محمد إدريس يكتب : القضارف معايدة الخطوط الأمامية.. ولكن..!!

الخرطوم الحاكم نيوز

ماأن تلوح من البعيد على الطريق القومي القادم من الخرطوم صوامع الغلال وهي تشمخ في كبرياء جبال( تواوا/مكي شابك/جبل الجيش)،والأخير هو الجبل الأشهر حيث تربض عليه قيادة اللواء الرابع مشاة،فإنك أنخت راحتك في القضارف،قضارف ودمادا /وودابسن / والشيخ محمود ود زايد /والجيلاني /والبدوي /والأزرق /وحنا تسفاي/ وودالكبير /والمصري /وحاج آغا /وعبدالواحد عبدالله /وطه الريفي /والسلمابي /ومحجوب احمد موسى/والكردي/ومحقر /وكبوشية /ودرزون/ وودبكر وكرم الله عباس والشيخ تندل، وابكر جبريل،والسلطان موسى، والأمير يعقوب، تلك المدينة الهجين التي تمثل ذروة الاندماج الثقافي للتنوع،انصهرت فيها كل الأعراق والسحنات لتشكل (هوية قضارفية)قحة توارت خلفها كل المسميات خجلا في مقام القومية النبيلة..!

لن نفرط في غزل القضارف، لأننا لن نضيف شئ لمدينة الهضاب التي قال عنها الشاعر العظيم إدريس جماع :(لك ياقضارف روعة تركت شعاب النفس سكري).. لكننا ونحن نزورها هذه الأيام في سانحة العيد،هالنا الإهمال والتردي الذي وصلت إليه أغني مدن السودان، تردي يبدأ من طريق الأسفلت الذي يتلاشى من تخوم حريرا ويكاد يختفي تماماً في المقرح والقدمبلية، بينما تدعي حكومة الولاية بأنها تقوم بأعمال ترقيع غير موجودة إلا في أخبار العلاقات العامة..!!

القضارف بلاقيادة لذلك تعيش الإهمال والتردي على أصوله
،دوامة اقالات الولاة وعدم إستقرار دولاب العمل الحكومي تستمر للعام الثالث،فوضى التعيينات والشلليات تضرب باطنابها،مشاريع تنموية كثيرة مع وقف التنفيذ و أطلال مباني وبئر معطلة وقصر مشيد،بنية تحتية بملايين الدولارات مهملة كمشروع الحل الجذري لمياه الشرب والميناء البري وطريق الستين وطريق الحواتة المفازة والمطار، لك أن تتخيل ياعزيزي بأن أكبر المدن الاقتصادية في السودان بلا (مطار).. بل بلا مياه نقية صالحة للشرب، فكيف بالله سيكون الجذب الاستثماري لهذه الأرض الخصبة الغنية وكيف سنبني اقتصاديات الزراعة ؟إنها عبقرية الفشل الكبير في أقبح صوره..!

القضارف بلاقيادة لأنها غير موجودة في توازنات المركز مجرد كومبارس أو دوبلير،لاتقوم بأي من أدوار البطولة في الأفلام التي تعرض في سينما الخرطوم، كومبارس ايام الإنقاذ وحتى مابعد أبريل ٢٠١٩ استكثروا عليها ممثلاً في مجلس السيادة اوحتي مجلس الوزراء،وحتى مابعد أكتوبر حقوقها مهضومة، ومالها يجبي مركزيا،ويحجب عنها الدعم الحكومي الذي يذهب شمالا وغربا،فصوتها غائب وتمثيلها صفر..!

حسنا هذه الأيام يحج المسؤولين إلى القضارف تحت لافتة المعايدة في الخطوط الأمامية في الفشقة وتزدهر حملات التبرعات للجيش في ملاحم وطنية حماسية،لماذا لانوجه هذا الجهد لإعادة تعمير القضارف الولاية تنمويا ، يبدأ هذا التعمير بتعيين والي ذو همة عالية وبرنامج واضح لايكثر من (الطلاقات) في الفارغة والمقدودة،ومن ثم وضع خارطة لتنفيذ المشاريع المتوقفة برؤية أن القضارف هي العاصمة الزراعية للسودان،ممايطلب قيام البورصة للتسويق والمطار للصادر
والأبحاث العلمية والمحالج، بعدها تصبح القضارف قوة اقتصادية لاتطمع فيها عصابات الشفتة ولاجنرالات الامهرا هؤلاء الذين اغراهم سابقاً إهمال الشريط الحدودي والقضارف عموماً..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى