الدكتور محمد عبد الله كوكو يكتب : نداء عاجل لكل أبناء الوطن

 

إخوتي في الوطن جميعا بلا استثناء …الاحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار
الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة والجماعات الدعوية والشباب والمرأة والطلاب
والحركات الموقعة على السلام وغير الموقعة وكل مكونات المجتمع السوداني بلا استثناء

السلام عليكم ورحمة الله

لقد وجه كبيرنا وحكيمنا الشيخ الطيب الجد خليفة ود بدر النداء لنا جميعا للجلوس للحوار السوداني/السوداني للتوافق الوطني لإخراج بلادنا من هذه الهوة السحيقة التي وقعت فيها فلبوا النداء
يا بني السودان جميعا:

الوطن يناديكم.. فلبوا النداء.. الوطن بحاجة إليكم جميعاً بدون استثناء.. الوطن يستصرخ.. يستغيث بأبنائه؟!! الوطن يستحق منكم أكثر وينتظر منكم الكثير..؟ فإلى متى تظلون بعيداً عنه تائهون نائمون مشغولون بمصالحكم وأعمالكم ومشاريعكم الشخصية؟
ألم تدركوا بعد ان حب الوطن من الإيمان.؟ فالوطن غالي.. ألم يحن الوقت لرد الجميل والواجب لهذا الوطن الذي قدم لكم الكثير وحضنكم وترعرعتم على أرضه فمتى توفوه حقه ومستحقه؟.
الوطن يطالب منا جميعاً ان نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق.. يطالبنا بالاصطفاف الوطني بالتظافر والتوحد.. ان نكون يداً واحدة وصفاً واحداً لحمايته والحفاظ عليه من كل مكروه.. فالوطن يواجه اليوم مخططاً خارجياً وداخلياً للتقسيم والتمزيق.. وللأسف يتم تنفيذه بأيدي بعض ابنائه.. الوطن يواجه فتنة وتمرداً.. يواجه استعماراً من نوع جديد “فوضى خلاقة” تتمثل بالانشقاق والتمزق والتفرق وبنشر ثقافة الكراهية والأحقاد ونثر بذور الفتنة بين أبنائه.. يواجه محاولات للقضاء عل كل منجز تحقق وتاريخ مشرق تسطر على مدى تاريخه النضالي الطويل

يواجه محاولات للعودة بعجلة التاريخ والوطن إلى الوراء . الوطن الكبير والموحد يواجه مخططات للتقسيم إلى دويلات وسلطانات صغيرة.. يواجه الكثير والكثير وما يؤسف له أن من ينفذ ذلك هم بعض من أبنائه المحسوبين عليه.. الذين تم استغلالهم وجرهم وتجنيدهم لتنفيذ أجندة خارجية تخدم بعض المعسكرات والاحلاف. أولئك الأبناء الذين لا يدركون ما قد يلحق بهذا الوطن وبنا جميعاً من ويلات وأضرار وكوارث لا يحمد عقباها.. قد تأكل الأخضر واليابس غير آبهين بفداحة أعمالهم.. (نسأل الله ان يحفظ وطننا من كل مكروه).
الوطن يعاني من عصيان وعقوق بعض من أبنائه.. يعاني التمزق والتفرق.. يعاني خلاف الأخوة وعدوانهم وبغضائهم التي ظلت ولازالت تؤثر وتنخر في جسد هذا الوطن.. وقد وصل بالبعض إلى المساس والإضرار والتعدي على كل مبادئه وثوابته الوطنية العليا.

ألم يحن الوقت لنضع خلافاتنا ومشاكلنا جانباً ؟ وان نرص الصف ونوحد الموقف ونشحذ الهمم ونضع أيدينا في أيدي بعضنا من أجل هذا الوطن والوقوف بحزم لمواجهة لكل المخططات والفتنة والتمرد والعصيان والكراهية والأحقاد ؟.. ولا يمكن القضاء على كل ذلك إلا إذا كنا كالبنيان المرصوص والجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
الم يحن الوقت لنفكر بعقل الوطن الكبير ؟ بعقل التحاور فيما يحقق السلام و الوحدة والديمقراطية.؟. ألم يحن الوقت لنتحاور – ليس كالحوارات السابقة – ونتشاور فيما بيننا “وأمرهم شورى بينهم”.. نتحاور من أجل الوطن حوارا ً بناء مسئولاً وجاداً بعيداً عن المكايدات والمماحكات السياسية والمصالح الشخصية الضيقة تحت سقف الوطن الواحد وثوابته ومبادئه الوطنية العليا.. بعيداً عن التدخل الخارجي والأجنبي.؟. نتحاور أخوة “إنما المؤمنون أخوة”.. الوطن بحاجة إلينا جميعاً بحاجة إلى عقلائه وعلمائه ومفكريه وسياسيه ومثقفيه جميعاً بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية.

الوطن بحاجة إلى حكامه ومحكوميه.. بحاجة إلى قواه السياسية والاجتماعية والسياسية.. فالوطن يناديكم.. فهلا لبيتم النداء.؟. لعل الله يجعل لهمنا فرجاً ومن عسرنا يسراً ومن أمرنا رشداً ومن قضايانا ومشاكلنا حلاً ومن مصائبنا وجرائمنا عفوا ورحمة لننعم بوطن آمن ومستقر ومزدهر.. ولنكن على علم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فهلا غيرنا ما بأنفسنا ليتحقق ما يصبو أليه الوطن وأبنائه .؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى