الراصد – فضل الله رابح – وقفـة عابـرة على عُرس ( جِنـان)

الخرطوم الحاكم نيوز

ليلة الخميس المنصرم تداعينا نحن نفر كريـم لشهود زفـاف كريمة الاستاذ محمد حاتم سليمان ( جِنـان) بالصالــة الماسيـة فى كافورى كان حضوراً لافتـاً من كل الطيـف الإجتماعى و السياسي وإن كان قد غلب عليه حضور قيادات ورموز وشباب التيار الإسلامى والوطنى العريض تقدمهم البروفيسور ابراهيم غندور والدكتور التجانى سيسي .. واضح أن الحضور لم يأتى لمجرد حضور مناسبة عادية مثلها وبقية المناسبات الإجتماعية أو لممارسة عادة من عادات السودانيين فى الاعراس لكنها كانت لفتـة وتكريم وتضامن مع محمد حاتم الذى يقبع خلف القضبـان منذ 16أبـريل 2019م وحتى الآن فى قضيـة أشبـه بالكيـديـة إذ تغَّيب عن جلساتـها المتحرى لأكثـر من عشـرة جلسات بإعتذارات مختلفـة .. هذا شأن السودانى عندما يكون قوميـاً وإسلاميـاً مؤمنـاً بفكره مثل محمد حاتم يُفتن بمثـل هذه المواقـف والتحديـات كما أن محمد حاتـم لمن يعرفـونه عن قُرب ظل رجلاً مفتونـاً بسِحر المشاريع والقضايا الوطنيـة الكبرى وتجده دائمـاً مشغولاً بها وبالدفاع عنـها هكذا محمد حاتـم عرفنـاه مؤمنـاً بأفكاره الأصوليـة والوطنية ويعمل من أجل بنـاء المجتمع والهويـة الوطنية السمحاء وهو ظل على ذلك يقاتـل فى كل المتحركات بالجنـوب وجنوب النيل الازرق وشرق السودان بهدف وقناعة تحقيق وحدة لحمة الوطن وتماسكه ومحمد حاتم وهو فى خضم المحن تجده يحدثـك عن قرب إنبلاج الحق متجاوزاً الإنشغال بالتحديات اللحظية .. فهو ظل مربوطـاً بقضية الجنوب ومتعاملاً ومتعاطياً مع كل اطيافه بفكر شمولى جامع وإنفتاح على الجميع وبنسق يحدثك مباشرة عن مهمتـه المقدسة فى إصلاح الحياة والتغيير حتى أنه فى العام 2004م أشرف على تدريب وتأهيـل مجموعـة كبيرة من أبناء جنوب السودان ومناطق التماذج الأخرى على جميع فنون الإعلام داخل وخارج السودان ضمن تصوراتـه لإعادة تسويق الهويـة السودانية والتنـوع وتماسك مجتمعات السودان جميعها وتوضيح ما خفى على الكثيرين من حقائق تاريخية جلية ظل يسبعدها الاعلام العالمي عن قصدٍ وبسببها تأثـرت وحدة السودان الوجدانيـة والإجتماعيـة حتى حل علينا إنفصال الجنوب كإتفاق كان يراه البعض مخلص لأبناء الوطن من الصراعات السياسيـة والإقتتال إلا أنه خلف مواجع وآلام لا تندمل .. إن مناسبة زواج جنان محمد حاتم فى غياب والدها وتدافع إخوانـه على المناسبة كانت سبباً للكثيرين لإعادة إكتشاف محمد حاتم الداعيـة والإعلامى المثقف الفذ والمشغول دوماً بالقضايا المتعلقـة بمصالح المجتمع عموماً متناسياً مصالحـه الشخصية ويكاد لا احد يصدق أنه يوم زفاف إبنته جنان كانت أسرته وهى تلملم عفشها إيذانـاً بالرحيل من الشقة التى تقطنها فى منطقة الحلفايا إلي شقة أخري تم إستئجارها من قبل إخوان محمد حاتم فى الإسلام بمنطقة كافورى بعد سداد مقدم الستـة شهور الأوُّل فمن يصدق أن محمد حاتم الذى ملأ الدنيا وشغل الناس تتوزع أسرتِيه إحداهما تقطن مع أسرتها فى منطقة برى وهى أرملـة الشهيد هشام عبدالله وأسرتـه الأخري تقطن فى منزل إيجار وهو لا يزال سجينـاً تحت مواد تبديــد المال العام عجباً لهذا البلد .. !! محمد حاتم سليمان عندما كان مديـراً لوكالة السودان للأنباء قام بتطويرها وأهتم بمستقبل ( سونا) المهنى وعمل على تطوير بيئة العمل وتأهيـل الكادر ومشروع تأهيل بناية سونا كان قد صممه محمد حاتم وأكمله عوض جادين وعندما إستعرت أزمة دارفور وتم تسخير كل اعلام الدنيا ضد السودان تحت بند التضامن مع دارفور سخر محمد حاتم كادر سونا خاصة وحدة الترجمة واللغات التى كانت شبه معطلة فنفض عنها محمد حاتم الغبار وطورها وسخرها لخدمة قضايا الوطن وتحصينه ولكشف الحقيقة ورصد المواقع والجهات الاعلامية المتحاملة التي كانت تستهدف السودان من زاوية قضية دارفور وتنسج الروايات الكذوبة عن السوذان واهله وكانت تلك رؤيـة مشتـركة أشرف عليها البروفيسور ابراهيم احمد عمر ومعه محمد حاتم وعبدالماجد هارون وظفوا من خلالها كل اطياف الاعلام الوطنى لصالح الحقيقـة وقضايا الوطن وكانت تلك الحملـة مثلت وحدها مؤسسة الحقيقـة التى أضاءت بصاير كثيرين سيما اجهزة الاعلام التي كانت مغيبـة .. وعندما أدار محمد حاتم التلفزيون أداره بعقل الرجل الذى يهتـم بعظائم الأمور لا بصغائـرها كسر القوالب القديـمة وتجاوز التصنيفات الضيقة ولم يقع أسير أوهام بعض النخبـة ومع ذلك كان لا يهمل الهوامش والتفاصيل الصغيرة بقدر يقفز فوق واقع الحياة اليومى و إحتجاجات بعض الوزراء والولاة وغبنهم علي التلفزيون وتلك اللاهـوتية السياسية التى يمارسه البعض على أجهزة اعلام الحكومة إلى ما ينهض بالوطن وأهله جميعاً .. وطيلـة عملنا مع محمد حاتم سوا كان في سونا أو التلفزيون لم يحدث ان تدخل محمد حاتم فى الأداء اليومى الروتيني بمنع أو فرض شخص ولم يفاضل يوماً بين شخص وآخر ولا محتوى وآخر رغم بعض الضغوط والأهواء التى تمارس عليه من قبل البعض لكنه لم يفكر يوماً فى مصادرة أي فكر حر أو محاصرة المنتجين والمعدين بمواضيع وأفكار معلبـة من شأنـها خنق الطاقـة الإيجابية والتأثير على الخلق والابداع والإنتاج كان كثيراً مايسدد ويقارب ويلتفت إلى العيـوب المهنيـة والنواقص والثغرات الإدارية بغرض سـدها .. وسبق أن طرح محمد حاتم مشروع تحديث التلفزيون ونهضته من حيث المحتوى والتغنيـة وذلك من خلال شراكـة المشروع الصينى السودانى لكن المعاكسات والصراعات وقتها تحت دعاوي الغزو الثقافى والشعارات التى تجاوزها واقع الاعلام اليـوم تم تعطيل المشروع وإجهاض الفكرة من قبل وزارة الاعلام بعد إستقوائها بمراكز قوى أخـرى داخل الدولـــة .. فك الله أسر الأخ محمد حاتم سليمان صاحب الروح النقيـة الصافيـة التى لا تخترقها مطامع ولعاع الدنيا وهو يعمل كل جميل للوطن والإسلام عن رضا وحب وصدق .. وبيت مال وعيال لـ جنان وزوجها وعمر مديد لهما مقضى فى طاعة الله ورسوله ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى