أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (نداء أهل السودان) … توافق وتنازلات ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
إتسمت بالوفاق والتسامح والعفو وقبول الآخر قدمت فيها المكونات المشاركة العديد من التنازلات لأجل الوطن ، سادت هذه الروح الوفاقية المائدة المستديرة لنداء أهل السودان للوفاق الوطني ، فكانت تلك بمثابة دروس وعبر مستفادة شاهدناها واقعا بين الحضور الكبير من ولايات السودان المختلفة بتبابن آيديلوجياتهم وتعدد توجهاتهم ومختلف مشاربهم جمعت بينهم المبادرة لإيجاد حل للمشكلة السودانية ولذلك توافق الجميع فكانت بذاتها رسالة للمكونات السياسية الأخرى وبل لأهل السودان جميعا لتقديم المزيد من التنازلات والقبول بالآخر لأجل الوطن .
بلاشك ساعدت تلكم الروح الوفاقية لأن يتسابق الناس لتقديم المزيد من التنازلات والتي بدأها السلفيين بقبولهم المشاركة في المبادرة التي تقودها الطرق الصوفية والتي شارك فيها رجال الدين المسيحي أعزاء كرماء وغنت فيها نجود علي مسمع ومرأي من هذه المكونات .
وليس ذلك فحسب بل إتسم الشباب بروح من القبول بالآخر لأجل الوطن ، بينما خطف الدكتور فرح العقار الأضواء وهو يقدم التنازلات تباعا حتي عندما إحتدم الخلاف في المائدة المستديرة بسبب تباينات الرؤي لا سيما إجازة التوصيات وكادت  أن تقود للتصويت تمرينا ديمقراطيا فتقدم الدكتور خطوة وقال حديثا لا يشبهه إلا هذ الرجل خلقا وعلما فهو الخبير في فض النزاعات فوجدت الخطوة إستحسان الجميع فتمت إجازة التوصيات مع التعديلات اللازمة وبذات الروح الوفاقية لأجل الوطن .
لم تقتصر تلك الروح داخل المائدة لوحدها فحسب بل إمتدت نفحاتها  لخارجها وبل خارج أسوار الوطن ، مثلما كشفت تعليقات تم تداولها واسعا عبر مواقع التواصل الإجتماعي علي رسالة كتبها وزير الصناعية في حكومة الثورة إبراهيم الشيخ القيادي بالحرية والتغيير (قحت) المركزي الممانعة لنداء أهل السودان ، دعا إبراهيم الشيخ لتقديم التنازلات بين أهل السودان ، وقال أن الحل ليس مهمة مستحيلة ، كل المطلوب تنازلات من هنا وهناك ، ترأب الصدع وتبرئ الجراحات وتقيم عدالة انتقالية تفتح الطريق للحرية والسلام والعدالة والانتخابات وممارسة الديمقراطية .
وأضاف كنا صنعنا أملا أننا يمكن أن نعمل معا رغم تبايننا ونلتقي في منازل بعضنا نتحاور ونتفاهم ونخطو للأمام تعثرت الخطي ولم ينقطع العشم رغم ما كان ورغم الثورة ، وزاد الرجل قائلا اليوم إنني أتحرر من أسري ومن قيودي كلها ولا أرغب في هزيمة أحد فقط الإنتصار لوطننا وشعبنا الذي يستحق الأفضل والأجمل ..!.
أثارت هذه الرسالة الأمين العام للحرية والتغيير (التوافق الوطني) مبارك أردول المدير العام للشركة السودانية الموارد المعدنية فكتب أردول ردا علي تصريحات إبراهيم الشيخ فقال إنها يمكن أن تكون أساس لأي عمل وطني قادم، ويمكن أن ينحاز لها كل من يرى أن بلادنا تحتاج للتسامي فوق الإنقسامات والجرح وتقديم أنموذجا للتسامح والتعافي الوطني . 
وأضاف أردول نقول للشيخ ولرفاقه إذا تقدمتم خطوة فسوف نتقدم عشرة ولو تقدمتم عشرة فسوف نتقدم مائة وهكذا ..!، وزاد بلادنا ظلت تحتاج لهذه الروح منذ الإستقلال على الأقل لكنا حافظنا على أرواح أبناءها ومساحاتها ووحدتها الوطنية .  
بينما قالت القيادية بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية سناء حمد وزيرة الدولة بالإعلام في عهد حكومة البشير، السيد ابراهيم الشيخ أظننا لم نلتقِ من قبل ولكنني أبصم بالعشرة على ما كتبت ، وهذه شجاعة منك جديرة بالتقدير ، جاءت في زمان سكن فيه الخوف صدور الرجال والنساء ، زمان إختلطت فيه المعايير وغاب العقلاء ، صحيح أن الإقصاء المتبادل ترك الكثير في النفوس من أحقاد وغبائن ، لابد أن يتوقف الجميع وأن ينظروا لهذا الركام الذي خلفته سياسة الإقصاء والإقصاء المتبادل ، وجميعنا بحاجة للتحرر من القيود والمخاوف ونقدّم التنازلات لتعود لهذا الوطن الروح فهو يكاد يلفظ أنفاسه .
بلا شك انها من ثمرات ونفحات مبادرة الشيخ الطيب الجد التي سرت بين الجميع ، حيث إلتقط رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد الأعلي للقوات المسلحة ، إلتقط القفاز لدي مخاطبته عيد القوات المسلحة (68) مرحبا بكافة المبادرات المطروحة داعيا الجميع للجلوس على صعيد واحد ، وقال البرهان أن القوات المسلحة تلتزم الحياد ولن تنحاز إلى أي طرف فقط هي مع رغبة الشعب واضعين أهداف ثورة  ديسمبر نصب أعينها ..!.
وقال أن القوات المسلحة مع مطالب الشعب المشروعة في حكومة مدنية منتخبة ، داعيا القوى السياسية لتحمل مسؤولياتها الوطنية ، وقال أن البلاد لاتحتمل المزيد من التشرزم والتحزب والتجاذب السياسي ، وأضاف البرهان ظللنا نكرر أن الحلول الناجعة لن تأتي بدون توافق بين الجميع بدون إقصاء أو بواسطة إنتخابات حرة ..!.
فكانت جميعها أجواء وفاقية سادت المائدة المستديرة لنداء السودان داخلها وخارجها فانعكست إيجابا لمزيد من التسامح والتنازلات والقبول بالآخر فقدمت المائدة مزيدا من التنازلات مثلما جاء في بيانها الصحفي ، قالت أن النداء يمد أياديه بقلوب بيضاء  لكل أبناء الوطن ، يتحاور معهم ويستوعب أفكارهم مادامت بناءة وداعمة لتحقيق الوفاق والإجماع الوطني ، دون المساس بجوهر مخرجات مؤتمر المائدة المستديرة ، وسيسعى ويبذل قصارى جهده في عرض تلك المخرجات على القوى التي لم تتمكن من المشاركة في المؤتمر ، وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من توافق السودانيين، وفوض النداء رئيسه ولجنته العليا والتنفيذية للتواصل مع الجميع لشرح مخرجات النداء وتوسيع قاعدة المشاركين الراغبين في التعاون  لوضع حد سريع وعاجل للأزمة الوطنية المتطاولة التي لا تحتمل التأجيل .
وخرجت المائدة المستديرة بحزمة من التوصيات طالبت بإنتخابات حرة ونزيهة قبل نهاية الفترة الانتقالية ، والتي حددت مدتها (18) شهرا تقسم لثلاثة مراحل ، ويمثل رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة رمز السيادة وإعتماد دستور السودان 2005 المعدل ويواءم مع الراهن السياسي ويعتبر إتفاق جوبا للسلام والإتفاقيات الأخري جزء لا يتجزأ من الدستور لحكم الفترة الإنتقالية ، وأن يكون نظام الحكم فدرالي .
وأوصت المائدة بإختيار رئيس وزراء من ذوي الكفاءات الوطنية بشرط ألا يحمل جنسية مزدوجة ووزراء من الكفاءات ، وطالب لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين فورا ، وتحقيق المصالحة الوطنية بلا إقصاء لأي من مكونات الشعب السوداني ، عقد مؤتمر اقتصادي بعد (15) يوم من تشكيل الحكومة الانتقالية لمعالجة الأوضاع الإقتصادية بالبلاد ، وعقد مؤتمر للحقيقة والمصالحة والسلام ، وإعتماد سياسة خارجية بعيدة عن المحاور، ورفض التدخلات الخارجيه في الشأن السوداني ، وتصويب مهام البعثه الأممية (يونيتامس) ، ونزع السلاح من أيدي المواطنين علي أن يكون لدي الأجهزة الأمنية فقط .
الرادار  .. الاثنين 15 أغسطس 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى