
الخرطوم الحاكم نيوز
تابعت التدهور الكبير الذي حدث لقطاع انتاج السكر في السودان والمشاكل والصعوبات التي تعاني منها شركة انتاج السكر السودانية والتي كادت في يوم من الأيام ان تفي بحاجة السودان وجيرانه من سلعة السكر ، خاصة لما تملكه من مصانع كبيرة وكثيرة ، ظلت هذه الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية من ابسط مقومات الحياة فيها ، واصبح الموظفين بها يعانون من الحصول على رواتبهم الشهرية وتراكمت الديون على الشركة ووصلت الي ملايين الدولارات ومليارات الجنيهات والالاف من الدراهم والعملات الأخري .
عانت الشركة ما عانت مثلها ومثل كثير من القطاعات الانتاجية ، فلا أدري هل هذه المعاناة من سوء الإدارة أم من قلة الإمكانيات ؟ حتي وصل الحال الي ما هو عليه الان ، ولا اعتقد ان عاقل يعمل على تدمير ما تم بناؤه واصبح رمزا في الخارطة الاقتصادية ، فقد كانت الشركة السودانية لإنتاج السكر واحدة من الشركات التي يشار اليها بالبنان لما حققته من نجاحات متعددة على المستوي الرأسي وعلى المستوي الأفقي فكان الناس يتمنون الوظيفة فيها لما لها من ميزات اضافية للموظف والالتزام بصرف حقوقه في مواعيدها وفي ذات الوقت كانت تغطي جزءا كبيرا من حاجة البلاد من انتاج السكر .
وعندما تولي المهندس جاد الرب خالد مديرا لهذه الشركة – والذي لم يات اليها من بعيد ، بل كان مولودا بها ونما وترعرع فيها – عندما جاء اليها وجدها في حالة يرثي لها مثقلة بالديون وتقلصت مساحات الزراعة ويعاني الموظفين من عدم صرف المرتبات ، تولي جاد الرب المهمة وهو يدرك حجم التحديات والصعوبات والمشاكل ، لكنه بخبرته الطويلة وضع من الخطط والبرامج التي تمكنه من انتشال هذه المؤسسة العملاقة من الإنهيار ، ويدرك كيف يمكن إدارة الشركة لتعود الي دائرة الإنتاج وتحقيق الإكتفاء الذاتي ،
رسم جاد الرب خطة محكمة بدأ باساس الإنتاج وهم الموظفين الذين عانوا من عدم صرف مرتباتهم المتراكمة ، فقام ببذل جهود مقدرة مع وزارة المالية لحل هذه المشكلة واصبح الموظفين على قناعة بأن مرتباتهم على وشك إيجاد الحلول النهائية خاصة بعد اتفاقه مع وزارة المالية بهذا الخصوص ، ثم شرع في تنفيذ الخطوة التالية وهي استزراع الاراضي التي تقلصت في السنوات الماضية لانتاج القصب ، فهذه المساحات التي عادت الي المشاريع الزراعية ستزيد من الانتاج وبالتالي عند طحنها فانها ستنتج سكراً ومن خلاله يمكن جدولة الديون المتراكمة لحلحلتها .
والمهمة التي تنتظر جاد الرب مهمة وطنية كبيرة وقد بدأ في الاستعداد للتعامل معها بطريقة علمية لانه يملك الخبرة التي تؤهله لانتشال الشركة حتي تعود الي دائرة الانتاج والانتاجية