ابراهيم عربي يكتب : (الهلال الأحمر) … الظلم ظلمات ..!

من الواضح أن ثقة المجتمع قد إهتزت كثيرا في جمعية الهلال الأحمر السوداني ، تماما كما إهتزت ثقة المتطوعين أنفسهم في الجمعية التي تراجع أداؤها إلي الوراء ، فما عادت جمعية الهلال الأحمر السوداني ذاتها ذائعة الصيت والتي تشهد لها ولايات البلاد المختلفة بالنشاط والأداء والحيوية والفاعلية وفقا لحسن الإدارة وكفاءة العاملين وروح الولاء والتنافس بين المتطوعين والتي أصبحت ظاهرة للمتابع من خلال المسيرة الطويلة للهلال الأحمر منذ مولد الجمعية قبل الإستقلال كفرع تابع لجمعية الصليب الأحمر البريطاني قبل أن تصبح جمعية وطنية مستقلة ومعترف بها رسميا عقب الإستقلال ومن ثم عضوا بالحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.

مع الأسف الشديد فقد إنكمش أداء وخدمات الجمعية لأدني مستوياتها في الفترة الأخيرة بعد أن كانت جميعة يشار إليها بالبنان نصيرا للمحتاجين أينما كانوا وكيفما وجدوا بسبب الحروب أو غيرها من الكوارث الطبيعية من أمطار وسيول وفيضانات وقد إكتسبت الجمعية ثقة المانحين والتي ساعدتها عليها قرارات الدولة كآلية وطنية لها مكانتها في قيادة العمل الطوعي ..!.
وما يؤسف له حقا أن جمعية الهلال الأحمر السوداني حادت عن الطريق أصبحت توجهاتها سياسية لم تسلم من خطل لجنة التمكين (المسيسة) والتي جعلتها مخلبا لقوي الحرية والتغيير (قحت) لتصفية حساباتها ضد من تتوهم أنهم من خصومها السياسيين ، وبالتالي أسقطت بذلك مجموعة القيم والمبادئ الأساسية السبعة (الإنسانية ، وعدم التحيز ، والإستقلال ، والحياد ، والخدمة التطوعية ، والوحدة ، والعالمية) ، والتي تعتبر أساس المنهج الذي يجب أن تتبعه الجمعية ..!.
وبالتالي أصبحت جمعية الهلال الأحمر السوداني مرتعا سياسيا للمهووسين ومغنما لنفر من قياداتها يتمتعون بمرتبات دولارية وحوافز يسيل لها اللعاب وإمتيازات بلا رقيب وبلا حسيب أفقدت الجمعية طابعها الطوعي والتي يعمل عليها (نصف مليون) متطوع تقريبا بالمركز والولايات والتي هي أكثر حاجة لخدمات الجمعية في ظل التقلبات المناخية من كوارث طبيعية وحروب مكتسبة وغيرها من آثار طبيعية وغير طبيعية .
وليس ذلك فحسب بل عملت إدارة عفاف علي تجفيف المشروعات بالولايات بصورة إنتقائية وبل لجأت لإعمال الفصل التعسفي وسط المتطوعين (خيار وفقوس) وهم ثروة قومية للجمعية حيث دربتهم تدريبا معتبرا وبعضهم تدريبا متقدما إقليميا ودوليا ، وبل إنتهجت هذه الإدارة (سياسة فرق تسد) لتصفية من يخالفونها الرأي تحت ذرائع (الكوزنة) ، وأعتقد هذه فرية كذوبة أرادوها لشيئ في نفس يعقوب ..! ، فلو كانوا كذلك ..!، إذا من أين جاءت عفاف يحيي نفسها ورفاقها قيادات بسلك الدولة الوظيفي طوال عهد حكومة الكيزان ..؟!، مع الأسف إنتهجت الأمين العام سياسة خرقاء فتحت بموجبها بلاغات في مواجهة متطوعين وبل تم تشريدهم من العمل (فالظلم ظلمات) ..!
علي كل لا أدري من أين إستمدت اللجنة التسيرية شرعيتها عقب قرارات 25 إكتوبر وقد تكونت بقرار من رئيس مجلس الوزراء المستقيل الدكتور عبدالله حمدوك لمدة عام ، فامتدت إلى ثلاثة أعوام (سمبلة) ، لتتسلط علي المتطوعين الذين ظلوا يبذلون الغالي والنفيس من أجل خدمة أهاليهم ، وقد شهدت هذه الفترة التسيرية أسوأ عمليات تصفيات سياسية في تاريخ الجمعية ولازالت بعضها تراوح مكانها بقاعات المحاكم .
بلاشك البقاء للأصلح والأكفأ وليست للمجاملات والمحسوبية والكنكشة ، وبالطبع ليس هنالك كبير علي القانون فكل شيئ يجب أن يتم وفق القانون ، وبالتالي لا أري هناك غضاضة أن يتم حل اللجنة التسيرية (المسيسة) مادام إنها غير مؤهلة لقيادة العمل الطوعي وتكوين لجنة تسييرية بدلا عنها تتسم بالحيادية والشفافية حسب مطالب المعتصمين الذين يتخذون من مقر الجمعية بتقاطع شارع المك نمر مع شارع الجمهورية مكانا لوقفتهم الإحتجاجية والتي ليست بخافية عن الأنظار وبل يشاهدهم القاصي والداني مميزين بزي الهلال الأحمر السوداني المعروف الذي أحبوه وألفوه سنين عددا ..!.
وبالطبع ليست الأمين العام ذات نفسها كبيرة علي القانون أو المحاسبة وليس من حقها إستفزاز أو إستحقار المتطوعين الذين عملوا ويعملون علي نجاحها ولولاهم لما وجدت جسما متماسكا له أصول منقولة ومتحركة وله إنجازات ظلت تلوكها ألسن المجتمع في حلهم وترحالهم بالمركز والولايات ، ولذلك من حق هؤلاء أن يطالبوا برحيل الأمين العام وبالطبع لو دام المقعد لغيرها لما كان وصل إليها فالفاشلون يذهبون ويظل البقاء للأصلح ..!.
وبالتالي يحق للمعتصمين أن يطالبوا من خلال وقفتهم الإحتجاجية بحل اللجنة التسييرية برئاسة الفاضل عامر الذي تمسك بمنصبه رافضا مطالب المتطوعين برحيله رافضا كذلك حل اللجنة التسييرية والتي سقطت بقرارات 25 إكتوبر في تحدٍ واضح لرغبة المتطوعين ..!.
وبلا شك يعتبر تحويل ملف تبعية جمعية الهلال الأحمر السوداني من مجلس الوزراء إلى وزارة الخارجية إنصياعا لرغبة الأمين العام بهدف تحقيق أغراض سياسية من أكبر الأخطاء ، وبل أكدت اللجنة المنظمة للإعتصام إستمرار إعتصامهم المستمر منذ إسبوع إلى أن تتحق مطالبهم بإقالة اللجنة التسيرية والأمين العام للهلال الأحمر ..!، مطالبين الجهات الرسمية وقيادات الدولة لا سيما مجلس السيادة بذلك ، ومناشدين الجميع بالوقوف معهم لأجل قضيتهم العادلة ، وقالوا أن جهودهم ستتتواصل مع مكونات الحركة الدولية علي المستوي الإقليمي ..!.
الرادار .. الإثنين 19 سبتمبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى