ابراهيم عربي يكتب : (المنطقتين) … البخيت يشوف في أخوه ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

(البخيت يشوف في أخوه ..!) أذكر جيدا أن ذات مفردات المثل السوداني زائع الصيت قلتها لي كومرت مالك عقار من قبل وكنت وقتها بجريدة الصحافة (رد الله غربتها) ، كان ذلك عقب تمرد الحلو وإندلاع الكتمة في جنوب كردفان 6 يونيو 2011 ، وقبل إندلاع الحرب في النيل الأزرق وتمرد عقار 2 سبتمبر 2011 والتي سبقتها قولته الشهيرة متحديا الرئيس البشير وهو واليا منتخبا (الكتوف إتلاحقت .. ولكل زول جيشه وقصره ..!) ، فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ..!. 
نسأل الله الرحمة والمغفرة لكافة الأرواح التي أزهقت بالنيل الأزرق وولايات السودان المختلفة ونسأله عاجل الشفاء للجرحي والمصابين وعودة حميدة للاجئين والنازحين ، لو لا لطف الله لإنفجرت الأوضاع ذاتها أكثر دموية في توأمتها جنوب كردفان وأصبحت كارثة رواندية جديدة ..!، نسال الله أن يجنب بلادنا الفتن السياسية التي أصبحت تحاك ضدها أرضا ومجتمعا وبالطبع ليست بعيدة عن ما كشفه الرئيس الإرتري أسياس أفورقي من دسائس ومؤامرات فالرجل (شاهد شاف كل حاجة) ..!.
مع الأسف الشديد ماحدث في النيل الأزرق من مأساة دموية كان مخططا لها أن تتزامن معها ذات الأحداث في جنوب كردفان مثلما كشفت المصادر عن تكوينات قاعدية (شيوخ وعمد) لقبائل الهوسا بالمنطقتين في مارس الماضي ، وكشفت عن مكاتبات بين نائب الحاكم في جنوب كردفان وقبيلة الهوسا وافق من خلالها الرشيد الجبلين الذي (ينتمي للحركة الشعبية عقار) وبصفته نائبا للحاكم علي رعايته لتدشين إمارة للهوسا في الإقليم وذلك يؤكد تورط الحركة الشعبية – شمال (عقار) في أحداث المنطقتين . 
الخطوة تلك اثارت حفيظة إمارة تقلي ومثيلاتها تماما كما أثارت حفيظة مكوناتها المجتمعية والتي أعلنت رفضها واستنكارها بشدة لتدشين إمارة للهوسا في الإقليم معتبرة إياها  مؤامرة سياسية مدسوسة تحاك ضدهم لإثارة الفتنة ، وحملت المجتمعات الوالي ونائبه المسؤولية كاملة وما يترتب عليها من تبعات ، ولكنها مع الأسف مماحكات عطلت جهود المجتمع والحكومة معا من أجل المضي قدما لتنفيذ الطريق الدائري والكهرباء وطريق (الدلنج – هبيلا) وغيرها من مشروعات تنموية وخدمية مجتمعية بجنوب كردفان .
بالطبع لسنا ضد أهلنا الهوسا ومن حقهم أن يكون لهم جسم ينظم حياتهم أينما كانوا وكيفما حلوا (عمودية ، شرتاوية ، شياخة) ، ولكن أعتقد من الأفضل أن يتم ذلك بالتشاور والتوافق بينهم والمكونات المجتمعية الأخري المتعايشين والمتساكنين معهم ، لاسيما وإن كافة المشاكل القبلية بولايات السودان المختلفة بسبب الأرض (الحواكير) وإستخداماتها ، وبالتالي أعتقد تكوين (سلطنة ، مملكة ، مكوكية ، نظارة ، إمارة وغيرها) جديدة يتطلب وجود (أرض حاكورة) تقوم عليها تلكم المكونات الكبيرة بساقيها . 
ولكن ما يزعج حقا أن كافة المؤشرات تؤكد أن أحداث المنطقتين عبارة عن فتنة سياسية وذات أبعاد ومكاسب سياسية لصراعات بين بطون الحركة الشعبية لاسيما بين (عقار والحلو..!) ، وبالطبع ليست بعيدة عن إتهامات الحزب الشيوعي لحركة عقار إشعال فتيل الفتنة في النيل الأزرق تماما كما إتهم المك أبو شوتال (مك مكوكية خشم البحر) حيث إتهم مالك عقار وأحمد العمدة معا بأحداث النيل الأزرق الدموية ، وليست بعيدة أيضا عن ما كشفته الحركة الشعبية – شمال (جلاب) المنشقة من حركة عقار ، كشفت في بيان لها عن مخطط لإشعال الفتنة القبلية في المنطقتين قالت تديره حركة مالك عقار تسعى من خلالها لإحداث تغيرات مجتمعية لإكتساب ثقل سياسي .
غير أن مصادر أخري كشفت عن مخطط كبير كان يتم الأعداد له بقوة من قبل الحركة الشعبية – شمال (الحلو) لإحداث كارثة دموية من خلال إحتفال تدشين إمارة الهوسا بجنوب كردفان نكاية بضرتها الحركة الشعبية – شمال (عقار) في إطار صراعهما علي المجتمعات ، وذلك يؤكد أن ما حدث بالنيل الأزرق يشير إلي تورط الحركة الشعبية – شمال بشقيها (الحلو وعقار) .
المتابع لتاريخ الحركة الشعبية الأم يجدها قد أدخلت جنوب كردفان والنيل الأزرق في فتنة كبري منذ أن ربطت بينهما بجنوب السودان سياسيا وعسكريا بمسمي (المنطقتين) رغم أنهما لا تربط بينهما أي حدود جغرافية مشتركة ، وتلك مكيدة خططت لها الحركة الشعبية الأم وستظل ما لم يتم حل مشكلة الحرب فيهما نهائيا ..!، وقد قالها أمس نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي) في بيان له لابد من الوصول لحلول سياسية عاجلة وناجعة لأزمات الوطن ، (حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي والذي لن يربح فيه أحد غير أعداء الوطن ومن يتربصون به شراً) . 
إذا ما يحدث في المنطقتين كان مقصودا ومخططا له لمكاسب سياسية تتحمل مسؤوليتها حركة عقار ، ويجب أن نحملها مسؤولية ما يجري في جنوب كردفان بالثابتة وبالتالي يصبح نائب الحاكم شخصيا مسؤولا عما حدث ولكنه لا يعفي الوالي أيضا دون القيام  بمسؤولياته كاملة ، حسب معلوماتنا أن الإثنين معا تم استدعائهما من قبل مجلس السيادة ، فلابد من خطوات عملية حاسمة تضع الأمور في نصابها الصحيح ، وبلا شك نحن ننتظر مايسفر عنه الإستدعاء وحتي حينها (سمح القول في خشم سيدو) ..!.
الرادار .. السبت 23 يوليو 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى