عمار العركي يكتب :آبى أحمد ، غرًد وكأنك رجل مخابرات

* تعُد تغريدة رئيس الوزراء الأثيوبى د. “أبي احمد”، والتى وجهها للشعب السوداني بخصوص التطورات الأخيرة فى ملف الفشقة إثر إقدام أثيوبيا على إعدام الأسرى السُودانيين والمختطفين من داخل الآراضى السودانية – عليهم الرحمة والمغفرة – من أخطر التغريدات التى درج ابى احمد على إصدارها ، كونها جآءت فى توقيت يشهد أول حالة توحد واصطفاف شعبى ورسمى داخلى حول الجيش السودانى طيلة الفترة التى شهدت حالة من التوتر فى تلك العلاقة بين الجيش والمكون المدنى.

* آبى أحمد وبخلفيته المهنية كعقيد فى المخابرات متخصص فى الإتصالات و التكنولجيا ، وقبل أن يصبح وزيرا للتكنولوحيا والعلوم ، يعلم تماما بأهمية وفاعلية التواصل المباشر عبر وسائط التواصل الكترونية فى التوقيت المطلوب ، والذى يغُني عن كثير من التعقيدات الرسمية والدبلوماسية.

* درج آبي احمد على التغريد فى “تويتر ” والتعليق فى “فيسبوك” عند مواقف واحداث معينة وفى توقيتات مدروسة لإحداث تأثير وردة فعل تخدم الغرض الأساسى من التغريد والتعليق ، وقد استخدم هذا الاسلوب فى حربه ضد التقراي قبل أن يتم حذف تغريدة وتعليق له تدعو الشعب الاثيوبى للتسلح والقتال من قبل “فيسبوك وتويتر”.

* ابرز تغريداته تجاه السودان كانت بخصوص سد النهضة عندما يكون السودان بصدد اتخاذ موقف معين لجانب مصر مثل الاعلان الموقف بشأن عمليات ملء السد او عند مساعى احالة القضية لمجلس الأمن الدولى وفى الغالب يكون ظاهر الرسائل “عاطفى وغزلي” تجاه السودان “وتلميحى متشدد تجاه مصر” ، وهنا
تكمن مهاراته المخابراتية او ما يعرف بدبلوماسية المخابرات .

*بالتالى، عندما نأتى لإعادة قراءة وتحليل تغريدته الأخيرة ، والتى جآءت على ذات النسق من حيث الموقف والتوقيت والغرض مستخدماٌ مهارته كرجل مخابرات دبلوماسى ،نجده قام بالتالى :
– خاطب الشعب السودانى مستخدما منهج “علم النفس الإسخبارى” للجذب ولفت الانتباه والتحكم بإسلوب حسي “عاطفى ،غزلى”، مقدماٌ الشعب السودانى على الأثيوبي فى عنوان التغريدة ( الشعبين السودانى والأثيوبى إخوة) وفى أى موضع جمع الشعبين داخل متن التغريدة.

* في سابق تغريداته كان الغرض الخفى هو الإيقاع والتفرقة والحيلولة دون اتخاذ السودان لموقف بجانب مصر ، فى هذه التغريدة سعى للإيقاع والتفرقة وزعزعة وحدة وإصطفاف الشعب السودانى – الحصيف ولماح – حول قواته المسلحة حيال تداعيات قتل الأسرى السودانيبن ، وقام بإيهام الشعب السودانى وتخديره بفرضية وجود ( كثيرون ممن يريدون لنا ان ننزلق فى اقتتال بعضنا البعض) بمعني نحنا وانتم ضحايا وفى “سفينة” واحدة ولكم حرية الإختيار فيمن خرق السفينة؟؟ ” الجيش السودانى او مصر او ميلشيات الأمهرة المتفلتة” المهم فى الأمر ليس “أثيوبيا” من خرقتها او ستخرقها، وهنا يتضح صيد غرض صيد التغريدة، وبحجر واحد.

* فى السطور التى تلى التلميح بمن خرق “السفينة” يأتى بتلميح مباشر للشعب السودانى الغير متابع او ملم بالخلفيات او – الغير حصيف ولماح.- ليقول له ( ولكن هذه الاطراف سواء كانت من الحكومات او غبرها لن تجنى أي فائدة من تأجيج الفتن بين شعبينا).

* فى النصف الأخير من التغريدة وبعد أن دغدق مشاعر الشعب،السوداني واوهمه بان ” سفيتنا واحدة” ، دلف مباشرة الى الحل وانقاذ “سفينتنا” التى “خُرقت” من طرف ثالث خارج السفينة ( فبالنسبة لنا خيارنا هو السلام بين شعبينا وبلدينا الشقيقين ، خيارنا هو ان تسود بيننا الثقة المتبادلة ، ولا يجب ان نقوم فيما بيننا مواجهات بسبب ضغوطات خارحية).

* ولإمتصاص الغضب الشعب السودانى، والحيلولة دون ابداء اى ردود افعال شعبية سودانية سالبة تجاه الوجود الأثيوبى الشعبى الكبير المقيم فى السودان خصوصا بعد تعالت اصوات سودانية بالتعرض لهم (علينا ان نتحلى بضبط النفس ، وذلك من اجل مصالحنا المشتركة ، ومبادى حسن الحوار ، ولا يجب ان تقوم بيننا عداوات )

* فى ختام التغريدة ، وبعد أن إطمأن آبى أحمد لسريان مفعول المخدر ، لم يترك السانحة تمر دور محاولة اقحام مفردات خطابه الشهيرة بشأن سد النهضة مثل ” الشراكة ، ،التنمية ، النهوض ، امصالح مشتركة ، حل المشاكل ، حسن الجوار” فى محاولة خبيثة للربط بين سد النهضة والفشقة ، حيث غرد ( يجب ان نكون شركاء فى التنمية وأن ننهض معا ، نحن نكن كل الاحترام وللشعب السوداني الشقيق ، ونؤمن بأن السودان واثيوبيا قادران على حل المشاكل التى تواجههما بروح الإخوة الدائمة وحسن الجوار ).

*خلاصة القول ، كل ما ذكر فى التغريدة مردود عليه ، وايًما مضاعفات وتطورات سالبة سابقة او لاحقة للقضيتين يكون سببها أثيوبيا ، وذلك يثبته واقع الحال والتعنت الأثيوبى والمماطلة التى إستمرت عقود من الزمان فى انتظار الحل “البسيط واليسير ” للقضيتين، والذى هو بيد أبي احمد وليس بيد الشعب السوداني او حكومته وهو :-

++ توقيعه على القرار الحبيس فى درج مكتبه منذ سنين بوضع العلامات الحدودية للترسيم المتفق عليه للحدود بين الدولتين.

++ التوقيع على اتفاق قانونى بين ما يسميهم أبي احمد ب “شركاء التنمية والنهوض” لعملية ملء وتشغيل سد النهضة بحسب اتفاق المبادئ الموقع فى الخرطوم 2015م … وكفى الله “الشعبين السودانى الأثيوبى” شر التغريد والقتال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى