أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (مبادرة ود بدر) … الفرصة الأخيرة .. !

الخرطوم الحاكم نيوز

تجاوزت مبادرة الشيخ الطيب الجد ودبدر (الوفاق الوطني لأهل السودان) ، تجاوزت مرحلة الشكوك والهواجس والظنون لمرحلة الواقع ، إنها مبادرة ماعونها واسع يشمل كافة أهل السودان وسيكون باب الحوار مفتوحا لكل السودانيين بتعدد مشاربهم الفكرية والثقافية والإجتماعية للوصول لتوافق من أجل الوطن .
ولكنها بلا شك مبادرة أزعجت شتات قحت وشلليات اليسار فقالوا فيها ما قالوا ..!، ولم يسلم مولانا الطيب الجد نفسه من رشاش هؤلاء فقالوا فيه من إفك وضلال ومفتريات لم أجد تعبيرا للرد أفضل مما قاله الشيخ الزاهد العالم رجل السجادة والمجتمع والقانون والقضاء والفصاحة والبيان (الجمل ماشي والكلب ينبح ..!) .
إكتملت التحضيرات لأن تنطلق فعاليات المائدة المستديرة غدا السبت 13 أغسطس بقاعة الصداقة بالخرطوم وسط تظاهرة مجتمعية وسياسية كبري تقودها الطرق الصوفية والإدارة الأهلية (أهل الجلد والرأس ..!) وقوي سياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الحية لجان مقاومة وتكوينات شبابية ونسائية وحركات مسلحة وغيرها وبل مأمول لها أن تجمع كافة أهل السودان وجها لوجه ليقولوا كلمتهم ، وبالتالي علينا التركيز على جوهر المبادرة وفلسفتها وأهدافها ومراميها فهي بلاشك جهد بشري ومجرد مبادرة لجمع أهل السودان في مائدة مستديرة ليقولوا كلمتهم لأجل الوطن .
ومن المتوقع أن يكتمل العرس وسط حضور دبلوماسي كبير ، قال الدكتور هاشم الطيب قريب الله رئيس اللجنة التنفيذية للمبادرة تم تقديم الدعوة لجميع السفراء بلا إستثناء وقال أن بعضهم سجل زيارة خاصة لتأكيد الدعم وعلي رأسهم السفير القطري ، إذ أكد دعمه ودعم بلاده للمبادرة وللسودان تماما كما أكد السفير المصري كاشفا عن توجيهات من بلاده للوقوف مع المبادرة ، فيما نفي  السفير السعودي أن تكون لديه أي تخفظات علي المبادرة ، عازيا تخلفه عن الحضور في أم ضوابان لظروف حالت دون ذلك ، وبل أكد السفير دعمه لها وللسودان علي أن يتوافق أهله للخروج من أزمته لبر الأمان ، وربما يفاجئنا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس رئيس بعثة (اليونتامس) وسفراء دول الترويكا حضورا لهذا العرس غدا وإلا حينها لكل حدث حديث ..!.
بلاشك وجدت المبادرة توافق مكونات سودانية واسعة ، سألنا الناظر محمد محمد الأمين ترك ، رئيس المجلس الأعلي لتنسيقية نظارة البجا والعموديات المستقلة نموذجا لما للشرق من قضايا يعترف لها الجميع ، سالناه لماذا مبادرة أهل السودان ..؟! فقال الرجل يكفيها فخرا إنها يقودها الخليفة الطيب الجد ود بدر الرجل العالم العابد الزاهد لإخراج البلاد إلى بر الأمان ، وأضاف قبلناها لأنها مبادرة جاءت تتسق مع مطالبنا الأربعة في إقليم الشرق وقال إنهم سيدفعوا بها للمائدة المستديرة متمثلة في (تنفيذ شروط القلد ، جبر الضرر ، تعليق مسار الشرق ، إيجاد منبر تفاوضي يتفاوض عليه كافة أهل الشرق مع الدولة) .
إلا أن الناظر ترك قال أكثر ما ازعجنا أن البلاد أصبحت مسرحا للعمالة ومستنقعا للتدخلات الخارجية ، وحذر ترك بشدة من إعاقة مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني وقال إنها تمثل الفرصة الأخيرة لوحدة البلاد ..!.
وليس بعيدا عن ذلك أكد علماء السودان أنهم في المقدمة للتبشير بالمبادرة وأهدافها ويرونها فرصة لأهل السودان للتوافق علي كيفية إدارة ماتبقي من الفترة الإنتقالية وقالت الهيئة إنها اقترحت رئيس وزراء ذو كفاءة وحكومة مستقلة تعمل على معاش الناس وتوفير الأمن والإعداد لإنتخابات حرة ونزيهة يقول فيها الشعب كلمته وينتخب من ينتخبه ويفوض من يفوضه ..!.
بينما أعلن الداعية السلفي الشيخ محمد مصطفى عبد القادر إمام وخطيب مجمع الرشاد الاسلامي عن تأييده ودعمه لمبادرة نداء أهل السودان التي أطلقها الخليفة الطيب الجد ود بدر مؤكدا أن الشيخ لم يطرح المبادرة بإعتباره صوفيا بل مبادرة للجميع لتوحيد أهل السودان ، تماما كما أكد العديد من الدعاة والأئمة دعمهم ومشاركتهم لأجل الوطن .
وبالتالي وجدت المبادرة تجاوبا واسعا من العلماء والخبراء والأكاديميبن ومن كافة فئات المجتمع ، إما الذين ينتقدونها ويريدون للدين ألا يخرج من المسجد والخلوة الي الحياة العامة وألا يتدخل في أمور الدولة والسياسة ، ربما لا يعلم هؤلاء أن الدين  عند الله هو المعاملة ..! هو نظام ومنهج حياة دنيا وآخرة ، نظام اجتماعي متكامل للعيش بحرية وسلام وعدالة ..!.
بالطبع نتحسر لتخلف أي شخص من إجماع أهل السودان ..!، حتي إن كان من أصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح أو من أصحاب اللاءات الثلاثة  فالمبادرة أصلا للجميع إلا من أبى ..!، فجميعنا شركاء في هموم الوطن ، ولذلك تظل الآمال معقودة علي من قذف الله في قلوبهم حب الوطن ووحدة جمع الصف الوطني . !.
ولكن تصبح الحسرة أكبر عندما يتخلف عن إجماع أهل السودان من لازال يرسل إتهاماته ولم يفق من سكرته راميا أهل المبادرة بمفتريات الكوزنة والنظام السابق (البعبع) الذي يهابونه حيا أو ميتا طيلة الثلاثين عاما ، فالصفوف قد تراصت فمن تخلف عليه أن يلحق بالركب وإلا من رفض فقد وقع في شأنه الحكم مسبقا (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا ..!) .
الرادار .. الجمعة 12 أغسطس 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى