فيصل العنزي يكتب : الأيام العشر

عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».
وهل هناك أعظم من هذا وأنت في بيتك تعيش هذه الأيام العظيمة إذا أحسنت استغلالها افضل لك من الجهاد في سبيل الله؟!
وهل هناك حياةٌ افضل من حياة المسلم الزاخرة بالأعمال الصالحة التي تضفي على حياته سعادة وسروراً وبركة؟!
الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أقسم بها، فقال عز وجل: «والفجر وليال عشر».
ولا شك أن قسم الله تعالى بها ينبئ عن شرفها وفضلها وعظمتها.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟
فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.
ولأن أيام العشر من ذي الحجة أيام عظيمة فلابد من استغلالها وعدم الغفلة عنها والاجتهاد فيها مثل الصلاة في أوقاتها والإكثار من الصلاة النافلة مثل قيام الليل وصلاة الضحى وقراءة القرآن.. والصيام في هذه الأيام المباركة، خصوصاً يوم عرفة العظيم.. قال عليه الصلاة والسلام: «صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده». ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام الصدقة.. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً».
الذكر.. كذلك يستحب في هذه الأيام العظيمة ذكر الله عزّ وجل بجميع أنواع الذكر سواء بقراءة القرآن، أو التكبير، أو التحميد، أو التهليل، أو الاستغفار، أو الدعاء، فقال تعالى: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات».
و أخيراً: اللهم تقبل طاعتكم وصلاتكم وصيامكم وصدقاتكم وكل عمل يقربكم إلى الله.. والحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً، وسراجاً منيراً للناس كافة، وعلى آله وصحبه أجمعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى