متابعات : الحاكم نيوز
قال البروفيسور صلاح محمد إبراهيم عميد كلية الاعلام بجامعة العلوم الطبية ان الانقسامات والانشقاقات في الأحزاب السودانية لن تنتهي والتاريخ السياسي السوداني ملئ بالانقسام والانشقاق منذ اول حكومة بعد الاستقلال والسبب في ذلك مدى قناعة هذه الاحزاب بالديموقراطية واحترام الرأي الأخر داخل الحزب نفسه واصفا الممارسة الديموقراطية في السودان بالهشة وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان هذه الحالة معقدة وكل التحالفات الموجودة الحالية هي جهات تختلف في رؤاها وبرامجها ومن الصعب ان تجد اتفاق بينهم وقال ان التركيز لايتم على جوهر المبادرات التي تمت لكن دائما ماينصرف الناس لمن قدم المبادرة ومن اتى بها والصراع حول قضايا هامشية لاتفضي لنتائج في مصلحة البلد موضحا ان الفترة الانتقالية لاتعالج الثوابت ولا التفاصيل وانما مرحلة لانجاز مهام محدودة وقال ان كل هذه المبادرات مضيعة للوقت وللاستهلاك السياسي ولن تفضي لنتائج ايجابية مؤكدا ان وجود المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الضعيفة والهشة التي تمر بها البلاد هو الضامن لبقاء السودان والمجتمع الدولي يريد بقاء العسكر في المشهد بسبب المهددات الاقليمية الكبيرة التي يخاف منها مطالبا القوى المدنية ان تسارع لنقطة التقاء قبل ان يفرض عليها وضع قد لاتقبله وربما يصبح امر واقع وشبه هذه المبادرات بالاوكازيون الذي لاينتهي مبينا ان 25 اكتوبر هو نتيجة لفشل حكومة حمدوك الأولى التي وصفها بـ “الهشة” ولم تركز في تهيئة المناخ للانتخابات وادخلت نفسها في ملفات معقدة وليست من مهامها اصلا ومن الصعب معالجتها في فترة إنتقالية مبينا ان هنالك قوى دولية لن تنتظر ان يستمر هذا المشهد وستعمل على حل وقال ان الاحزاب السياسية الموجودة حاليا ليست مؤهلة لإدارة الدولة السودانية ومن الصعب حاليا إكال كل امر الدولة للمدنيين فقط في هذه المرحلة موضحا ان المؤسسة العسكرية ليست لديها ثقة في المدنيين خصوصا في ظل كل هذه التحديات التي تواجه السودان مؤكدا ان التفويض الرسمي لأي مكون سياسي هو عبر الانتخابات فقط وتوقع البروف صلاح محمد ابراهيم تراجع حظوظ حزب الأمة في الانتخابات اذا حدثت .
واوضح الصحفي والمحلل السياسي الاستاذ عمار عوض أن هنالك تشظي وسيولة سياسية كبيرة تمر بالسودان حاليا وكل تحالف بما لديهم فرحون وكل منهم يعتقد انه يمتلك الحقيقة والحل ، واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان كل المبادرات المطروحة الان متفقة في كل النقاط الجوهرية لكن الاختلاف في ان كل جهة تطمع بان يكون لها الدور الاكبر في ادارة الفترة الإنتقالية مبينا ان هنالك غبن سياسي واشكاليات عميقة بين كل القوى السياسية السودانية واضاف ان كثرة المبادرات بسبب عدم وجود ثقافة العمل الجماعي لدى السودانيين وطبيعة الشخصية السودنية غالبية نشاطها النشاط الرعوي الذي يعتمد على الفرد والسودانين لايستطيعون العمل كـ “تيم ويرك” وتنظيم المجتمع الذي تم قامت بهم الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ويعتمد على ضرورة وجود زعيم او شيخ او شخص واحد يقود البقية ، مؤكدا ان سبب هذه الانقسامات هو عمل القوى السياسية ومحاربة بعضها البعض ، مشيرا ان العسكرين لديهم مشاكل الاعتداد بالرأي وعدم قبول الهزيمة التي تعني الموت للعسكري ، ولديهم احساس انهم اوصياء على العملية السياسية وتوقع عمار عوض ان الوضع في السودان لن يكون في وضعه الحالي وسيكون هنالك حل قبل 25 اكتوبر المقبل ، مبينا ان المجمتع الدولي سيمل من استمرار هذا الوضع ، كاشفا عن منصة وطنية سودانية جديدة هو جزء منها تأخذ من كل بستان زهرة وهدفها التأسيس للدولة السودانية واعتبار ان مامضى هو الفترة الإنتقالية والقادم هو فترة تأسيسة للدولة السودانية وعمل ثوابت دستورية تحكم لفترة محدودة مدتها عام ونص لأنشاء مفوضيات فقط وتشكيل حكومة تكنوقراط وفصل تام بين البنزين والنار “المدنيين والعسكريين” وعمل مجلس وطني تأسيسي يضم كل القوى السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني والعمل على مسودة لدستور والتجهيز لانتخابات يكون فيها السودان دائرة واحدة وقال عمار الاحزاب ليست شر والعملية السياسية لاتدار الا بالاحزاب والأمن لايحفظ الا بالعسكر ، وتوقع عمار عوض اصتطفاف القوى السياسية تحت مظلتين في ماتبقى من الفترة الإنتقالية والانتخابات القادمة ودمج كل الجيوش في جيش وطني موحد متوقعا ان الحزب الإتحادي الاصل بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني سيكون الحصان الاسود في الانتخابات القادمة .
وقال د.عبدالرحمن أبوخريس استاذ السياسات الخارجية بالمركز الدبلوماسي بوزارة الخارجية ان الوثيقة الدستورية السابقة لم يكن بها إجماع حتى من الموقعين عليها وتم فيها تعديلات كثيرة ولم تنفذ بالطريقة التي كتبت بها واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان إنسحاب المؤسسة العسكرية من العمل السياسي محمدة وفرصة للجميع من اجل الجلوس والعمل سويا لتشكيل ميثاق جديد باجماع عريض لادارة ماتبقى من الفترة الإنتقالية واكد ان القوى السياسية تتوحد فقط مواجهة الأنظمة الديكتاتورية ولايوجد تصورات جمعية ولا برامج لادارة مابعد سقوط تلك الأنظمة مبينا ان كثرة المبادرات دليل مرض وليس دليل عافية ويجب ان تدمج كل هذه المبادرات في مبادرة واحدة دون النظر للتفاصيل التي يكمن فيها الشيطان ، واوضح ابوخريس ان اغلب التحالفات الموجودة حاليا متناقضة ولايوجد عقل جمعي لاحداث فعل تأسيسي للتحول الديموقراطي ولايوجد تأهيل كافي لدى الاحزاب السودانية لإدارة الفترة الإنتقالية وتختفي هذه الأحزاب خلف واجهات لتغيير الانظمة مثل ماحدث في تقديم تجمع المهنيين لقيادة ثورة ديسمبر والثورات السابقة مطالبا بترك الفترة الإنتقالية للنقابات الغير مسيسة .
واشار الأستاذ بجامعة الخرطوم ممدوح محمد الحسن الى أن انقسام وتشظي الاحزاب السياسية ليست مسألة خاصة بالسودان وكثير من الدول تعاني من ذلك الإشكال وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق ان المكون العسكري يعمل على الدوام لتقسيم وشق القوى السياسية في السودان ولم يعطي فرصة للاحزاب لمعالجة عيوبها للانطلاق وحتى لو توفرت احزاب سياسية راشدة تمارس الديموقراطية في داخلها لن تنجح طالما ان هنالك من يتربص بها مقرا بوجود علل ومشاكل داخل الاحزاب وذاتية القرار وعدم انضباط تنظيمي داخل الحزب الواحد ، مطالبا المؤسسة العسكرية بفرض رؤية الشارع الواضحة (العسكر للثكنات ، الاحزاب للانتخابات ، الحكومة للكفاءات) وتشكيل حكومة كفاءات وفرضها على الجميع ، مشيرا الى مبادرة جامعة الخرطوم وقال أنها جمعت كل تلك المبادرات ووضعت معايير للكفاءة وقدمت كفاءات وتوقع ممدوح الرجوع الى ماقبل 89 وحدوث إئتلاف سياسي عريض .