تبقت ايام أو قل سويعات لانتهاء الاغلاق تمهيدا لبدء التأهيل الكامل لعودة حياة جديدة، وأقول التأهيل لأننا فقدنا قدرا كبيرا من لياقتنا في ممارسة الحياة.
دون شك كان للفترة الماضية تأثير كبير علي حالتنا النفسية مع منع التجوال والعزلة وافتقاد التواصل الانساني الطبيعي مع بعضنا البعض وابتعادنا عن اعمالنا ونشاطاتنا وهواياتنا.
واقول ايضا انها حياة جديدة لأن هذا هو الواقع، فنحن ندشن مرحلة مشوبة بالحذر والتحفظ والاحترازات لا نعلم متي تنتهي، وعلينا التكيف معها بكل ما نستطيعه من الانتباه، فهذا قدر البشرية كلها، وعليها الموازنة بين الرغبة الفطرية لممارسة كل ما تريده والالتزام بموجبات درء مخاطر الوباء الذي ما زال يجثم علي كل سكان كوكب الارض المبتلى بشرور كثيرة.
بعد انتهاء الاغلاق وبدء عودة عجلة الحياة الى طبيعتها لابد ان يتحمل الجميع مسئوليتهم بحسب ما تم اقراره من تعليمات تصدرها مختلف اجهزة الدولة والبروتوكولات الصحية كل في اختصاصه.
خلال الاشهر الماضية كانت المسئولية كاملة علي الدولة، وحين تم التخفيف في منع التجوال وبعض الانشطة الحياتية اصبح المواطن شريكا في مكافحة الجائحة.
اما الان فالمواطن هو الشريك الرئيس، بل هو خط الدفاع الاول، فالحكومة يهمها الالتزام بالتعليمات والموجهات وبكن لابد من التعامل بجدية مع المستهترين والمتهاونين الذين يضرون انفسهم وغيرهم، وما عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم المخالطة في مليونيات 30 يونيو المنصرم الا دليلا دامغا بأننا غير ملتزمين بأية ضوابط او بروتوكولات صحية، لذلك تجدي اضع يدي علي قلبي أو قل اضع قلبي في يدي تخوفا لما قد يحدث في مقبل الايام خصوصا بعد الاعلان عن انهاء او تخقيف الاغلاق.
كل ما نتمناه الا نكرر الاخطاء السابقة عندما اعيد لنا جزء من حريتنا في الحركة فقد شهدنا ارتفاع حالات الاصابة لأننا تساهلنا فكان لابد ان ندفع الثمن وهو زيادة حالات الاصابة.
يبقي الرهان على وعي المواطن بصفته الشخصية للحفاظ على صحته وصحة الاخرين في مجتمعه الصغير ومجتمعه الكبير وذلك باتباع الاجراءات الاحترازية للتقليل من انتشار الجائحة, ونأمل ان نلتزم جميعا حتي لا تضطر الحكومة لاعادة النظر في قراراتها واعادتنا الى مربع الاغلاق بعد أن بدأنا نتنفس الصعداء انتظارا لقرار انهاء الحظر.
معوض مصطفى راشد يكتب: كيف سنتعامل مع حربة العودة ؟
