بذرة الحياة – وفاء جميل – وسائل بناء الإنسان (2) دقلو للصُلح .. (خير)

نحن أهل العِز و الفخر في السودان الكبير ، بلد الفراسة وقت الحارة لا نجامل ، عن السّلام لنّ نُحيد ، أهل (النضِم) قالوا :
(درب السٌلامة للحول قريب و الرجُل بيربطوا مِن لِسانه و العارف عِزو مُتسريح و الرجال دناقر ما كُبُر عناقر و الباردة لينا الله يتمّها لينا للحول و السّلام سمح سمح شديد ..)

أبتّ رسالتي تجاه السّلام و بصيرة الحقّ إلاّ أنّ تتحدث عن هذا الجنرال الممهور بهموم المحتاجين و المتوّج بِكساة العراة و رعاية الحفاة ، هي كلمة حقّ أردتُ بها عكس أيام سلام سمح و صُلح خير و صُفح جميل يقصدها كُلٌ مِنّ الجنرال (دقلو) و رفاقه الأحرار بحركتيّ جيش التحرير ، دكتور السّلام (إدريس) و أستاذ النضال (حجر) ، لأكثر مِنّ شهر و ما زالوا يبحثوا عن بصيص سلام بين ثنايا حضارة و جسارة و صمود الشعب الدارفوري الذي أضحى فريسة لِضعاف النفوس و ضحية للفِتنة و بيعة بخيسة لِتُجار الدم و تُجار العِرض بلا مبالاة و لا مراعاة لِحُرمة الدماء أو براءة الأبرياء ، زيارة الوفد الحكومي (المُصلِح) كانت البلسم المُعافي للجرح البليغ الذي مزّق أنسجة القلوب ، و كانت الرباط المُحكم لوقف إراقة الدماء الذي قطعّ أنسجة المجتمع المتماسك ، فقد كان هذا التواجد الضافي مؤكداً أنّ دُعاة السّلام هم رعاة له و محافظين ، في كل البلاد خاصة في ذاك المجتمع الذي منذ أنّ أدركنا الميلاد لم نعيّ إلاّ بأنّه مجتمع (اللوح و الدواي) فحينما يُذكر مجتمع دارفور يُذكر القرآن مقروناً بِسماحة الأخلاق ، ممزوجاً بِكرمِ الضيافة ، مُعتقاً بِجودِ التنوع ، مُعبّقاً بِسلطنة الفياشر ، مزدهراً بِعِلم المشايخ ، مُقنناً بِعدالة العُمّد ، و مُزداناً بِحكمةِ الميارم و الحكّامات ..

حقيقةً هذا ما أنصت له العالم توقيراً لهذه الأرض المِحرابة ، هنا بدأ التاريخ و أنارت مصابيح الحضارة و الإنسان الخير ، فكيف لِرقعة إتصفت بهذه السِمات الملائكية أنّ تُصاب بِداء الفُرقة و الشتات ، كيف لأرض السُلطان أنّ تُصاب بِلعنة السُلطة و التشظي القبلي و وباء العنصرية لهذا الحدّ المقيت ..!! لا أتسأءل و لكن ما يحدث يوصل التعجب نفسه حدّ الدهشة ..!!

فالتحية للقائد (دقلو) الذي يُشرِف بِنفسه على تطييب الجِراح و جبر الخواطر و رفع الضرر و تجديد ثِقة النفوس بِبعضها في زمن كثُرت فيه غوغاء الخائنين و ثرثرة المتربصين ، التحية له بأنٍّ جعل مِنّ الصُلح وثيقة مقدسة يُوجِب النذر لها و الوفاء بها ، فهذا يُعتبر أمل جديد لحياة سليمة بِدار التنوع و الإنسانية ، نُحيّهِ ما دام للسّلام مُحيّ ، فالرجُل و رفاقهُ آمنوا بالسّلام و ساروا في رحلة الصُلح بين قبائل متنازعة أزلياً بِدوافع سياسية كانت أو إجتماعية ، فليست العِبرة في أزلية التنازع و إنما في جذرية الفِتنة و شبح القبيلة و تعظيمها على الوطن ، فهي سموم غرستها الأنظمة المستغلة منذ الإستقلال ، فكان حصاد شؤم نتاجهُ حروب أهلية ، الآن يُحصد ما زرعت فِتن و إحِن و مِحن ..

دقلو راعي السّلام شاء مَنّ شاء و أبى مَن أبى ، لأن (المؤمن صِديّق) و ما تُخفيه القلوب يعلمهُ الله ، لكن ما تظهرهُ الأفعال نعلمهُ نحن ، و ما يفعلهُ الجنرال دقلو مِن صُلح ، بالتأكيد هو خير ، علينا أن ندعم الظاهر و نترك الباطن لِعليم البواطن ، فالتحيّة لك أيها (الدقلو) و لِرفاق السّلام أينما تولوا أمرهُ ، و للنصيحة كما يقول المثل الشعبي : (عوين كان انداوسن أبقى طرف) ، هنا يجب أنّ يبقى طرف كل مواطن وطني يُحب بلده كان (إتداوسوا عواوين السياسة) أركزوا و أدعموا السّلام السمح ، فهو القضية الأساسية ، بدون السّلام لا أمان لا تنمية ، و ليعلم الجميع أنّ الفِتنة و الحرابة تجلس بالقرب منكم و ليس كل مُصلح مُفسد ، فقد تأتي دعاوى التفرقة و الكراهية على أشكال بديعة و مِنّ مَنّ هم أقرب الأقربون و إنّ سمعتوا النصيحة إتحدوا و تمسّكوا بِحبل الوطن المتين ، و لا تفرقوا لأنّ ( النصيحة قرضاي في رأس دابي ياتا بسلا )

للحديث بقيّة
————

Exit mobile version