مابين السطور – – ذوالنورين نصرالدين المحامي – ماذا تريد لجان المقاومة

دائما ماتستند مرجعيات التغيير للأنظمه التي تعقب الثورات الجماهيرية علي فكرة الإصلاح والبناء والتعمير وإستدعاء عوامل وأدوات النهضة لقضايا الوطن الكلية من خلال البناء الفكري لمرحلة مابعد التغيير
وأن النظام الخالف لأي نظام سابق يرتكز منهجيا على معالجة مسببات التغيير من خلال نقاط الضعف لمعالجتها ونقاط القوة لتعزيزها عبر الرؤية والخطة الإصلاحية البديله ويفترض أن النظام البديل في السلطة يملك رؤية وطنية متكاملة ومشروع فكري وبرامجي للإصلاح ثم يقوم النظام الخالف بحشد الطاقات الشعبية والشبابية وتكوين مؤسسات مجتمع الدولة للإسهام في معالجة جذور المشكلة ثم يأتي قوة الدفع المجتمعيه وفقا للأهداف والبرامج لتحريك الجماهير كقاعدة بناء وإئتلاف لمجتمع الدوله
ويضم النظام الجديد تفعيل الكيانات الشعبيه والشبابية كقائده للتغيير والعمل وفقا لمصفوفه ورؤية استراتيجية وطنية
ولابد أن يرتكز أحزاب التغيير التي تمتلك السلطة على خطاب تصالحي وتجديدي لمرحلة البناء ومواجهة التحديات الوطنية وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية والمجتمعية من أجل الإصلاح والتغيير إن كانت تثق في نفسها وطرحها الفكري البديل لا أن تسعى لخلق خطاب العداء والكراهية ضد مكونات سياسية لها تجربتها وسبقها واجتهاداتها في العمل الوطني والعام
ولاشك أن لجان المقاومة وجدت من السند والعضد الجماهيري الشبابي القبول والإستجابه المطلقه ولكن للأسف دون رؤية وطنية واضحة وإفتقدت إلى القيادة الرشيدة والملهمه التي تحول هذه الطاقات المتجددة لمواكبة التطور وتقود البناء لاالهدم والتنمية لا الخراب والدمار والإنتاج لا الكساد والنهضة لا التخلف
وللأسف إستطاعت بعض الأحزاب من قيادة لجان المقاومه وبعض التكوينات الشبابية إلى أهدافها الخاصة وأصبحت كثير من هذه اللجان تأتمر بأمر بعض الأحزاب العلمانيه عبر عضوية مزروعه من العلمانيين داخلهم ولم يستطيعوا التكيف مع التغيير المطلوب
فهذه المكونات الشبابية والمدنية انحرفت عن طريق الجاده لأنها لاتملك زمام المبادره وضعف إرادة الإصلاح والرؤية لمسار العملية الديمقراطية وبناء التوافق الوطني لأنها مخترقه بقوى اليسار وأصبحت هذه اللجان ادوات طيعه للتوجيه والتنفيذ وان كان للدمار والخراب الممنهج
(فقحت) التي لاتملك عضوية ولاقواعد ولابناءآت قاعدية جماهيرية وليس لهم اجهزه تنظيمية ولاهيكلية في الولايات ترتكز على هذه اللجان الشبابية لتمرير اجندتهم الإستعمارية وتسعى لخلق الفوضي والاضطراب الأمني والمجتمعي وتنتج شعارات العداء مع الاجهزه القومية والنظامية من أبناء جلدتنا بينما تعظم من دور الأجنبي من مؤسسات ومنظمات وتلجأ إليهم ضد أبناء وطنهم
وإستطاع اليسار من تسويق مفردات الغباء السياسي وإشاعة الجهل المصطلحي لتوسيع الفتق وزيادة الهوه بين الشباب ومؤسساتهم الوطنية فابتدرت خطاب الإقصاء والكراهية والتنمر بين أبناء الوطن وتلقفت هذه اللجان الشبابيه (هذا الطعم السام) من مفردات (المدنية، والتحول الديمقراطي. وعودة الجيش للثكنات…. الخ) واتخذته منهجا في مسارها السياسي حتى أصبح العنف والتعدي والخراب والدمار وقفل الطرقات وشل حركة الحياة للمواطنين أدوات وآليات لبناء الوطن
بادرو بتغيير مسمى لجان المقاومة ذات الأثر النفسي السئ للشباب إلى (لجان الخدمات) أو (لجان البناء) أو (شباب النهضة) او(أو لجان التنمية)… الخ
فهذه هي مفردات المرحلة لمواكبة المتغيرات ومن ثم تأسيس كيانات تحمل هذه الرؤية التصالحيه ومن ثم وضع تدابير ومواعين استيعابية وتكوين لجان إنتاجية وخدمية في الأحياء والمدن تدفع بهؤلاء الشباب الي مجالات الإصلاح من نظافة الطرق والمحافظة على الصحه والتعمير وفتح مجاري الخريف وإشاعة المنافسات الثقافيه وخلق المبادرات الاجتماعية .. الخ ودعم الزراعة والصناعه والأنشطة التي تعينهم والدولة من تحسين الوضع الاقتصادي عبر ايجاد خطط ودراسات وتمويل مالي من خلال مؤسسات الدوله لإنقاذ الاقتصاد الكلي من التدهور ودفع ميزان المدفوعات لخلق الإستقرار الاقتصادي
فبعد إعلان الجيش التنحي عن العملية السياسية والنأي عن العمل التنفيذي يبرز الامتحان العسير لهذه القوى الثورية والشبابية عن مدى إمكانية الوصول لرؤية وطنية جامعه موحده ام سيظلون تحت عباءة قحت والأحزاب السياسية دون وعي وصحوة ضمير ودون أهداف أو مشروع وطني ينتظره الجميع للإصلاح والتنمية والأمن والاستقرار حفظ الله هذا الشعب العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى