
siddig2227@gmail.com
كل ما يهم وزير المالية توسعة المظلة الضريبية والجُمركية فقط ! حيث بنى عليهما ميزانيته التي أهلكت المواطن ونسفت أحلامه في الحصول على حياة كريمة ، هذا الوزير لا يملك من الخبرة لإدارة هذا الملف إلاّ أنه جاء بقوة السلاح فقط وبإتفاقية سيئة فلا نستغرب من تصريحاته التي تؤكّد عدم قدرته لإدارة العمود الفقري للدولة إسمها وزارة المالية والتخطيط الإستراتيجي فلتخبرنا يا جبريل ومن معك من الوكلاء والمستشارين ماذا قدمتم للبلاد غير الضغط ( والإنتقام ) فهلاّ عرفتمونا بمعنى التخطيط الإستراتيجي ؟ بنيت ميزانية الدولة من جيب المواطن فهل هذا هو الفهم الإداري ؟ ومن قال لك بأننا لا نملك الموارد حتى تتجه لجيب المواطن ؟ ألم تشاهد الأراضي الزراعية من أقصى الغرب لأقصى الشرق والشمال والوسط والجنوب ؟ مشكلتنا تكمن في المورد البشري الذي يتربع على قيادة الحكومة وأنت يا جبريل أحد الذين يعرقلون مسيرة التنمية بالبلاد ، يعرقلونها بعدم الفهم السليم لهذا الملف فلا يُعقل دولة مثل السودان تُبنى ميزانيتها من الضرائب والجمارك أين الأفكار والخُطط السليمة ؟ يجب أن تخجل من نفسك يا سعادة الوزير وأنت تُكرر وتعيد بأنَّ الميزانية من الموارد الذاتية .
الذي حدث يؤكّد للجميع أنك لا تستحق هذا المنصب ولكن ( حدث ما حدث ) فألوزراء الأكفاء يطوّرون الميزانيات عبر دراسات إستراتيجية حيث يتم إستغلال كل موارد البلاد لدعم عجلة الإقتصاد والشاهد في الأمر ترك دكتور جبريل كل ذلك وإتجه مباشرةً لجيب المواطن و كشف وزير المالية عن خطة لتوسعة المظلة الضريبية لدعم الخزينة العامة بالبلاد ( بكل بساطة لا يريد وزير المالية أن يفكّر ويدرس ويخطط للإستفادة من خيرات البلاد بل يصِرُّ على المتاح آنياً وهو جيب المواطن )
كما ذكرنا من قبل الإنقلاب كان سبب في معاناة السودانيين فتذوّقوا مرارات الظروف الإقتصادية الضاغطة بعد قطع قادة الإنقلاب الطريق أمام إصلاحات إقتصادية كبيرة إبتدرتها الحكومة الانتقالية المعزولة . وبرغم حديثه عن الضرائب والجمارك أقر بضعف الرواتب واصفاً مرتب الوزير بأنه مضحك مضيفاً بأن مرتب المواطن يكفيه لثلاثة أيام . الجميع يعلم بضعف المرتبات للوزراء أم الموظفين ولكنك يا سعادة الوزير لم تتحدث عن المخصصات التي قد تفوق المرتبات بالنسبة للوزراء ، وفي المقابل موظفو البلاد لا يجدون سوى الجوع ما تعطونه لهم يكفيهم لثلاثة أيام كما ذكرت فأين الحلول الناجعة لتوفير الحياة الكريمة لمعشر الموظفين ؟ ذكر الوزير : نجتهد لجعل المرتبات تكفي 12 يوماً خلال المرحلة الحالية .
يجب أن تخجلوا في وزارة المالية فقضية المرتبات بها ظلم كبير فطبيعة العمل تختلف هناك وزارات تصل طبيعة عملها لخمسون في المائه وتوجد أكبر من ذلك وتوجد عشرة في المائه وأكبر بقليل فألعدالة غير موجودة فما ذنب الموظفين أن يعملوا في وزارات غير إرادية فهل هذه مشكلتهم ؟ عندما أضرب أساتذة الجامعات تعنتت وزارة المالية وإمتنعت ورفضت عن تنفيذ الهيكل الراتبي للأساتذة وإستمر الإضراب فترة طويلة ثم وافقت المالية مُكرهة ، كذلك الأمر إنطبق لموظفي الجامعات طالبوا بتعديل مرتباتهم فرفضت المالية وتوحدوا وأعلنوا الإضراب وأيضاً وافقت المالية على مضض .
صوت أخير :
إصلاح الخدمة المدنية يجب أن يكون بتحسين الأجور للعمال والموظفين فحديث جبريل بأنَّ المرتبات لا تكفي لثلاثة أيام يعيد فتح الباب واسعاً للتساؤلات المشروعة : كيف يعيش الموظف بهذا المبلغ ( التافه ) . مشكلتنا الرئيسة تكمن في المورد البشري الذي فشل في إستخراج خيراتنا وفشل في الإستفادة من الذهب ( الذي يُهرّب بالمطار ) .
بلادنا لا تحتاج إلى إعانات ولا منحٍ أو هِبات يمكن أن يساوي الجنيه الدولار واليورو ليس مستحيلاً أن يتقاضى الموظف السوداني أعلى المرتبات في العالم وليس مستحيلاً أن نُصنّع ونُصدّر فقط نحتاج للإرادة والصِدق نحتاج للإستقرار السياسي وأن يقوم كل مكونٍ بعمله ، وأمامنا أمثلة كثيرة لنهضة دول لا تحمل في باطنها خيراتٍ مثلنا ولكنهم يتوشحون بالعزيمة والإصرار وحب الأوطان .
على وزارة المالية التخطيط أن تكُف عن ضغط المواطن ولو مرة واحدة إتجهوا لدعم الزراعة والمزارعين فهم أساس لنهضة ورفعة البلا. .