محمد عبد الله الشيخ يكتب : خفافا عند الفزع ثقال عند الطمع

عندما يكون الحديث عن ديوان الزكاة فإن المقام يحتفي والزاوية تشع نورا وضياء وتحضر كل معاني الإنسانية والعطاء والإيثار وتغيب وتنزوي كل أشكال الخنوع والتراخي وتحضرني هنا أبيات الشاعر عمر بن كلثوم
هم ربيع للمجاور فيهم والمرلملات اذا تطاول عامها
وهم السعاة اذا الشعيرة افزعت
وهم فوارسها وهم حكامها
نعم انهم فتية وشباب وشيوخ هذه الشعيرة اهل البلاء والعطاء والمتساميين فوق اذي التجريح تصريحا وتلميحا عرفوا اطلعوا بمهامهم المنزلة من لدن حكيم عليم في كتاب لاياتية الباطل من بين يديه ولا من خلفه يرميهم الكثيرون بقبيح الاتهام ونابي القول ويقابلون ذلك بذلا وعطاءا كنخيل يرمي بحجر فيسقط طيب الثمر هكذا معادن الرجال اهل الحوبات سند المايلة وجمال الشيل الذين كلما ادلهم خطب أو نزلت منية أو حلت جائحة فتحوا قلوبهم بيضاء وامتدت اياديهم في حنو العطاء لايتبعه من ولا اذي وشرعت مخازن الزكاة ابوابها تجود بالحب والطحين تعطي دون تمييز كل من شمله وعناه النص الشرعي وفق نصيب محدد وضبط مقيد يحترم كرامة المستحق ويراعي كبرياء المتعففيين منهم دون أن يكلفهم مشقة الحضور والحاح الحاجة فيصلهم العطاء دون ان يريق ماء وجه أحد منهم مستعينا في ذلك برجالا من لجان الزكاة القاعدية الذين هم أدري وأعلم باحوال مجتمعاتهم ومن حالت عفتهم ومنعتهم عرض أحوالهم فحسبهم الجاهلون أغنياء من التعفف وهكذا وثق الديوان عري التواصل مع المجتمع وعبد طريق الوصول إلى أصحاب الحاجات والعوز عبر تصنيف تراتبي لدرجات الفقر وحدته حتي يكون العطاء علي هدي وبصيرة كل ذلك في ياتي في إطار العمل الروتيني لديوان الزكاة والعاملين عليها لكن هنالك ما ينبي عن خبرة القائمون علي أمر الديوان من خلال تجاربهم المتراكمة وحسن استشعارهم لما يحدث من طواري وكوارث فجعلوا لها نصيبا مفروضا يحتوي اثارها ويمتص صدماتها ويخفف وطات ضررها علي المتاثرين وحسبي ماشهدته البلاد من كوارث الأمطار والسيول وكيف تصدرت الشعيرة المشهد وتصدت للتبعات فواست كل من تضرر وربتت علي كتفه وحسبي الآن هذا الدور البازخ والموقف المشرف والوقفة الصلبة من ديوان الزكاة إقليم النيل الأزرق وؤلائك الفتية من العاملين عليها الذين لم ينتظروا توجيه من مسؤول ولا استغاثة من مفجوع فهبوا خفافا يدفعهم املاء الضمير وواجب المسؤولية فكانو نعم السند وخير معين لاهلهم الذين اصابتهم تلك الكريهة وشوم القبيلة النتنة فزهقت الأرواح الطاهرة البريئة وسالت دماء غالية فكان العاملين عليها اول من سجل في دفتر الحضور واجزل من أعطي بايادي حانية وأوجه مطروحة اطعموا الطعام وسقوا الماء وقدموا الكساء واصلوا ليلهم بنهارهم لاتميز بين عامل وموظف ومدير وخفير كان الهدف الكبير والقصد نبيل توحدت القلوب وزالت كل الترسبات وتسامي الجميع وشمخوا وتعالو فوق الصغائر فغاظوا شيطان الخلاف ورجع مخسيا محسورا فبان ونضح اصل معدنهم حملوا إسم الشعيرة عاليا بمعاني التعبد المخلص فبسطوا فقهها تطبيقا يمشي بين الناس ليري دافعوها اين تذهب وكيف تدار فكانو حديث القاصي والداني والمسؤول ورجل الشارع فكان دور لاينكره إلا جاحد ولايبخسه إلا حاسد ويا لها من ملمة ويالها من بلوي انزلها الله وقدرها وقدر واواجد من يحسن التعامل معها ويمتص اثارها ويخفف وطأتها ويواسي مصابيها
نعم تضافرت الجهود وتلاحمت الصفوف بما يوكد أن ما حدث سحابة صيف عابرة بعدها سيعود المارد محلقا أكثر قوة بما عرف عن اهل النيل الأزرق من طيب معشرهم وقوة اواصرهم ولايعني حديثي عن الزكاة غياب غيرها من مؤسسات المجتمع المدني والدولة فحضرت وزارة الصحة وحضرت الرعاية الاجتماعية بكل وحداتها وشمخ التأمين الصحي والمالية ولم يغيب المجتمع شبابا ومراة فقد كان لكل سهمه وبلاءه الحسن ففتح الناس دورهم وتبرعوا باموالهم ودمائهم واوقاتهم بما يوكد إنها عبرة ودرس بليغ يعود بعده الجسد أكثر تعافي واقوي أواصر بعد أن وعي الدرس وعرف معني التسامح ولعن شيطان الخلاف فهكذا تكون المزايا في البلايا والمنح في المحن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى