الخوي أو دبُّى السودان كما يحُلـو لأِهلـها تسميتـها من كثـرة خيـراتـها وغِنَاها السريع ومواردها الوفيرة الخُّوى اليـوم تعانـى مُـر الشقاء والضيـاع وهى ترجو البقـاء على قيد الحياة بعد ما كانت من أقوي المحليـات إقتصادياً وإجتماعيـاً وسياسياً وفي الوقت الراهن تنازالت الخوِّى من قوتها لصالح ضعفها وهوانها وهلاكـها قبـل الأوان وهى تنظر يحياء لمديرها التنفيذى يذهب مطأطأ رأسه إلى رجال المال وتجار السـوق باحثاً عن مبلغ سلفيـــة يعادل به مصروفات الفصل الأول( مرتبات العاملين بالمحليــة ) ـ وأن ما لا تحتملـه الخُّوى وفاق طاقتها هو أن شبكة المياه بدأ العمل فيها منذ سنوات الإنقاذ ثم توقـف قبل يدخلها جرعـة ماء أما كهرباء الخُّوي الريفيـة فهى تتبع لوزارة التخطيط العمرانى الولائيـة وتدار بالجهد الشعبى المحلى تعمل لمدة ثلاثــة ساعات فى اليـوم تبدأ الساعة السابعـة مساءاً وتتوقف العاشــرة مساءاً يحدث كل ذلك دون أن تجد الخوى من يدافع عنها من المحاميين ( نُواب / اعلام / نُخب ) يحفها صمت فى كل جانب والمدينة من ذوات الداخل القومى العالى وبها اكبـر محجر للماشيـة بالسودان و80% من صادر الضأن الحمرى ( السواكنى) يُصّْدر من محجر الخوي حقاً هذه المنطقة تصنع الدهشة الإقتصادية دون أن يكون لها نصيب منها ـ وان العائد العام لم تستفد منه المدينة وحتي المسافة التى تقدر بـ 3 كليو ونص زلط والتى تربط الخوي المدينـة بالطريق القومى الأبيض / النهود وتم التصديق بها من قبل وزير الطرق الراحل المهندس عبدالوهاب عثمان لم يتم إنشاءها ولم تعمل دراستها لصعف المتابعة. الولائية أما ايرادات المحجر فهي كلها إتحاديــة ورسوم مبيع الحيوان يُقسم بين الولايـة والمحليـــة بنسبـة 60% للولاية و 40% للمحليـــة أما الشركات العاملة في مجال صادر الحيوان ليس لديها أيِّ مسؤولية مجتمعية تجاه مناطق انتاج الضأن الحمرى إسوة بما تقدمـه شركات الذهب والتعدين من خدمات إجتماعية لمناطق إنتاج المعادن وبالقانون أما الضرائب وضريبة القيمة المضافـة الموضوعة على مبيع الحيـوان والتي نظرياً يفترض يستفيد منها المنتج فهى كلـها إتحادية كما أن كل رسوم المحجر إتحاديـــة ويتم بها تغذية شرايين رواتب وحوافز حفنـة الموظفين والافندية وشوية العساكر فهذا يعتبر غصب للموارد وإستغنـاء حكومى عن الشعب الذى تسفـك دماءه أمام السلطـة دون أن تفعل قوانينها لردع المفسدين والمجرمين .. وضع بهذا الحد كيـف تتعشم السلطـة أن تتمتع بحفظ وسلطان عريض لا خطر فيـه وهى لم تحافظ على هذا الشعب الكريم المنتج فيقينى أنها ستظـل سُلطـة ممقوتـه لدى أشراف وعوام هذا الشعب بالتساوى إن كردفان تعرضت لضربـات ونكبات ولم يجروء أحد لصدها فضعفت قيمة الحكومة فى أي مكان وسط التراب الكردفانى مع أن شعب كردفان لم يتخذ أى وسيلة فاعلة ضدها إلا أنه وهو يشاهد حُفر ومطبات الطريق القومي ( الانقاذ الغربى ) ولمدة ( 3 ) سنوات لم تتم صيانتـه وهو الآن إنهار تماماً من سوء الإستعمال بلا رقيب وهو يحصد الارواح كل صباح والأموت يزدادون كل يوم بلا محذور حسنـاً فعلت الهيئة القومية للطرق والجسور برئاسة مديرها الهمام المهندس جعفر حسن بعمل دراسة ومراجعـة لصيانــة الطريق الحيوى المهم بل القارى وقد شاهدت الآليات موجودة بالخِّوي لكن العمل لم يبدأ ويبدو ان فصل الخريف قد أخر عمليات الصيانة مع أن المواطنين يتسائلون عن أسباب التوقف لكن واضح من حجم الامطار ان الصيانـة تنتظر توقـف الخريف لتبدأ عمليات الصيانة بلا توقـف .. وتعتبر الحالة الوحيـدة التى لاحظتها وهى مبعث أمل شافيه هى شروع الحكومة المركزية فى عمليـات صيانـة طريق الإنقاذ الغربى محور الأبيض ـ الخوى ـ النهود أما غير هذا يتعذر رؤيـة هلال التفاؤل بل يسيطر الشعور بالتشاؤم والتنبوء بأعظم الأخطار والإحساس بالحال وما يحيـق بالوطن من مخاطر فالمواطن هناك لا يمكن حمله على معسول الكلام وهو يضع يده على الجمر فبات مقصد الناس العام فى الريف البعيـد هناك هو أن تهلك الدولـة لأنها من وجهة نظره غير قادرة على حماية مستقبليه وهو يصنع كل شئ فى حياته لوحده ويؤمن لنفسه الكفايـة بلا روافع حكوميـة أو سلطويــة .. نواصل إنشاء الله رحلة الغُربــة والضَّياعْ فى ربـُوع كُردُفـَانْ ..