ابراهيم عربي يكتب :(أم روابة) … عليكم  بمبادرة الودي ..!

مع الأسف أثبتت الأحداث المتلاحقة أن مدينة أم روابة عاصمة السودان المستقبلية المقترحة تعاني خللا أمنيا مركبا..! ، حيث تداولت بعض وسائل التواصل الإجتماعي أن أكثر من (15) من تجار البصل تعرضوا في الساعات الأولي من فجر الأحد الثالث من يوليو لعمليات نهب تحت تهديد السلاح بالسوق بملجة الخضار شرق مسجد البرعي ..!.
وكشفت المصادر أن الجناة (ثمانية) أشخاص يرتدون زيا رسميا نظاميا (ثلاثة) منهم مسلحون بكلاشات ، ولكنهم إستخدموا أسلوبا خادعا للضحايا مستقلين حملة المخدرات التي روجت لها الجهات الأمنية فأصبحت حديث المدينة ، إستقلوها خطة ودرقة في ظل سماحة الناس وإنعدام الحس الأمني وربما الرجالة كملت ..! وحواء السودان أصبحت عاقرا ..! وقد ولى زمن الفارس الجحجاح بلا رجعة ..!.
ولذلك هاجموا التجار مع الساعات الأولي من الصباح فأرهبوهم وجمعوا موبايلاتهم وسلبوهم أكثر من (15) مليون جنيه بعد أن أمروهم بالجلوس أرضا بعيدا بغرض التفتيش عن المخدرات مطالبين أي منهم بالمستندات والمفاتيح تحت تهديد السلاح دون إحتجاج ولا كلمة فنهبوا القروش ومن ثم هربوا لجهة غير معلومة .
المؤسف أن هؤلاء التجار لم يبدوا أي مقاومة أو مساعدة لأنفسهم كما لم يجدوا أي مساعدة عاجلة من قبل السلطات الأمنية بسبب خلل إداري (خلوها مستورة ..!) ، وبالطبع عجز الإمكانيات كانت شماعة وهذا عذرا أقبح من الذنب ..!، علي كل تم فتح بلاغات لهم ضد مجهولين بقسم شرطة أم روابة بعد معاناة ، وقالوا أن جملة تكلفة بضاتهم من البصل تتجاوز (50) مليون جنيه .
غير أن الحادثة كشفت أن مدينة أم روابة (عاصمة السودان المستقبلية) مكشوفة الظهر أمنيا (قاعدة أم فكو ..!) وأمن الولاية لا حول ولا قوة له ، والوالي لازال مشغول بنفسه قابع في مكتبه وبيته تركة نفير النهضة ، فيما كشف التجار عن ملابسات وقصور أمني وإداري في شرطة أم روابة وذلك يحتاج لمعالجة من قبل السلطات ، فأم روابة أصبحت سوقا تجاريا مهما حيث توجد بها عدد من المحال التجارية المعتبرة والبقالات الكبيرة ، علاوة علي سوق المحاصيل وشركات الصادر وصادر الضأن والماشية وسوق صادر الإبل الرئيسي بالمنطقة إنتقل إليها من سوق القردود بجنوب كردفان بسبب الظروف الأمنية كما أن ظروف الحرب جعلت منها مدينة تجارية تعتمد عليها مدن المحليات الشرقية بجنوب كردفان في حاجاتها .
ولكن ليست المرة الأولي التي تنتهك فيها حرمات أم روابة أمنيا ، فقد إجتاحتها الجبهة الثورية 2013 ضمن إجتياحها لمنطقة أبو كرشولا حيث قتلت نفر من القوات النظامية وسلبت عدد من التجار في السوق وحرقت محطة الكهرباء ، وتم إنشاء معسكرا للجيش جنوب المدينة لذات الغرض ولكن يبدو أن هنالك تراخيا أمنيا عقب توقيع الحركات المسلحة علي السلام بجوبا وربما بسبب قلة الإمكانيات تم تجريد المعسكر من إمكانياته وأصبح خاويا ومكشوف الظهر ولاتبدو عليه مظاهر القوة إلا من خلال المتاريس التي وضعوها علي الأطلال لتؤكد أنه يوجد هنا جيش ..!.
ولكن بلا شك أن أم روابة تواجهها عدد من التحديات الأمنية المعروفة منها والمسلحة التي تولدت بسبب التمرد في جنوب كردفان والذي يتخذ من طاسي مقرا له بينما يتمدد شمالا حتي منطقة تبسة وطوطاح الحدودية بين محليتي العباسية جنوبا وأم روابة شمالا فضلا عن مناطق القردود وراحات ومناطق أم بعاشيم وغيرها ، إذا لابد من توفير الدعم لإحياء معسكر أم روابة لأهميته الإستراتيجية في تأمين هذه المنطقة المهمة والإستراتيجية التجاربة والإقتصادية عاصمة السودان المقترحة مستقبليا ، مع الأسف هذه المنطقة مكشوفة أمنيا بالكامل حتي الوساع في النيل الأبيض .
الملاحظ أن هناك كثير من الظواهر الأمنية المزعجة قد تصاعدت بالمنطقة ، حيث إجتاحت من قبل منطقة ميكحاية ومناطق الزعفايات وماجاورها فضلا عن جرائم النهب المسلح التي تعرضت لها منطقة شركيلا وأم عش تحت تهديد السلاح لأول مرة في تاريخهما ، وربما منطقة الميعة أيضا وثلاثتهم أسواقا تجارية إسبوعية مهمة إقتصادية للمحلية ، غير أن إنتشار المواتر وحيازة الأسلحة واستخدام الكدمول وبروز تجارة المخدرات بأنواعها والمسكرات أصبحت مهددات أمنية كبري بالمنطقة ، فضلا عن عمليات تهريب الذهب واليورانيوم وغيرها من المعادن النفيسة . 
إذا المطلوب توفير الأمن وبالطبع هو مسؤولية الجميع وقد أصبح صعب المنال في ظل التراخي الأمني وانشغال الشرطة بكبح جماح المظاهرات ومماحكات (4) طويلة وتهديدات (9) طويلة المميتة وانتشار المخدرات والمسكرات وسط الشباب ، وإشغال الجيش بالفشقة وغيرها من الإختراقات والمهددات الأمنية وفي ظل وجود الأمن خارج دائرة الفعل الميداني، وبالتالي لابد من تضافر الجهود الأمنية الحكومية والمجتمعية لتوفير الأمن لا سيما بالمنطقة الحدودية التجارية الإقتصادية المهمة ولذلك المطلوب مبادرة من التجار ولجان المقاومة والإدارة الأهلية بالتنسيق مع الشرطة إهتداء بتجربة مبادرة منطقة (الودي المجتمعية الأمنية ..!).  
(الودي) نطقا (بكسر الواو وفتح الدال وكسر الياء) هذه منطقة طرفية تقع في منطقة الصالحة جنوب أم درمان حيث نشطت فيها بعض الظواهر الأمنية السالبة المسلحة وغيرها والتي ليست بعيدة عن الإفرازات الأمنية التي إجتاحت منطقة أم بدة والشقلة ضمن السيولة الأمنية التي إجتاحت ولاية الخرطوم بلداياتها الثلاثة (الخرطوم ، بحري ، أم درمان) وبعض المناطق بأطراف البلاد (الجمرة بتحرق الواطيها ..!) .
تتلخص مبادرة الودي ونحن جزء منها في إستنفار المجتمع ورفع الحس الأمني المجتمعي وتكوين دوريات ميدانية يوميا ليلا وربطها بقروب ميداني وإتصال مباشر مربوط بمركز شرطة قسم (50) وقد تم من خلالها ضبط الكثير من الظواهر السالبة وهي فكرة من بنات أفكار شباب المنطقة نهديها لأهلنا في أم روابة ولولاية شمال كردفان عامة ولكل ولايات السودان الأخري والتحية لشباب الودي أهل المبادرة الأمنية المجتمعية .
الرادار .. الإثنين الرابع من يوليو 2022 .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى