الي طواحين الدهب أو خلف القطيع فترسلهم فقط الي المدرسة وبناء المستقبل!

برفقة وزير الثروة الحيوانية ووالي القضارف ينتابك شعور عميق بأن البلاد ماتزال بخير وان هناك اناس يعملون ولايركنون إلي الإحباط العام ،وان الحكومة ليست مجرد موظفين ينتظرون التقارير المكتبية والعمل الروتيني، وأن الإصلاح ليس في مجرد صياغة إعلان دستوري اوقامة ندوات سياسية حاشدة لطق الحنك ..!

أهم الانطباعات التي خرجت بها من هذه الزيارة،أن ازمتنا الوطنية الكبري تتجسد في البطانة الغنية الفقيرة.. حال البطانة من حال الوطن ..موارد زراعية وحيوانية ومعدنية ترقد في محلية طرفية ويفتقد انسانها الي اي شيء بداية من مياه الشرب وطريق الأسفلت والفصل الدراسي،قامت الصناديق والمخيمات طوال السنوات الماضية لكنها لم تقدم تنمية ملموسة،أما التعدين الذي كان يفترض أن يكون نعمة صار نغمة بسبب غياب الدور الملموس للمسؤولية الاجتماعية في تحقيق التنمية الحقيقية،فضلا عن التأثير السلبي في البيئة ومايترتب علي ذلك في الصحة المواطن ..وما العمل
تحديد خارطة لتوظيف موارد الثروة الحيوانية واحداث التنمية الحقيقة واعداد الدراسات العلمية حول آثار التعدين وقياس مدي تحقيق هذا المورد لإضافة علي المجتمع،وقبل كل ذلك توفير مياه الشرب ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى