بصراحة أكثر – جدو أحمد طلب – “دقلو” في الجنينة .. زيارة لها ما بعدها (3)

الخرطوم الحاكم نيوز

عزيز القارىء.. عديد هي المرات التي نكتب فيها بكل سرور عن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، و هو رجلًا من رحم هذا الشعب وإلى الشعب عبر زاوية (بصراحة_أكثر) هذه الزاوية التي نحاول من خلالها إظهار المجهود الجبار الذي يبذله نائب رئيس مجلس السيادة، الذي خرج عن الخرطوم وصولًا ل”الجنينة ” لأجل وضع حدًا للصراع المتجدد هناك ولعل مخرجات هذه الزيارة التاريخية كبيرة وضخمة، ويمكننا القول بأنها بدأت بالفعل تتنزل على أرض الواقع و على الرغم من أننا نتناول الحقائق كما هي، يأبى الذين لهم أجندة خارجية و أخرى داخلية يعملون لأجلها؛ التربص بمن سخر وقته و عمره لخدمة الوطن و المواطن و الجميع يُتابع الأحداث الدامية التي حدثت مؤخراً في ولاية غرب دارفور التي لم تترك لا لينة و لا يابسة و هكذا دومًا تكون فاتورة “الحرب ” في كل الأوطان التي لم يُقدم بنيها و مواطنيها المصلحة العامة عن المصالح الخاصة التي تعلو فوق كل المصالح الذاتية و التي دومًا ما تكون هي رأس الشرارة لكل فتنة تُحل بالآمنين، “الجنينة ” هذه المدينة الوادعة و الجميلة بطبيعتها و العامرة بإنسانها المتسامح و بعد أن قدمت العشرات من القتلى و الجرحى الذي نزغ الشيطان بينهم ، ففي لوحة مجتمعية عظيمة تُعبر عن وحدة إنسان المدينة، شاهدت كغيري لوحة السلام التي ألتفت حولها كافة ألوان الطيف و جميعهم حضور و شهود على توقيع الاتفاق بين القبائل العربية و المساليت على وقف العدائيات بأمانة حكومة غرب دارفور التي ضاقت جنبات قاعاتها بالحضور لهذا التوقيع الذي جاء برعاية كريمة من “دقلو” الذي كان خير شاهد: و كلنا تابع خطاب النائب العميق والكبير في سياق و معناه لدى مخاطبته فعاليات التوقيع، يجب على السودانيين في هذا التوقيت العصيب أن يديروا خلافاتهم بالحوار و الشورى و لعل وثيقة وقف العدائيات هي ضربة بداية لطي صفحة الخلافات بين الأطراف الموقعة عليها و التي أكدت رغبتها الأكيدة في التعايش السلمي و وداع الحرب الذي أقعد كثيرًا بولاية غرب دارفور عن ركب الولايات التي شهدت طفرة تنموية كبيرة.

الذي يجعلنا أكثر رضا كمراقبين للوضع بالجنينة و كمهتمين بهذه الزيارة ، هو حديث النائب (دقلو) الذي قال فيه بالحرف الواحد الجميع سواسية أمام القانون و لا مجال للتمييز على خلفية اللون و العرق أو القبيلة و بكل تأكيد هذا هو النهج الذي يحكمنا و على أساسه نتقاسم الأرض لنعيش عليها سويًا كأبناء وطنًا واحد موحد، و حث دقلو جميع زعماء القبائل الذين كانوا شهودًا على الوثيقة على عدم تشجيع المجرمين على القتل و التشريد و النزوح من خلال توفير الحماية للمجرمين و المفتنين الذين ظلوا دومًا يتسببون في كل المشكلات التي كثيراً ما تحدث في الجنينة ، لكن هذه المرة حديث “دقلو” فيما يتعلق بسلامة و أمن المواطن كان حديثًا طيبًا خاصة عندما قال لأعيان القبائل ” لأبد أن تقبلوا ببعضكم بعضا و تعيشوا في أمن و سلام و الدولة عازمة على فرض هيبة الدولة و إيقاف أي عبث يتربص بأمن و استقرار الأبرياء حتي لو اضطررنا إلى استخدام قوة القانون ، و إن الإدارة الأهلية يقع عليها الدور الأكبر في التصدي للمشاكل الصغيرة قبل أن تكبر و حان وقت أن يطلع كل منا بدوره كاملًا لتعود بذلك الجنينة إلى زمانها السابق الذي يُضرب به المثل من حيث الأمن و الاستقرار و التعايش الذي هو واقع الحال بين مجتمعاتها التي لا تعرف القبلية بابًا للدخول إليهم، و القرارات الأخيرة التي أصدرها (دقلو) للأجهزة الأمنية بشأن التعامل الحاسم مع إي متفلت و عدم التهاون مع المعتدين، تلك هي الحلقة المفقودة في غرب دارفور.

لم يكتفي نائب رئيس مجلس السيادة بلقائه مع زعماء القبائل العربية و الارنقا فحسب، بل شدد على ضرورة أن يكون توقيع وثيقة الصلح بينهم في محلية “سربا ” الواقعة شمال الجنينة ليشهد عليها الأهالي بنفسهم على أن الصراع الذي دار بينهم طويت صفحته بتوقيع هذا السلام الذي ألتفت حوله كل المكونات الأهلية و قيادات المجتمع هي الأخرى التي شكلت حضورًا لتكون الشاهد على التوقيع لتبدأ عملها على التبشير به و إنزال مخرجاتهم على أرض الواقع وصولًا للتعايش السلمي الذي ينشده الجميع ، ليصبحوا أسرة واحدة و العمل بيد واحدة ضد أي مخرب من أجل حياة آمنه ومستقرة.. لَقَدْ أَوْفَى وَزَادَ رجل السلام محمد حمدان دقلو بوعده و ذلك بتسليم (10) سيارات حديثة لتعمل في خدمة جامعة الجنينة .. وكلنا تابع وشاهد الجامعة و طلابها الذين استقبلوها وسط أجواء مطرية زادت من الفرحة لتصبح فرحتان ، و لعل دقلو في خطابه السابق بالجامعة، حث الطلاب على أرشاد و هداية المواطنين من خلال ما تعلموه في الجامعة خاصة التبشير بعملية السلام و التسامح و التصالح و قبول الأخر و نبذ الجهوية و القبلية و العمل بروح الأمة الواحدة في بلد واحد، الوعد الذي قطعه نائب رئيس مجلس السيادة المتعلق بدعم جامعة (الجنينة ) ممثلًا في منحها (10) سيارات و (2) بص لنقل الطلاب و (10) فرص لنيل درجة الماجستير في الخارج قَدْ أَوْفَى بوعده و بالأمس القريب جميعًا كان شهودًا على بداية الإيفاء بالوعد و المتتبع يجد زيارة دقلو لغرب دارفور أكثر من موفقة و بدأت مخرجات زيارته تظهر قبل مغادرته الجنينة و لا شك هكذا يكون رجل الدولة و السلام و ولد حمدان مثيلًا لرجل الدولة الناجح الذي سيكون الأمل و المخرج بالبلاد لبر الأمان و السلام سمح ترى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى