من أعلي المنصة – ياسر الفادني – كيف تعرب ٣٠ يونيو إعرابا تفصيليا ؟

الثلاثون من يونيو مبتدأ خبره غريب ، المبتدا هو الترتيب الدقيق لهذا اليوم كما قال بعض العرابون منهم بل بعضهم ذهب خيالهم بعيدا وقالوا أنه سوف يكون كارثة ويدور ( القصدير) من قبل الحركات المسلحة ويحدث الهرج والمرج وتسقط الدولة نتيجة لهذا الحدث ولعل هنالك قيادي قال هذا وكذب وصدق كذبته وقد صدقه آخرون ، مبتدا كلف مالا كثيرا نصفه دخل جيوب القادة منهم وربعه استلمه السماسرة والفتات منه استلمه من ركبوا الشارع ، الخبر هو غدا سوف يتلاومون فيما بينهم ويتصارعون ويكثر اللوم علي البعض بفشل المبتدأ و(طشاشان) الخبر ، والخبر هو أقبل بعضهم علي بعض يتلاومون !

٣٠ يونيو فعل معتل مسكون ليس فيه القيادة الصحيحة ، الهتافات تختلف هنا وهناك حيث أنك لا تفهم ماذا يريدون ، فعل ركيك اللفظ غامض المعني ، فعل سبب إعتلاله التكرار الذي جعل الجملة غير سليمة ، نفس الحروف ونفس التشكيل لا يتأثر إذا جزم أو نصب تظهر علي آخره الحركات الكثيرة والمخلة والعنيفة وينتهي بصورة غريبة بالسكون والحرف الخامد

مفعول به شاذ لأنه مجرور وليس منصوبا ، مجرور تكثر فيه علامات الجر عندما ينطق تارة يأتي مجرورا بعلامة فولكر وتارة مجرورا بعلامات من السفارات وتارة مجرورا بتشكيل واضح من المنظمات الأجنبية، وكثرة علامات الجر المختلفة جعلته في خانة المجرور الذي لايعرف حتي أن يسيطر علي حركته المتسارعة التي يكون فيها (كالترلة االقاطرا قندراني ) ! ، وفي نهاية الجملة الجار والمجرور في محل فعل مفعول به من قبل الكبار الذين يتسيدون الموقف (سَنْبَله وحُمْرة عين ) في ظل وجود حكومة تتفرج !

الحال لا محل لها من الإعراب ولا محل لها من الفهم ولا محل لها من النتائج الإيجابية، حال تتخذ إطار السلمية كما يدعون وينقلب الحال إلي خراب ودمار وقتل لا يعرف من الذي قتل هل الشرطة؟ أم طرف ثالث؟ ، حال ظل عبارة عن (غلوتية) لم تفك طلاسمها حتي الآن ، الحال عجزت بنت عدنان السياسية أن تعربه لأنه ليست مبنية علي وضعية ثابتة يمكن أن يعرب ، فقط يمكن أن نصفه باللهجة العامية بحال ( التابا واليابا) كما تقول حواء السودانية وتقلب كفيها عندما تطلق هذا القول حسرة وندامة علي موقف حدث !

جملة الثلاثين من يونيو وماتحتوي يمكن أن نصفها بأنها نكرة في محل رفع مجهول إلي الأعلي وتحتها هاوية عميقة ، تصل أعلى نقطة لكنها سرعان ما تهوي وتسقط في حفرة عميقة و(تلحق أمات طه ) ! ، نكرة من يخطط ومن يمول ومن يستلم ومن يوزع ومن يفعل ومن يجلس واضعا اصابعه علي الكيبورد ، تجمع النكرات في هذه الجملة هو عبارة تجع التعساء مع خايبن الرجاء ولخمة الراس وضجيج البراميل الفارغة حينما (تُدَرْدَق) !

يحكي أن (سيبويه) في نهاية حياته أصابه الجنون ، بينما هو في سفح جبل سمع غرابا ينعق ويقول 🙁 قاقْ قاقْ) بتسكين نهاية حروف المفردتين ، فغضب سيبويه وصاح في الغراب : ياغراب لاتقل ( قاقْ قاقْ) بل قل : ( قاقُُ قاقْ) بتنوين القاف الأولي ضمة وتسكين الثانية لأن (قاق) الأولي مبتدا وقاق الثانية خبر ساكن للوقوف وظل الغراب يقول : ( قاقْ قاقْ) وسيوبيه يقول ياغراب قل : (قاقُُ قاقْ) ويجري تحته حتي سقط من سفح الجبل ولقي حتفه ، سيبويه جري نحو التصحيح لكن هولاء يجرون نحو العلة والناقص والصفة والموصوف بالدمار لهذا الوطن والفاعل الذي ليس يرفع بالضمة ولكنه يجر بالكسرة في أغرب واشذ ظاهرة كونية حرفية أصابت اللغة السياسية فمتي تستقيم اللغة ونسمع اللسان العربي السياسي المبين ؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى