أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (الجبهة الثورية) … إنتخابات بس ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
لم أجد لها وصفا مخففا يشفع لها غير إنها إنتهازية سياسية ..!، دكت الجبهة الثورية الورق وتريدها (39) شهرا جديدا تبدأ من بداية تكوين الحكومة الإنتقالية تتمرغ خلالها في ميري السلطة (كيري) بدون شرعية إنتخابية ولذلك جاءت رؤيتها لتمكين نفسها بالعودة للوثيقة الدستورية المجمدة لتعزز بها المزيد من سيطرتها وكمان عودة حليفتها الحرية والتغير (قحت) المركزي (الموءودة) بأفعالها والتي لا زالت مهددة بمزيد من التشظي والإنشقاقات .
ماذا كانت تعمل هذه الجبهة الثورية خلال عامين (سمبلة) غير خلافاتها وصراعاتها علي كرسي السلطة والمغانم وتركت النازحين واللاجئين يعانون الأمرين قتال عبثي والموت مجانا ربما تجاوز مرحلة ما قبل إتفاق السلام ، مع الأسف الشديد تريدها الجبهة الثورية مرحلة إنتقالية (مطاطية ..!) ربما تمتد لعشرة سنوات أو يزيد تحت مزاعم مطلوبات السلام مع عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو،وتلفون كوكو والدكتور الريح وآخرين كثر إنسلخوا عنها بسبب المكاسب وليس شقها الآخر (الوفاق الوطني) بأفضل منها ..!.
الطمع والإنتهازية السياسية جعلت الجبهة الثورية تنشق عن نفسها قبل أن يجف مداد إتفاقية جوبا للسلام إلي جناحي (مناوي ، الهادي إدريس) عقب خروج الريح محمود جمعة مغاضبا خيارا كاد أن يعصف بالإتفاق نهائيا ، فتم لم الحكاية التي وصفت بعملية (بلع الأمواس) لإرضاء (ديك العدة ..!) ولكنها لم تصمد طويلا فتبعتها عدة خلافات وإنسلاخات وسط كافة مكوناتها بلا إستثناء ولازالت مهددة بالمزيد .. !.
إلا أن التسونامي الكبير قد ضرب الحركة الشعبية – شمال (عقار) في مقتل إفترق بناء عليه (عرمان وعقار) بإحسان لأجل الحفاظ علي مصالحهما وأسرار كثيرة ما بين البلابل (عقار ، الحلو ، عرمان) ، التحية لبنات طلسم والتحية لأهلنا في حلفا الجديدة ..!، علي كل تحالف (الثلاثي) هذا راح ضحيته أهلنا النوبة في جنوب كردفان ، أسألوا الفريق دانيال كودي وأردول والفريق تلفون كوكو ما خلي حاجة ..! إلا أن جلاب نفسه كان أول الخاسرين ..! ، واعتقد طرده بهذه الكيفية يعني تماما أن (مسار المنطقتين) مجرد إستغفال وإنتهازية سياسية ، ويعتبر المسار خطلا كما قلناه باكرا ومثله مسارات (الشرق والوسط والشمال) ، ولكن الراجح عندي جميعهم إنتهازيون إلا من رحم ربي ..! .
الإنهازية تجدونها في تصريحات مناوي وفي تحالفي التوافق الوطني (قحت ب) وتحالف الجبهة الثورية التي قالت إنها عدلت مقترحات الدمازين بناء علي إعلان الجيش الأخير ولكنها لازالت علي خلاف مع شقها الثاني الذي أصبح عدوا لها ، وبل قالت أن رؤيتهم هذه جاءت تتسق مع رفاقهم في الحرية والتغيير (قحت أ) المركزي .
وتتضح الإنتهازية الكبرى جلية في مطالبة الجبهة الثورية بتسليم المطلوبين لمحكمة العدل الدولية ، ولكنها تحايلت ولم تقل كل المطلوبين والتي ربما تشمل قواتها وقياداتها وتشمل آخرين من الجيش والقوات النظامية الأخري وأصحابها وآخرين بإعتبارهم جميعا أطراف في الصراع في دارفور وبالطبع كانوا يتبادلون الزخيرة الحية وليست مناديل ورق ..!، وربما ذلك نفسه ليس بعيدا عن التسريبات التي نشرها جاريد كوشنر في كتابه (تكسير التاريخ ..!) .
بل الإنتهازية جعلت أسامة سعيد يشدد علي أهمية تنفيذ (مسار الشرق) دون المساس باتفاقية جوبا والتي بالطبع ليست دستورا منزلا ..!، فإن أهل الشرق أحق بذلك وهم يعرفون (البير وغطاها ..!) ، وبل يعرفون من باع ومن إشتري ومن السمسار ..!، وبل تتضح المصالح وعمليات التكويش من خلال مطالبة الثورية بثلث أعضاء السيادي المكون من (9) مدنيين يمثلون الأقاليم ومجلس وزراء مفصل علي مقاسها (26) وزير وعدد من وزراء الدولة علي أن يكون نصيبها ربع العدد مع الإحتفاظ بنصيب المرأة 40% وما هي إلا خدعة للكنداكات لم يجدنها حتي في عهد حكومة الثورة وفي ظل ولاية نصير المرأة ..! ، ورئيس وزراء مفصل علي مقاس الدكتور عبد الله حمدوك ..!، بينما هيأت مريم المنصورة نفسها وتريدها تسليم مفتاح (سلم تسلم ..!) .
مع الأسف الشديد أصبحت البلاد مسرحا لمخابرات الدول الإقليمية والدولية في ظل وضع إستثنائي يسعي من خلاله الجميع لمصالحه الذاتية ، بينما تمضي التسويات هنا وهناك وكثيرها تحت الطاولة ليست بعيدة عن تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة (حميدتي) وحديث حاكم دارفور مناوي للإنتباهة ، فالكل يبحث عن مصالحه حتي ولو أدي لإحتراق البلاد بكاملها وليست تلك بعيدة عن صراع الأجندات وتقاطعات المصالح ..!.
كفاية إنتهازية سياسية ، فالمواطن يعيش القتل سمبلة والفقر والجوع والمثغبة في ظل ضائقة إقتصادية وتفلتات والبلاد علي شفير جرف هار ، أتركوا التشاكس واقبلوا علي تجميع المبادرات وبمزيد من التنازلات والتنازلات لأجل الوطن بلا مزايدات فالشرعية إنتخابات بس ..!
الرادار .. الثلاثاء 30 أغسطس 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى