ابراهيم عربي يكتب : (الأمة القومي) .. تناقضات أم تكتيكات..؟!

الخرطوم الحاكم نيوز 
المتابع لخطوات حزب الأمة القومي الأخيرة يجدها مليئة بالتناقضات أحيانا والتكتيكات السياسية أحيانا أخري  ، وقد إفتقد الحزب مرجعيته برحيل الإمام الصادق المهدي (رحمة الله عليه) تماما كما إفتقدت البلاد رجل بحكمته ووطنيته واتساع أفقه وبعده السياسي ، وبالتالي أصبح الموقف داخل حزب الأمة كموقف أصدقائه في (قحت) ، أصبح تماما كالذي يتخبطه الشيطان من المس ..!، بلا مرجعية لصنع القرار وبلا خطة وبلا رؤية سياسية متفق عليها بين هؤلاء وهؤلاء وبالتالي أصبح يعمل بفقه سياسة رزق اليوم باليوم ، ومع الأسف الشديد وصل حزب الأمة لمرحلة من التعقيدات تنذر بالتمزق والإنشقاقات ..!.
وقد وضح ذلك جليا عند تكليف الفريق صديق محمد إسماعيل برئاسة الحزب خلفا للرئيس المكلف الفريق فضل الله برمه الذي ذهب خارج البلاد مستشفيا ، موقف إحتج عليه زميله الدكتور إبراهيم الأمين بصفته نائبا أيضا للرئيس بجانب مريم المنصورة وخرج مغاضبا من داخل إجتماع للمؤسسة ، معتبرا نفسه الأولي بمنصب الرئيس المكلف ، وبل دفع الدكتور إبراهيم الأمين بإستقالته مؤخرا من منصبه نائبا للرئيس مسببا إياها لخلافات سياسية في الحزب ، موقف إستنكره كثيرون فيما حسبه آخرون موقف يعبر عن حزازات كانت مكبوتة داخل الحزب العريق ولكنها خرجت للعلن بسبب فقدان الكبير ، فأصبح صراعاً خرج للواجهة ، ولكن هل هو صراع بين أبناء الغرب وأبناء البحر كما يروح له البعض ..؟! أم صراع بين أصحاب المنهج القديم ومنهج التجديد في صفوف الحزب ..؟! والأخير مجموعة الشباب المؤيد للدكتور إبراهيم الأمين ، ويتوقع لها أن تقلب الطاولة علي الجميع في المؤتمر الثامن المأمول والذي تتخوف منه قيادة الحزب ذو الحظوة الناريخية .
في الواقع هنالك تناقضات في مواقف الحزب فأصبح بلا شك (ركيب سرجين) أو حزب يجيد (سياسة اللعب علي الحبلين) أو حزب يجيد (سياسة الطواقي) ، وفي ذلك يقود حزب الأمة الحرية والتغيير (قحت) المعروفة (4) بطاقية لمقاطعة الحوار ، ويأتي من الشباك بطاقية أخرى للمشاركة يطرده فولكر بحجة المحافظة علي مقاطعة أصدقائه في قحت ، وليس ذلك فحسب بل يفاجئنا حزب الأمة (جناح المنصورة بطاقية ثالثة لتجتمع في دار الحزب بأم درمان مع الحرية والتغيير (التوافق الوطني) ، وبالطبع ليس الإمام عبد الرحمن الصادق ببعيد عن العسكر إن لم يكن مهندسا لكل ذلك ..!، ولكن ربما المنصورة عاودها الحنين  بالعودة لتحالف نداء السودان من جديد ..؟!.
المدهش أن ذات مريم الصادق أخرجت بيانا للكافة وجهت من خلاله أعضاء حزبها بالمشاركة في مواكب 30 يونيو وقالت إنه يوم للتعبير الساطع عن إرادة الشعب ، وجسر العبور نحو تحقيق الغايات التي تعمل مع شركاءها (تحتها خطين) لتحقيقها وفاء لأرواح شهداء (الحرية والسلام والعدالة) والتي أصبحت مجرد شعارات ليست لها من الواقع شيئا بحكم الواقع وعلي مدي عامين من حكم الحرية والتغيير (قحت) ، لم نجد منها إلا الظلم والتشفي والكيد السياسي والتي فرقت بين أبناء الوطن الواحد ، ولم نجد منهم إلا اللهث خلف كراسي السلطة والعمالة للخارج .
من المضحك حتي البكاء أن المنصورة بررت خطوتها تلك إستجابة لتاريخ طويل من النضال الثوري متمسكة بمنهج والدها الإمام بأن موقف حزب الأمة من قضايا الوطن (كأم الجنى) وما أدراك ما الأم ..! وقالت ينتهج خط (من فش غبينته خرب مدينته) ولكن أين هذه الحكمة المفقودة في عالم اليوم من تلكم اللاءات الثلاثة وتلكم الشعارات العدمية (لا تفاوض ، لا شرعية ولا إعتراف) ، بلا شك أنها خيارات صفرية لا تشبه العرف السياسي ..!.
لذلك جاءت مواقف حزب الأمة المختلف حولها متماهيا مع العسكر وبالتالي ظل محتفظا بوجود كوادره في قيادة بعض الوزارات ومعظم الولايات وبل مواقف معلنة من قبل رئيسه وآخرين في قيادته ، فيما ذهب آخرون يعلفون الشارع ويقودون المظاهرات من المقاعد الخلفية ضد العسكر ومن جهة ثالثة يتبني خطا مع (4 طويلة) ورابعا خطا مع جماعة التوافق الوطني وهما نقيضي بعض  (أصدقاء الأمس أعداء اليوم) ، نخلص من كل ذلك إلى أن حزب الأمة (يجيد سياسة اللعب علي الحبلين) ..! كالذي جاء ليقول (كان صحت التجارة المرأة والحمارة وكان خسرت التجارة كفاني الحمارة) وهذه سياسة الإنتهازية والتي يجيدها حزب الأمة بإمتياز مابين اللعب بالمتناقضات والتكتيكات السياسية ..!. 
لم تتوقف التناقضات عند هذا الحد بل أصدر حزب الأمة نفسه بيانا يتبرأ عن إجتماع (قيادات) في حزبه مع بعض مجموعة التوافق الوطني وأعتقد يقصد بهم مجموعة مريم المنصورة التي إجتمعت مع الحرية والتغيير (التوافق الوطني) الداعمين لخط العسكريين ، كيف تصدر المؤسسة بيانا في حق الرئيس المكلف ونائب الرئيس والأمين السياسي وآخرين ويقول عنهم مجموعة (نكرة) ، هل تلك تاكتيكان سياسية أم تناقضات أم تشاكس وإنشقاقات داخل حزب الامة ؟! .
ولذلك نحن نتعجب عندما يدافع حزب الأمة ويقول إنه حزب مؤسساته ..! ، إذا أين تلكم المؤسسات ؟! وهل رئيس الحزب المكلف صديق إسماعيل ونائب الرئيس مريم الصادق والأمين السياسي وآخرين بعيدين عن المؤسسية ؟! ، فإذا كان ذلك صحيحا فإن حزب الأمة بلا شك يفتقد للمؤسسية ، إن لم تكن ذاتها سياسة التناقضات والتكتيكات التي يجيدها حزب الأمة بإمتياز ..!.
الرادار .. الأحد 26 يونيو 2022 .
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى