المخابرات العمود الفقري للدولة.. اذا اهتزت انهارت الدولة

تقرير : الحاكم نيوز

يعتبر الأمن القومي شرطًا للحفاظ على بقاء الدولة وذلك من خلال استخدام عناصر قوة الدولة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية. لكن التركيز على القوة العسكرية والأمنية يبقى الوسيلة الأفضل للحفاظ على أمن الدولة القومي، وإذا كان استخدام الدبلوماسية لحشد الحلفاء، وتخفيف التهديدات، وتفعيل القوة الاقتصادية، والحفاظ على قوات مسلحة مناسبة وفعالة، من ضرورات الأمن الوطني، فإنّ استخدام اجهزة الاستخبارات للاستقصاء وجمع المعلومات السرية ومكافحة التجسس وشبكات الإرهاب، والتصدي للأعمال المخلّة بالأمن الوطني واستباقها، بات يعتبر اليوم من أهم دعائم الأمن القومي لحماية المجتمع والدولة.

ويقول العميد متقاعد دكتور احمد علو في معنى الاستخبارات ان
علم الاستخبارات هو البحث عن الشيء الغامض لمعرفته، وسبل المعرفة هذه يجب أن تبنى على أسس سليمة ومتينة، من بينها التنسيق بين الأجهزة بشكل لا يؤدي إلى تضارب مصالح أو صلاحيات بينها، وبالتالي الى فقدان الهدف من وجودها والتأثير سلبًا على أمن المجتمع.

فأجهزة المخابرات هي العمود الفقري للدولة، إذا اهتزّ انهارت الدولة. إنّ تعدد أجهزة المخابرات وتشعّبها في الدولة الواحدة، وبغياب رؤية استراتيجية موحدة لأهدافها، وآلية تنسيقية في عملها، وارتباط بعضها بتوجّهات سياسية خاصة، سيؤدي الى تشابك استخباري وسياسي ما، قد يخلق دولًا متعددة داخل الدولة الواحدة.

هذه المقدمة قصدت بها ان الأمن يعتبر الركيزة الأساسية في بناء ونهضة الدولة وان أي محاولة لاضعاف جهاز المخابرات هو أضعاف للدولة وبالتالي انهيارها لتكون مسرحا للجريمة المنظمة وغير المنظمة وساحة لنمو الخلايا الارهابية التي ستعمل على زرع الخوف وتمزيق البلاد

ومعلوم ان جهاز المخابرات العامة في السودان يعتبر من اقوي الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة الأمر الذي جعله مستهدف من مخابرات دول أخري لاضعاف هذا الدور وتلك القوة التي تميز بها عبر تاريخه الطويل الممتد. وقد استخدمت تلك الأجهزة عدة وسائل وسلكت العديد من الطرق التي اعتقدت انها الوسيلة لاضعاف جهاز المخابرات السودانية وعندما فشلت تلك المحاولات رمت بموضوع هيكلة جهاز المخابرات العامة مستخدمة في ذلك بعض الشخصيات التي اعتقدت ان ثورة ديسمبر هي الفرصة التي يمكن من خلالها أضعاف هذا المارد الذي سيظل قويا مهما تكالبت عليه المؤامرات ومهما تراصت حوله الصفوف والحملات لاضعافه لكن ظل لا تهزه تلك المحاولات لانه أدرك حجم التآمر الدولي عليه فافشل هذه المحاولات خاصة وأنه يمتلك قيادات خبرت حجم التآمر منذ أن فتحت جبهات الاقتتال في كل الجبهات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا لكنه بما يملكله من خبرات ومهارات ظل صامدا قويا يؤدي دوره الوطني في حماية الأمن القومي والحفاظ على الإقتصاد الوطني ودوره الإقليمي في التصدي للجريمة العابرة ومكافحة الإرهاب والتجسس المخابراتي الذي تمارسه بعض الجهات.
FB IMG 1597692825506
وقد لعبت المخابرات العامة في السودان دورا مهما في الحفاظ على الثورة حيث افشلت العديد من محاولات الانقضاض عليها بطريقة احترافية ومهنية عالية فعادت اليه قوته وجعلته رائدا لا يخون شعبه ولن يخون وطنه ولن يفرط في حدوده ولن يسمح بأن تستباح أرضه.

والمخابرات في السودان مثلت السودان المصغر لانه يضم كل مناطق السودان بعيدا عن الجهوية والقبلية بل انه ظل يتصدي لمحاولات الفتنة القبلية والتصدي بقوة لخطاب الكراهية فهو من رحم هذه الأمة لا يعمل لصالح تنظيم سياسي او جهوي او اثني بل يقدم كل ذلك من أجل الوطن ومصالحه العليا مستصحبا ذلك دوره الاجتماعي والمجتمعي يتأثر بما يحدث للمجتمع السوداني وللأسر يقدم لها يد العون ومساعدة المتاثرين بالكوارث الطبيعية.

ان مساندة هذا الجهاز معنويا يشكل قوة اضافية له في حماية الأمن الوطني لتحقيق مصالح البلاد ويبعد عنها شبح الانزلاق في أتون الفوضي وتدمير مقدرات البلاد الاقتصادية التي تترصدها مخابرات دول أخري لتحويلها لبلدانها لتشكيل قوة اقتصادية تستطيع من خلالها الاستيلاء على الدول الاخري بطريقة ذكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى