امل الكردفاني يكتب : هل نجح د.عادل في جمع الصف الوطني قبل أن يصبح رئيساً للوزراء

 

توالت البيانات المؤيدة لترشيح استاذنا د.عادل عبد الغني كرئيس للوزراء، والحق يقال، أنني تفاجأت بأن الترشيحات والتأيدات من القوى السياسية والأهلية فاقت توقعاتي المبدئية. كما أن الرجل بدوره وكما عهدته دوماً امتلك النشاط والحيوية اللازمين للقيام بتحركات مكوكية من أقصى اليسار لأقصى اليمين، وبأسلوب يثير الدهشة والإعجاب معاً.
أعتقد أن د.عادل الآن تجاوز مرحلة الترشح نفسها، فقد اصبح هو في حد ذاته بوتقة لجمع الفرقاء، فأنجز ما فشل فيه حتى فولكر وحمدوك المسنودين من أوروبا في جمع الفرقاء وكانه يقوم في الحقيقة بعمل حوار وطني بأسلوبه الخاص وقدراته الخاصة.
من أقصى اليمين المحافظ لأقصى اليسار العلماني ومن أقصى الشرق إلى أقصى العرب ومن أقصى الشمال لأقصى الجنوب، كانت تترى الترشيحات والتثمينات والتأييدات، وتسارعت وتيرة الدعوات الموجهة إليه من كافة أطياف وفئات الشعب السوداني. وكل هذا خلال بضعة أشهر فقط. شيء غريب!!!
وأعتقد أنه لو استمر بهذه الوتيرة وبهذه القوة وهذه التحركات النشطة سيتمكن من فك حالة الانسداد السياسي الذي يعطل كل مصالح الدولة ويهدد أمنها وسلمها القوميين.
والغريب أن هذا كله يتم في صمت، وبدون ضجيج إعلامي، وكأنما الرجل يرسي فكرة العطاء والأداء قبل الدعاية والبروبغندا التي اصطبغت بها من قبله السياسة السودانية.
كما أن هذا التسارع في الأحداث يؤكد أن القوى السياسية والشعب السوداني أجمعين يبحثون عن رجل يضعون ثقتهم بين يديه لأننا جميعا نبحث عن حل في حقبة شديدة الكآبة وكثيرة النزيف. لذلك أعتقد ان د.عادل الآن ليس بحاجة لأن يكون رئيساً للوزراء بقدر ما هناك حاجة وطنية حقيقية لكي يستمر في القيام بهذا الدور الفاعل وسعيه النشط في تقريب وجهات النظر والتمهيد لاتفاق قومي جامع وشامل. فلو تحقق هذا يكون دكتور عادل قد أدى وظيفته كرئيس للوزراء بدون حتى أن يصبح رئيساً للوزراء..وسبحان الله!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى